آلة الحرب أعدمت مظاهر الفرحة في القطاع

«عيد شهيد» و«عظم الله أجركم».. عبارات العيد في غزة

صورة

العيد في غزة هذا العام لم يجلب السعادة معه لسكان قطاع غزة، كعادته خلال الأعوام السابقة، فقد ارتدى عباءة الحزن باكياً على حال القطاع، يتسلل بين المنازل المدمرة، وجثامين الشهداء الممزقة، أما الأطفال الذين كان يأتي إليهم في كل عام، فلم يجدهم، حيث رحلوا إلى الرفيق الأعلى.

واستقبلت غزة عيد الفطر المبارك بمشاهد الدمار الواسعة، وبأكثر من 1230 شهيداً، وبآلاف الجرحى، وما يزيد على 10 آلاف مشرد، ليكون شاهداً على مأساة المشردين، والأطفال والثكالى المكلومين، فالعيد لم يطرق أبواب بيوتهم التي اعتاد عليها في كل عام، بل وجدهم داخل مراكز الإيواء. وتعيش عائلات المنازل المدمرة في غزة حالة تشرد غير مسبوقة، ما دفعها للنزوج واللجوء إلى مدارس «الأونروا» أو المستشفيات، لتقضي العيد لأول مرة في حياتها خارج منازلها، دون أن يدخلوا فرحته إلى قلوب أطفالهم.

«الإمارات اليوم» حضرت بين المشردين في مدارس «الأونروا» التي نزحوا إليها، وفي عيونهم حكايات من الحزن والألم والحرمان، حيث تغيب أي ملامح لأجواء العيد، وفي ساحات المدارس يتجمع الأطفال ليحيوا العيد على طريقتهم الخاصة، ويلعبوا بعض الألعاب التي اعتادوها في الأعياد السابقة.

الطفلة ميس سالم كانت تجلس على الأرض في أحد مراكز الإيواء، وبجانبها ملابسها الممزقة، التي كانت تحلم بأن ترتديها في العيد، ولكن الاحتلال حرمها ذلك عندما قصف منزلها، فيما تمكنت من انتشالها من بين الركام، لتبقى شاهدة على الجرائم الإسرائيلية التي بددت أحلام أطفال غزة في فرحة العيد.

وتقول ميس والدموع في عينيها «في بداية شهر رمضان أحضرت والدتي لي فستان العيد، لأقضي به أجواء العيد، خلال تنزهي مع صديقاتي، وكان دائماً موجوداً في غرفتي، وأنتظر الوقت الذي يأتي لأرتديه، وعندما قصف منزلنا لم يخطر ببالي شيء إلا فستان العيد، فبعد أن عدنا إلى منزلنا في التهدئة الإنسانية بحثت بين الركام عليه طوال ساعة كاملة، لأجده ممزقاً وقد غطاه التراب».

وتضيف «أصابتني حالة حزن قاسية، وبكيت بكاء شديداً، وشعرت بأن أحلامي قتلت».

أما الطفل أيمن رجب فلم يصطحبه والده إلى السوق هذا العام ليشتري له ملابس العيد، ويقدم له العيدية التي يفرح بها مع أصحابه، حيث ارتقى والده شهيداً إثر استهداف منزلهم في حي الشجاعية شمال القطاع.

ويقول والحزن في عينيه يرسم حكاية الألم التي يعيشها «لا يوجد عيد من دون أبي، فوجوده كان بحد ذاته عيداً نعيش فرحته كل يوم، وأعيش اليوم العيد بذكريات مؤلمة، حيث كان يصطحبني والدي معه إلى منزل جدي وجدتي وأعمامي وأقاربنا، ويذهب بنا أنا وأشقائي إلى المتنزهات والمطاعم، لينقضي العيد ونحن في حالة فرح كبيرة».

«عيد شهيد» هي العبارة التي سادت بين سكان غزة خلال أيام عيد الفطر المبارك، وذلك كبديل للعبارة الشهيرة «عيد سعيد»، وكتعبير عن حالة الحزن التي يعيشها أهالي الشهداء، كما استبدل الغزيون عبارة «كل عام وأنتم بخير» التي يهنئ بها المسلمون بعضهم، بعبارات أخرى، وهي، عظم الله أجركم، الحمد لله على سلامتكم، الله يشفي جراحكم، وذلك نتيجة للويلات والمآسي التي خلفتها الحرب لآلاف العائلات.

ويقول المواطن هيثم حمودة المشرد من بلدة بيت حانون: «يأتي علينا العيد هذا العام ونحن مشردون ومشتتون، فالحرب مزقت أوصالنا، حيث خرجنا من منزلنا المدمر، فيما لجأ كل واحد من أشقائي إلى مكان يؤويه».

وفي مدرسة أخرى تؤوي النازحين من حي الشجاعية، كانت المواطنة أم رأفت البلبيسي تجمع أطفالها حولها، وتخبرهم بأن بقاءهم في حياتها بالنسبة لها هو العيد. وتقول بصوت حزين «في كل يوم يسألني أولادي عن ملابس العيد، ويطلبون مني العيدية والخروج إلى المتنزهات، ولا أملك شيئاً أقدمه لهم سوى أن أصبرهم لتحمل المآسي التي تصيبنا».

تويتر