كي مون يدعو إلى «هدنـة إنسانية» في غزة بمناسبة عيد الفـــطر

دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، إلى «هدنة إنسانية» فورية وغير مشروطة في غزة حتى نهاية عيد الفطر الأسبوع المقبل، فيما دعت منظمة الصحة العالمية لإقامة ممر إنساني في قطاع غزة للسماح لعمال الإغاثة بإجلاء الجرحى وإدخال الأدوية، بينما ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 827 مع استشهاد نحو 20 وانتشال جثث آخرين أمس، مع تواصل الهجوم الإسرائيلي على القطاع لليوم 19 على التوالي بحسب مصادر فلسطينية، وقتل جندي اسرائيلي في شمال قطاع غزة، ما يرفع قتلى الاحتلال إلى 33.

وتفصيلاً، قال بان كي مون في بيان أصدره مكتبه «في يوم الجمعة الأخير من رمضان، أدعو إلى هدنة فورية وغير مشروطة في المعارك الدائرة في غزة وفي إسرائيل»، على أن «تستمر طوال فترة عيد الفطر».

وتأتي هذه الدعوة بعد لقاءات عدة بين كي مون ووزير الخارجية الأميركي جون كيري ومسؤولين مصريين كبار لوقف القتال بين إسرائيل و«حماس».

وأضاف الأمين العام أن هدنة في المعارك يمكن ان تؤدي إلى «وقف أطول لإطلاق النار». وقال «يستطيع جميع الاطراف بالتأكيد الموافقة على وقف القتال خلال فترة العيد المقدسة، ويستطيع الجميع بالتأكيد أن يوافقوا على وقف التقاتل خلال هذه الفترة القصيرة على الأقل».

وأضاف في بيان «يمكن أن نبني على هذا مبادرة عن طريق دعم الجهود الدولية لوضع عناصر خطة طويلة الأمد لوقف إطلاق النار». وتابع «يمكن ولابد أن تسري هذه الخطة بشكل فوري، من دون شروط ومن دون أعذار ومن دون تأجيل».

من جانبه، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية بول جاروود، إن مسؤولي المنظمة ناقشوا المقترح مع مسؤولين إسرائيليين ومصريين لكن لم يكن هناك رد بعد.

وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان، إن من الصعب على المرضى والمصابين الحصول على الرعاية الطبية، وإن بعضهم بحاجة إلى مغادرة القطاع الساحلي لتلقي العلاج. وذكرت أن أربعة مستشفيات بينها مستشفى الأقصى تضرر بسبب الهجوم الذي بدأ في الثامن من يوليو بضربات جوية إسرائيلية أعقبها غزو بري.

وقال البيان «تدعو منظمة الصحة العالمية إلى إقامة ممر إنساني في غزة لإجلاء الجرحى، بالإضافة إلى توفير الأدوية. ينبغي أن يمتد الممر الإنساني لحماية مرور المرضى بشكل آمن للوصول إلى نقاط عبور ثم الخروج من قطاع غزة لتلقي الرعاية الطبية».

وقال جاروود، إن من المتوقع أن تصل من عمان شحنة من الإمدادات الطبية للمنظمة تكفي لمعالجة ما بين 400 و500 شخص، مشيراً إلى أن نحو 600 شخص أصيبوا أول من أمس فقط.

وقال ينس لاركه من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «الناس تموت بمعدل مخيف ويصابون بمعدل مخيف، ندعو إلى وقف إطلاق النار في مناطق محددة، حيث يمكن إجلاء الجرحى ونتمكن من الوصول للناس لنمنحهم الرعاية الصحية وغيرها من أشكال الإغاثة».

يأتي ذلك في وقت أعلنت المصادر عن انتشال جثتين، أمس، لشخصين قضيا في غارة إسرائيلية على منطقة حي الزيتون، فيما تم انتشال جثة طفل (خمسة أعوام) استشهد قنصاً بعيار ناري برأسه أطلقته القوات الإسرائيلية المتوغلة في حي الشجاعية شرقي غزة.

وذكرت المصادر أن شابين في منتصف العشرينات من عمرهما استشهدا في غارة استهدفتهما في مدينة غزة، فيما استشهد ثلاثة شبان في غارتين على مدينة دير البلح وسط القطاع.

وفي خانيونس جنوب القطاع أعلنت مصادر طبية عن استشهاد سبعة أشخاص بينهم مسن في مطلع الستينات من عمره في سلسلة غارات إسرائيلية متفرقة استهدف معظمها منازل سكنية وتجمعات لشبان.

كما استشهد رجل ونجله (12 عاماً) في مدينة رفح التي استشهد فيها كذلك امرأة وطفلان في سلسلة غارات.

وقتل جندي اسرائيلي، أمس، في شمال قطاع غزة، ما يرفع إلى 33 عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين منذ بدء العملية. والخسائر التي لحقت بالجيش الإسرائيلي هي الأفدح منذ حربه ضد «حزب الله» في لبنان عام 2006 حين فقد 116 جندياً. والجندي القتيل هو يائير أشكينازي (36 عاماً) أحد جنود الاحتياط، وتم استدعاؤه إلى إحدى الوحدات المقاتلة التي تخوض العملية في غزة، كما أضاف الجيش الإسرائيلي في بيان. وهدد الجيش الإسرائيلي بتوسيع رقعة عمليته العسكرية الجارية في القطاع بصورة ملموسة الأسبوع المقبل، في حال رفضت «حماس» مقترحاً أميركياً لإعلان وقف إطلاق النار.

وحسب الإذاعة ينص المقترح على «وقف الأعمال العدائية لبضعة أيام على أن تستمر قوات الجيش الإسرائيلي خلال هذه الفترة في نشاطاتها لتدمير الأنفاق، في حين تجري حماس مفاوضات مع السلطات المصرية بخصوص التسهيلات التي ستمنح لها بعد انتهاء العملية العسكرية في قطاع غزة». وأكد مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى، أن جيش الاحتلال هاجم 130 هدفاً في غزة، أمس وأول من أمس، وبذلك يصل إجمالي عدد الأهداف التي تم ضربها في إطار عملية الجرف الصامد منذ انطلاقها إلى 3540 هدفاً.