2400 منشأة صناعية تعطلت قدرتها الإنتاجية

3 مليارات دولار خسائر اقتصاد غزة خلال الحرب

فلسطينيان يجلسان على حطام منزل استهدفته قوات الاحتلال. أ.ف.ب

آلة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ الثامن من شهر يوليو الجاري ماضية في التوسع والتدمير، فمشاهد الدمار طالت البنايات السكنية والحكومية والبنى التحتية، بالإضافة إلى المنشآت الصناعية والأنشطة الاقتصادية والتجاري بكل قطاعاتها المختلفة.

ومازالت هذه المنشآت تتساقط داخل المناطق التي تتوغل فيها القوات الإسرائيلية، فيما يمنع أصحابها من الوصول إليها بسبب شراسة الحرب، وقوتها التدميرية الواسعة.

ويقدر حجم الخسائر المادية الأولية وفقاً لإحصاءات وزارة الأشغال العامة والإسكان بثلاثة مليارات دولار، فيما كشفت الغرفة التجارية في غزة عن حجم الخسائر الناتجة عن توقف الأنشطة الاقتصادية بفعل الحرب، والتي بلغت ما يقارب خمسة ملايين دولار يومياً.

كما رصد الاتحاد العام للصناعات في غزة أكثر من 2400 منشأة صناعية وصلت قدرتها الإنتاجية إلى الصفر، بفعل الهجوم الإسرائيلي الذي أصابها بأضرار كبيرة، من بينها قطاع الصناعات الإنشائية الذي يضم 500 مصنع، والخياطة والنسيج والجلدية الذي يضم 200 مصنع، وكذلك مصنع وقطاع الصناعة الهندسية والمعدنية الذي يضم 600 مصنع، بالإضافة إلى قطاع الصناعات الخشبية الذي يضم 600 ورشة، وقطاع الألمنيوم الذي يضم 500 ورشة، بينما وصلت القدرة الإنتاجية في قطاع الصناعات الغذائية إلى 3%. وللحديث عن حجم الأضرار التي طالت القطاعات الصناعية وقيمة الخسائر التي تكبدتها، يقول وزير الأشغال العامة والإسكان في حكومة الوفاق الفلسطيني مفيد الحساينة لـ«الإمارات اليوم»: «أصدرنا الأربعاء الماضي إحصائية أولية بحجم الخسائر والأضرار الاقتصادية الناتجة عن الحرب الإسرائيلية، فقد بلغت الخسائر المادية في البنية التحتية والمباني والمساجد والمؤسسات الحكومية والمنشآت الصناعية أكثر من 2 مليار دولار، أما خسائر القطاعات الزراعية والصحية فقدرت بمليار و200 ألف دولار، أي أن إجمالي الخسائر أكثر من ثلاثة مليارات دولار كتقديرات أولية للخسائر».

ويشير إلى أن آلة الدمار الإسرائيلية دمرت أكثر من 1800 منزل بشكل كامل، إلى جانب تعرض 22 ألف منزل للأضرار الجزئية، 1600 منزل منها غير صالحة للسكن، وتابع «من الواضح أن إسرائيل تتعمد تدمير الحالة الاقتصادية الفلسطينية، فالدمار الواسع في البنية التحتية والمشروعات السكنية والإنشائية دليل على هذا التعمد».

وتعرضت منطقة غزة الصناعية (بيدكو)، بحسب الحساينة، إلى دمار كبير طال الجزء المتبقي منها، وهو ما يجعلها غير صالحة للعمل في المستقبل، فقد تعطل عدد كبير من مصانعها على مدار ثماني سنوات من الحصار.

وتعد منطقة غزة الصناعية من أكبر المدن الصناعية في القطاع، إذ تضم عدداً كبيراً من المصانع لمختلف الصناعات المختلفة، كما يوجد بها مخازن تجارية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا».

عوني حرارة الذي يملك مصنعاً كان يعد من أكبر مصانع الإنشاءات ومقاولات البناء في قطاع غزة، أصبح اليوم كومة من الركام المتناثر، والذي غيرت آلة التدمير ملامحه، وذلك بعد أن استهدفته طائرات حربية من طراز F16 بصواريخ عدة في اليوم الثالث للعملية البرية الموسعة ضد غزة، حيث يقول «خسرنا مناقصات ومشروعات بملايين الدولارات، إذ نحتاج إلى ما لا يقل عن عام كامل لإعادة إعمار ما تم تدميره».

ويقول رئيس دائرة الإعلام في الغرفة التجارية بغزة ماهر الطباع «لم يتم رصد الخسائر الاقتصادية، لكن هناك خسائر أولية نتيجة توقف الأنشطة الاقتصادية كلها، هذه الخسائر متعلقة بمساهمة الأنشطة في الناتج المحلي، والتي تقدر بخمسة ملايين دولار يومياً».

ويقول مدير العلاقات العامة في غرفة غزة التجارية «إن الاقتصاد في غزة يعاني من أرقام مخيفة للبطالة، التي بلغت نسبتها 41%، وبفعل الدمار الكبير سترتفع معدلات البطالة ارتفاعاً كارثياً لتصل إلى أكثر من 51%، بالإضافة إلى أزمة 40 ألف موظف من حكومة غزة لم يتقاضوا رواتبهم على مدار ثلاثة شهور».

تويتر