نتنياهو يتوعد بإجراءات ويتمسك بالمبادرة المصرية.. وباريس تدين التصعيد

إسرائيل ترفض هدنة إنسانية فـي غزة لــ 24 ساعة قبلتها «حماس»

صورة

رفضت الحكومة الإسرائيلية، أمس، مقترحاً للأمم المتحدة لإقرار تهدئة مدتها 24 ساعة، وذلك بعدما قبلت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التهدئة الإنسانية، استجابة لتدخل المنظمة الدولية، ومراعاة لأوضاع الشعب الفلسطيني وأجواء عيد الفطر بقطاع غزة.

ورغم استمرار العدوان الإسرائيلي الدامي على القطاع، توعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإجراءات جديدة لازمة قائلاً، إن المبادرة المصرية هي الوحيدة المطروحة على الطاولة، في حين دانت فرنسا التصعيد في غزة.

وتفصيلاً، قال مبعوث الأمم المتحدة روبرت سيري، إن إسرائيل لم تستجب لإعلان حركة حماس عن هدنة إنسانية لمدة 24 ساعة، فيما أكد مسؤول إسرائيلي ذلك، قائلاً «على (حماس) أن تثبت أنها توقف إطلاق النار كي تستجيب إسرائيل للاقتراح».

وكان المتحدث باسم حركة حماس، سامي أبوزهري، قد قال في بيان صحافي «استجابة لتدخل من الأمم المتحدة ومراعاة لأوضاع شعبنا وأجواء العيد، تم التوافق مع فصائل المقاومة على تهدئة إنسانية لمدة 24 ساعة».

وكانت «حماس» ربطت وقف إطلاق النار بانسحاب الجنود الإسرائيليين من قطاع غزة الذي دخلوه في 17 يوليو بعد تسعة أيام من الغارات الجوية التي لم تؤد إلى وقف إطلاق الصواريخ.

من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤول فرعها في قطاع غزة جميل مزهر، أن إعلان الاحتلال عن تمديده للهدنة مدة أربع ساعات وبعدها إلى 24 ساعة، هدفه الالتفاف على مطالب المقاومة ودماء الشعب الفلسطيني، مشدداً على أنه لا هدنة ولا تهدئة من دون الاستجابة لمطالب المقاومة، وعلى رأسها وقف العدوان وفك الحصار عن القطاع بشكل كامل.

واعتبر أن الاحتلال يحاول جر فصائل المقاومة الفلسطينية إلى مصيدة، مطالباً الجميع بالإبقاء على أقصى درجات الحيطة والحذر، فقد عودنا دائماً على الغدر وعلى اختراق أي هدنة وتهدئة وارتكاب المزيد من الجرائم. وأضاف أن الاحتلال أيضاً يستغل مثل هذا الخداع والألاعيب لتجميل صورته دولياً، وفي الوقت ذاته يواصل عملياته على الأرض.

وطالب مزهر بضرورة إبعاد ما يجري في غزة عن التجاذبات الإقليمية، مشدداً على ضرورة أن تتوقف المؤامرة الدولية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والتي هدفها فقط إنقاذ الاحتلال من ورطته في غزة ومن فشله في تحقيق أي هدف من أهدافه في حربه العدوانية.

في الأثناء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) انتهكت التهدئة الإنسانية في غزة التي أعلنتها لمدة 24 ساعة. وقال لقناة «سي.إن.إن» التلفزيونية الأميركية، رداً على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ستقبل عرض التهدئة «(حماس) لا تقبل حتى عرضها هي بوقف إطلاق النار، إنها مستمرة في إطلاق النار حتى ونحن نتحدث». وأضاف أن إسرائيل «ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية شعبها».

وقال إن المبادرة المصرية هي الوحيدة المطروحة على الطاولة.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أنه سيستأنف عمليته العسكرية ضد قطاع غزة براً وبحراً وجواً بعد استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.

وقال الجيش في بيان «بعد استمرار إطلاق حماس للصواريخ بشكل متواصل خلال الهدنة الإنسانية التي تم الاتفاق عليها من أجل السكان المدنيين في غزة، سيقوم الجيش باستئناف أنشطته الجوية والبحرية والبرية في قطاع غزة».

واستشهد 11 فلسطينياً وأصيب 20 آخرون، أمس، مع استئناف الجيش الإسرائيلي هجماته المدفعية والجوية على قطاع غزة، ليرتفع بذلك ضحايا العدوان الاسرائيلي إلى 1060 شهيداً. وقالت مصادر فلسطينية، إن الشهداء قضوا في هجمات إسرائيلية متفرقة على غزة وبلدة عبسان شرق خان يونس، ومدينة دير البلح جنوب ووسط القطاع.

وبحسب المصادر، فإن من بين الشهداء مسنة تبلغ 70 عاماً، وشخص في نهاية الثلاثينات من عمره توفي متأثراً بجروحه.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة عدد شهداء الهجمات الإسرائيلية ارتفع إلى 1060، وجرح أكثر من 6000 آخرين، علماً بأن أطقمها الطبية كانت انتشلت، أول من أمس، جثث 147 شهيداً.

وقال شهود عيان، إن الطائرات الإسرائيلية قصفت بصاروخين مكتباً يتبع قناة «الأقصى» الفضائية التي تبث من غزة في برج الشروق السكني وسط المدينة، ما أدى إلى تدميره كلياً.

وقال الجيش الإسرائيلي، إنه جدد هجمات على قطاع غزة «في أعقاب الانتهاكات الفلسطينية المتكررة للتهدئة الإنسانية التي أعلنتها إسرائيل» لمدة 24 ساعة.

ودعا الجيش سكان قطاع غزة الذين كان طُلِب منهم إخلاء منازلهم إلى عدم العودة إليها، معتبراً أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تتحمل مسؤولية انهيار وقف إطلاق النار للأغراض الإنسانية.

من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان، أمس، أن فرنسا تدين «تصعيد» الهجمات في غزة وإسرائيل و«تطالب بصورة عاجلة بوقف حقيقي لإطلاق النار وبدء مفاوضات».

وقال وزير الخارجية الفرنسي «رغم كثرة الدعوات الدولية وتعهدات الجانبين، استؤنفت الهجمات في غزة وإسرائيل مع كل ما يواكبها من عمليات تدمير وسقوط قتلى بشكل لا يحتمل، وأياً تكن الأسباب المطروحة، لا شيء يبرر استمرار المواجهات الدامية». وأضاف فابيوس أن «فرنسا تدين هذا التصعيد وتطالب بصورة عاجلة بوقف حقيقي لإطلاق النار وبدء مفاوضات».

تويتر