الناجون يروون مشاهد الإبادة الجماعية في الشوارع

إسرائيل حوّلت «الشجاعية» إلى منطقة أشباح

صورة

تحول حي الشجاعية شرق مدينة غزة إلى منطقة أشباح، عقب المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء توسيع عمليته البرية، فجميع المشاهد في الحي هي لعائلات أبيدت بالكامل، وجثث أطفال ونساء ملقاة على الأرصفة، وعلى أبواب منازلهم، إذ استهدفتهم القذائف المدفعية والصواريخ المروحية وهم في طريقهم للفرار من شدة القصف.

أما من نجا من الموت وتهدم منزله، فقد طبعت في ذاكرته مشاهد مروعة سترافقه سنوات عديدة، جزء كبير منها شاهدها أثناء نزوحه من الحي تحت وطأة القصف، ففي صباح يوم الأحد 20/7/2014، أخلى جميع سكان الحي منازلهم، ونزحوا إلى مجمع الشفاء الطبي، ومنهم من لجأ إلى أقاربه، وعدد آخر لم يجد سوى مدارس «الأونروا» مأوى له.

ففي حديقة مستشفى الشفاء، افترش المواطن محمد سعد الأرض، هو وعائلته المكونة من 13 فردا، معظمهم من الأطفال، حيث تحولت ساحات المستشفى إلى مأوى مؤقت، ليقضي فيه هو وأسرته الأيام المتبقية من الحرب.

منذ الأيام الأولى للحرب، تعرض منزل عائلة سعد الكائن في أحد شوارع حي الشجاعية، إلى القصف المدفعي والمروحي، حيث تضررت أجزاء كبيرة من المنازل، وأصيب بشظايا الصواريخ، ليرحل منه وقد تدمر نصفه، وهو ما دفعه للنزوح إلى منزل أحد أقاربه الموجود أيضا في حي الشجاعية، حيث أقام هو وعائلته في قبو البيت.

ولكن عائلة سعد لم تسلم من نيران الحرب، حيث وسع الاحتلال عمليته البرية، والتي طالت جميع المناطق والمنازل في الشجاعية، بما فيها المنزل الذي احتمي فيه. ويروي المواطن سعد لـ«الإمارات اليوم» اللحظات الأخيرة له في حي الشجاعية، حيث يقول، إن «الساعات التي مرت علينا، فجر يوم الأحد الماضي، كانت أصعب اللحظات التي شاهدناها نحن وسكان الشجاعية، حيث القصف العنيف الذي لم يتوقف، ففي هذه الليلة تم إطلاق النيران بشكل عشوائي وكثيف، وكان بالقرب من المنزل الذي نحتمي فيه، وقد رأينا الموت بأعيننا».

وأثناء نزوح عائلة سعد من حي الشجاعية، كانت المشاهد مروعة، لن تنساها العائلة وجميع سكان الحي، حيث يقول المواطن سعد وقد ملأت الدموع عينيه «في الصباح وعندما خرجنا من المنزل، تفاجئنا بالمشاهد التي رأيناها، أطراف وأشلاء ممزقة هنا وهناك، وقطع صغيرة من الأشلاء ملتصقة بالجدران، أما الأرصفة فقد غرقت بشلالات الدماء».

أما طفله الصغير صدام (ستة أعوام)، وعلى الرغم من صغر سنه، إلا أنه أحد الشاهدين على ما ارتكب الاحتلال في حي الشجاعية، فقد روى إحدى المجازر التي ارتكبت أمام عينيه بحق الأطفال، وذلك أثناء فترة وجود عائلته في الحي. ويقول صدام بلغة تسبق سنه «لقد شاهدت أبشع منظر في حياتي، فعندما كنت أسير بالقرب من المنزل الذي لجأنا إليه في الشجاعية، رأيت طفلا لا يبعد عني كثيرا، وفجأة استهدفته قذيفة مدفعية مباشرة، وقطعت جسده، وقد شاهدت أجزاء جسده تتطاير في السماء، أما رأسه فقد انفجر أمام عيني، وسال كل ما فيه على الأرض».

والمواطن خميس وادي من سكان الشجاعية، شاهد في شوارع الشجاعية خلال نزوحه هو وعائلته، رأس أحد الشهداء، وقد سقط على الشجرة، بعد أن طار في السماء من شدة الانفجار.

ويقول وادي لـ«الإمارات اليوم»، بينما كان يقترب من الوصول إلى مجمع الشفاء إن «الاحتلال أعدم مظاهر الحياة في حي الشجاعية، والذي أصبح الآن منطقة أشباح، ففي كل شارع توجد مشاهد مروعة، ومنازل مدمرة بالكامل، وتحت أنقاض كل منزل حكاية مأساوية، حيث العائلات التي أبيدت بالكامل وهي آمنة في بيوتها».

ويضيف أن ما شاهدناه من مجازر لم تحدث قبل ذلك، بل تعد أبشع وأكبر مجزرة في تاريخ المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

تويتر