105 قتلى.. بينهم 61 جندياً و12 من الموالين للنظام في معارك مع «التنظيم» شمال سورية

«داعش» يسيطر على الفرقة 17 في الرقة

عمال الدفاع المدني ينقذون رجلاً من تحت أنقاض مبنى تهدم بإلقاء القوات النظامية برميلاً متفجراً على حي الصاخور بحلب. أ.ف.ب

أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، أمس، الاستيلاء على كامل الفرقة 17 في الرقة، وطرد قوات النظام السوري منها، كما سيطر على «فوج المدفعية 121»، الذي يعرف باسم «فوج الميلبية»، قرب مدينة الحسكة. في وقت قتل فيه 105 أشخاص، هم 61 جندياً و12 من الموالين للنظام، و32 مقاتلاً جهادياً في المعارك الدائرة منذ أول من أمس بين القوات النظامية و«داعش» في شمال سورية، في أول مواجهة بهذا الحجم بين الطرفين، منذ ظهور التنظيم في سورية في 2013.

وشنّ تنظيم «داعش» هجوماً كبيراً بدء بعملية انتحارية واستهدف مركز الفرقة 17 التابعة للجيش السوري في الرقة، وهي الفرقة العسكرية الوحيدة التابعة للجيش وتتخذ من ريف المدينة مقراً لها.

وقال ناشطون إن الهجوم بدأ عبر تفجير انتحاريين لنفسيهما، بينهما سعودي، عبر شاحنة مفخخة على أحد مداخل الفرقة تبعها معارك عنيفة واشتباكات.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن مقاتلين اثنين من التنظيم، أحدهما سعودي، فجرا نفسيهما بعربتين مفخختين، إحداهما في كتيبة الكيمياء داخل الفرقة 17 المحاصرة شمال الرقة، والاخرى بمحيط الفرقة بعد منتصف ليل الاربعاء - الخميس، وأشار إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر التنظيم والجيش السوري في محيط الفرقة عقب التفجيرين.

وأضاف أن التنظيم «نحر ستة جنود من قوات الجيش السوري المتمركزة في الفرقة 17 بريف الرقة، وقام بفصل رؤوسهم عن أجسادهم وعلقها على سور دوار النعيم وسط مدينة الرقة».

ونقلت صفحات تابعة للتنظيم عن قيام عناصر من التنظيم بمحاولة اقتحام الفرقة 17 في محافظة الرقة، حيث قام التنظيم بعد العدة، وبدأ الهجوم بعربة مفخخة قادها انتحاري سعودي يلقب بـ«أبوخطاب النجدي» الذي عرضت صوره مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للتنظيم.

وكان بعض عناصر النظام هربوا من الفرقة في وقت مبكر، واستطاع «داعش» اعتقال بعضهم، ونشر على «تويتر» صوراً لبعضهم.

من جهتها، نقلت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطة عن مصادر مطلعة قولها إنه «تم إخلاء الفرقة 17 في الرقة، حفاظاً على أرواح الأبطال المرابطين منذ أكثر من عامين، والذين استبسلوا في المقاومة».

كما سيطر التنظيم على «فوج المدفعية 121»، الذي يعرف باسم «فوج الميلبية»، قرب مدينة الحسكة.

واعترفت صفحة «محبي العميد ماهر الأسد» التابعة للنظام بسقوط الفرقة، وقالت الصفحة إنه تم إخلاء الفرقة تحت ذريعة ضمان حياة الجنود.

من جهة أخرى، أكد الناشط «سراج الحسكاوي» في الحسكة حالات هروب لكبار الضباط، وإخلاء مساكن الضباط في البانوراما الواقعة باتجاه مدينة القامشلي.

وتجدد القصف من قبل قوات الجيش على مناطق في مدينة الطبقة، فيما جدد الطيران الحربي قصفه لمحيط الفرقة 17. وشهدت مدينة الرقة الليلة قبل الماضية انتشاراً مكثفاً لعناصر «داعش»، وتم فرض حظر للتجوال في المدينة. إلى ذلك، قال المرصد السوري، إن 105 أشخاص، قتلوا في المعارك الدائرة منذ أول من أمس، بين القوات النظامية السورية و«داعش» في شمال سورية. وشن التنظيم، أول من أمس، هجمات في ريف الرقة (شمال)، والحسكة (شمال شرق)، وريف حلب (شمال) على مواقع لقوات النظام، وفقاً للمرصد الذي يؤكد استناده إلى مصادر مدنية وطبية وعسكرية.

وهي أول مواجهة بهذا الحجم بين «الدولة الإسلامية» والنظام منذ ظهور التنظيم في سورية في 2013. علماً ان التنظيم الذي أعلن اخيراً إقامة «الخلافة الاسلامية» انطلاقاً من مناطق تفرد بالسيطرة عليها في شمال العراق وغربه وشمال سورية وشرقها، كان يتهم من فصائل المعارضة السورية المسلحة بـ«التواطؤ» مع النظام، وهو يخوض معارك دامية ضد هذه الفصائل منذ بداية السنة.

وفي محافظة الحسكة، قال المرصد إن 21 مقاتلاً من «الدولة الإسلامية» على الأقل، بينهم اربعة انتحاريين، قتلوا أول من أمس، في معارك وقصف مصدره الجيش السوري. وأضاف أن أربعة مقاتلين من التنظيم المتطرف فجروا انفسهم داخل مقر حزب البعث الحاكم في مدينة الحسكة، وتلت ذلك مواجهات داخل المبنى قتل فيها 12 شخصاً بينهم أعضاء في حزب البعث وحراس، وبين القتلى «قيادي في حزب البعث تم نحره»، بحسب المرصد.

إلى جنوب المدينة، قتل 11 عنصراً من القوات النظامية بينهم ضابط اثر هجوم للتنظيم الجهادي على فوج الميلبية، بحسب المرصد الذي اشار إلى مقتل 17 عنصراً في «الدولة الإسلامية» في قصف للجيش على مواقع التنظيم في المنطقة. وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن القصف العنيف «دفع الدولة الاسلامية إلى التراجع ليلاً». وفي محافظة الرقة، التي يسيطر عليها التنظيم مع وجود للنظام في ثلاثة مواقع، قتل 50 جندياً و10 مقاتلين، بينهم انتحاريان، في هجوم نفذه «الدولة الإسلامية» على مقر الفرقة 17.

وقال المرصد إن 50 عنصراً من القوات النظامية السورية، قتلوا أمس، في المعارك حول الفرقة 17.

وأوضح عبدالرحمن أن «معظم الجنود أعدموا على أيدي عناصر التنظيم»، بينما قتل الآخرون في المعركة. وانتشرت على حسابات مؤيدة للتنظيم على موقع «تويتر» تأكيدات لهذا الخبر.

وفي حلب، توقفت المعارك التي كانت اندلعت أول من أمس، بين «الدولة الإسلامية» وقوات النظام في محيط مطار كويرس العسكري.

تويتر