«السلطة» تتهم الاحتلال بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.. وشركات طيران أميركية وأوروبية توقف رحلاتها إلى تـــل أبيب

كيري يتحدّث عن «خطوات» لتطبيق هدنة في غزة.. وضغوط متزايدة على إسرائيل

مسعف فلسطيني يحمل طفلة مصابة عقب استهداف قوات الاحتلال منزل عائلتها في خانيونس جنوب قطاع غزة. أ.ف.ب

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، عن تنسيق مع إسرائيل وحركة حماس، لوقف القتال الدائر بينهما في حي الشجاعية، ومنطقة خزاعة بقطاع غزة، لإتاحة دخول سيارات الإسعاف وإجلاء الجرحى، فيما تحدث وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في القدس عن تقدم «بضع خطوات»، في جهود وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدا في الوقت نفسه أنه بحاجة إلى مزيد من الوقت، بينما تعززت الضغوط على إسرائيل في عدوانها، الذي أوقع أكثر من 650 شهيدا في القطاع، حيث اتهمت السلطة الفلسطينية قوات الاحتلال بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وفي ضربة للاقتصاد الإسرائيلي أوقفت شركات طيران أميركية وأوروبية رحلاتها إلى تل أبيب، ما دفع الاحتلال إلى فتح مطار «عوفدا» في إيلات.

وفي التفاصيل، أعلنت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، سيسيليا غوين، أنه تم التنسيق مع إسرائيل وحركة حماس، لوقف القتال الدائر بينهما في حي الشجاعية، شرق غزة، ومنطقة خزاعة جنوب القطاع، اللذين يتعرضان لقصف إسرائيلي عنيف شرق غزة، لإتاحة دخول سيارات الإسعاف وإخلاء الجرحى.

وقالت سيسيليا غوين لوكالة فرانس برس، «توجهت قافلة مؤلفة من سبع سيارات إسعاف وسيارتين تابعتين للصليب الأحمر إلى حي الشجاعية، لإجلاء المصابين».

كما تم السماح بدخول قافلة مؤلفة من تسع سيارات إسعاف، وسيارتين تابعتين للصليب الأحمر إلى منطقة خزاعة قرب مدينة خانيونس، التي تعرضت لقصف إسرائيلي عنيف منذ الليلة قبل الماضية.

من جهته، صرح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بأنه تم إحراز بعض التقدم في الجهود الدولية الرامية لتطبيق هدنة بالنسبة لقطاع غزة. وقال أثناء لقائه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، في القدس «بالتأكيد لدينا بعض الخطوات للأمام»، لكنه حذر من أنه «لايزال هناك عمل يجب القيام به».

وكان وزير الخارجية الأميركي قد وصل إلى إسرائيل، في مسعى للتوصل إلى تهدئة في غزة، بينما تدخل العملية العسكرية الإسرائيلية يومها السابع عشر في القطاع. وأعلن كيري بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، عن تقدم في جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال كيري، للصحافيين في مقر المقاطعة في رام الله، إنه تم تحقيق تقدم معين نحو وقف إطلاق النار، وأن الجهود تتواصل على هذا الصعيد. وأشار كيري إلى أنه سيجتمع لاحقاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمتابعة المباحثات الرامية إلى إنهاء التوتر الحاصل في قطاع غزة.

من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، إن لقاء عباس وكيري ارتكز على وجوب خلق توازن بين تحقيق وقف إطلاق نار، وبين رفع الحصار عن قطاع غزة.

وتأتي هذه الزيارة بعد يوم قضاه كيري في القاهرة في مسعى للتوصل إلى تهدئة، بينما استشهد نحو 650 فلسطينيا في العملية العسكرية، التي بدأت في 8 من يوليو الجاري، وقتل 31 إسرائيليا بينهم 29 جنديا.

وفي اجتماع طارئ لمجلس حقوق الإنسان بجنيف اتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الدولة العبرية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.

وقال المالكي، وسط تصفيق العديد من السفراء المشاركين في الاجتماع، إن «إسرائيل ترتكب جرائم مشينة، إسرائيل تدمر أحياء سكنية بالكامل، ما تقوم به إسرائيل هو جريمة ضد الإنسانية، وينتهك معاهدات جنيف». وأضاف أن «إسرائيل القوة المحتلة تستهدف - منذ 16 يوما - أطفالا ونساء ومسنين، وتحرمهم حقهم في الحياة من خلال هذه الضربات، وحصل توغل بري وسيؤدي إلى جرائم ضد مدنيين فلسطينيين، وعمليات اغتيال متعمدة لمدنيين».

وعلى الرغم من الحصيلة الكبيرة لضحايا العدوان، تواصل إسرائيل في اليوم السابع عشر من العملية العسكرية قصفها الجوي والمدفعي لقطاع غزة. واستشهد خمسة مدنيين فلسطينيين، صباح أمس، بقذائف الدبابات الإسرائيلية في بلدة شرق خانيونس في جنوب قطاع غزة. وقال الناطق باسم وزارة الصحة، الطبيب أشرف القدرة، إن «خمسة مواطنين مدنيين على الأقل، بينهم طفلان، استشهدوا في بلدة عبسان شرق خانيونس في القصف المدفعي العدواني». وأضاف القدرة أن «الصحافي عبدالرحمن أبوهين (24 عاما)، استشهد مع عمه أسامة أبوهين (34 عاما)، وجده حسن أبوهين (70 عاما)، في غارة جوية على منزلهم في حي الشجاعية». وأوضح «كذلك استشهد المواطن محمد زياد حبيب (30 عاما)، جراء استهداف العدو منزلاً في الشجاعية أيضا». وتابع «استشهد نضال العجلة (25 عاما)، وأصيب 45 آخرون، بينهم أطفال ونساء في حالة خطيرة بغارة جوية شنتها طائرة من نوع إف 18 احتلالية، استهدفت بناية مكونة من أربعة طوابق في حي الزيتون».

وبلدة خزاعة، التي تعد النقطة الأقرب للحدود الإسرائيلية شرق خانيونس، وقع تدميرها جراء القصف المكثف والعشوائي الذي تواصل لساعات، وقامت قوات الاحتلال بعملية اقتحام بالآليات العسكرية للبلدة، وحاصرت جميع منافذها وعزلتها عن المدن الأخرى. ونقل عن شهود عيان وعن ذوي بعض أهالي بلدة خزاعة قولهم إن جيش الاحتلال عمد إلى تدمير أكثر من ثلثي البلدة، فضلا عن منعه سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من الوصول إليها.

وفي ضربة للاقتصاد الإسرائيلي، أوقفت شركات طيران أميركية وأوروبية رحلاتها إلى تل أبيب، حرصا على سلامة الركاب، بعد أن سقط صاروخ أطلق من غزة على منزل قريب من مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب.

ودعا وزير النقل الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، شركات الطيران إلى العودة لجداول رحلاتها المعتادة. وقال في بيان إن «مطار بن غوريون آمن للإقلاع والهبوط، ولا توجد مخاوف أمنية على الطائرات

والمسافرين». وتابع «لا توجد حاجة لشركات الطيران الأميركية إلى تعليق الرحلات».

وقال مسؤول إسرائيلي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي طلب من وزير الخارجية الأميركي أن يساعد في استئناف الرحلات الجوية الأميركية إلى إسرائيل، التي علقت بسبب القتال في غزة.

وقررت وزارة المواصلات الإسرائيلية، بعد التشاور مع هيئة مطار اللد، فتح مطار «عوفدا» الدولي في مدينة إيلات كبديل مؤقت لمطار اللد، بعد أن قررت كبرى الشركات العالمية وقف رحلاتها من وإلى المطار، بعد سقوط صاروخ في منطقة «يهود» القريبة من المطار.

 

تويتر