جهود التهدئة في غزة تتواصل.. وكيري يجري اتصالات بحلفاء «حماس»

إسرائيل تتجه نحو توسيع العملية العسكرية وتقصف مدرسة لـ «الأونروا»

صورة

ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 779 منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة قبل 18 يوماً، أكثر من 280 منهم من الأطفال والنساء والمسنين، فيما أصيب أكثر من 4600 آخرين، فيما قالت مصادر مقربة من المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل، إن نية المجلس تتجه نحو مواصلة العملية العسكرية في قطاع غزة وتوسيعها على مراحل، وقصفت مدرسة تابعة للأونروا، ما تسبب في سقوط شهداء وإصابات كثيرة في صفوف النازحين، وتتواصل الجهود للتوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل و«حماس». وتحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري هاتفياً مع نظيريه في قطر وتركيا اللتين تدعمان حركة «حماس» في إطار الجهود التي تبذل للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة.

وتفصيلاً، أعلنت مصادر طبية فلسطينية أن 84 فلسطينياً استشهدوا مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم 18 على التوالي. وقالت المصادر إن حصيلة الشهداء منذ الليلة قبل الماضية بلغت 84 شهيداً في غارات إسرائيلية استهدف معظمها منازل سكنية، وقصف مدفعي متفرق، ما يرفع عدد الشهداء إلى 779.

وبهذا الصدد ذكرت المصادر أن رجلاً وسيدتين استشهدوا في غارة إسرائيلية على منزل سكني في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. وأضافت أن أربعة أشخاص استشهدوا في قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة خزاعة شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة.

كما واصلت الأطقم الطبية انتشال جثث الشهداء، معلنة بهذا الصدد العثور على جثتي شقيقين توأم من تحت أنقاض منزل تعرض للتدمير في غارة إسرائيلية على حي الشجاعية شرق غزة.

وكان ستة أشخاص بينهم طفلان من عائلة واحدة استشهدوا وأصيب ثلاثة آخرون بجروح حرجة في غارة إسرائيلية، فجر أمس، على منزلهم غرب خان يونس في جنوب القطاع. كما استشهد ستة أشخاص من عائلة واحدة كذلك تحت ركام منزل تعرض لغارة إسرائيلية مماثلة في بلدة جباليا شمال قطاع غزة.

وأدت غارة على تجمع لسكان بعد منتصف الليلة قبل الماضية إلى مقتل سبعة منهم على دوار بني سهيلا شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة.

واستشهد 16 فلسطينياً على الأقل وأصيب عشرات آخرون بجروح أمس، جراء قصف مدفعي إسرائيلي على مدرسة إيواء لنازحين تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الوزارة في غزة أشرف القدرة «وصلتنا عشرات المناشدات من أهالي منطقة خزاعة وعبسان وبني سهيلا في خانيونس يطالبون فيها بإخراجهم، مشيرين إلى أن هناك شهداء وجرحى تحت الانقاض وبين المنازل».

وقال القدرة إنه «قبل وقت قليل توجهت سيارتا إسعاف برفقة سيارة تابعة للصليب الأحمر بعد ان أخبرنا الصليب الأحمر أنه قام بالتنسيق مع إسرائيل لإخلاء المصابين، لكن تم اطلاق النار على السيارات ولم تتمكن من الوصول إلى المنطقة».

وأعلنت متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ان الصليب الأحمر تمكن من إجلاء 150 شخصاً من منطقة خزاعة بعد مفاوضات مع الجانبين، مشيرة إلى أن قافلة مؤلفة من 10 سيارات اسعاف دخلت المنطقة أمس.

في المقابل، قالت مصادر مقربة من المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل، إن نية المجلس تتجه نحو مواصلة العملية العسكرية في قطاع غزة وتوسيعها على مراحل. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصادر القول، إن المساعي التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لم تفض إلى بلورة اقتراح جدي وعملي لوقف إطلاق النار.

ونقل موقع القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي عن المصادر قولها، إنها تستبعد إنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار خلال اليومين المقبلين. وكانت الإذاعة نقلت عن وزير إسرائيلي كبير، أن هناك مقترحاً جديداً بوساطة وزير الخارجية الأميركي وأمين عام الأمم المتحدة سيلقى موافقة إسرائيل و«حماس».

وانتهت فجر أمس جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، وخصصت لمناقشة سير العملية العسكرية في قطاع غزة والجهود الرامية لوقف إطلاق النار. ولم يصدر أي بيان رسمي عن المجلس.

وعلى صعيد جهود التهدئة، التقى وزير الخارجية البريطاني الجديد فيليب هاموند مع نتنياهو، أمس، بعد لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بينما توجه بان كي مون إلى المملكة العربية السعودية حيث استقبله الملك عبدالله.

وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده في القدس المحتلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أعرب هاموند عن قلقه من عدد الضحايا المدنيين قائلاً «نحن نشعر بقلق بالغ من النسبة الكبيرة للضحايا المدنيين»، لكنه دافع أيضاً عن حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها بمواجهة الصواريخ القادمة من غزة. بينما أكد نتنياهو ان إسرائيل تقوم بكل ما بوسعها للتقليل من الخسائر، وألقى باللوم على حركة حماس لاستغلالها «البشع واللإنساني» للمدنيين كدروع بشرية.

وبعدها توجه هاموند إلى القاهرة، حيث يوجد وزير الخارجية الأميركي كيري الذي تحدث أمس هاتفياً مع نظيريه في قطر وتركيا اللتين تدعمان حركة حماس في اطار الجهود التي تبذل للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة. وقال مسؤول أميركي إن كيري أجرى هذه الاتصالات من القاهرة التي عاد إليها الليلة قبل الماضية.

وأضاف المسؤول ان وزير الخارجية الأميركي يأمل أن تستخدم تركيا وقطر نفوذهما لدى «حماس» من أجل تشجيعها على قبول خطة لوقف إطلاق النار، لكن «حماس» ترفض حتى الآن الهدنة ما لم تكن مصحوبة بضمانات بشأن رفع الحصار عن قطاع غزة. وتحدث كيري كذلك مع نتنياهو بعد أن التقاه لمدة ساعتين أول من أمس.

 

 

تويتر