قتلى الاحتلال إلى 25.. والشهداء يتجاوزون 500.. وإضراب عام بـ «الضفة» والمدن العربية في إسرائيل

نتنياهو يتوعّد بتوســيع العمليــــــات.. و«حماس» ترفض ضغــوط التوصّـــــل إلى تهدئة

سحب الدخان تغطي سماء حي الشجاعية في غزة نتيجة قصف الدبابات. إي.بي.ايه

توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، بتوسيع العملية الإسرائيلية في قطاع غزة حتى «إنجاز المهمة»، فيما أعلنت حركة حماس أنها لن تستجيب للضغوط الدولية الجارية بشأن تسريع وتيرة التوصل إلى اتفاق تهدئة مع إسرائيل، وشهدت الضفة الغربية والمدن والبلدات العربية في إسرائيل إضراباً عاماً، تضامنا مع غزة، وفي وقت ارتفعت فيه حصيلة الشهداء بعمليات قصف غزة، أمس، إلى أكثر من 513 فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي المستمر لليوم الـ14 على التوالي على القطاع الفلسطيني، أعلنت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أنها شنت عملية «خلف خطوط العدو» في شمال قطاع غزة، ونجحت في تدمير جيب عسكري إسرائيلي فيما استشهد 10 من عناصرها في العملية، بينما اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل سبعة من جنوده في اشتباكات مع حركة حماس، أمس، مما زاد عدد قتلاه إلى 25 جنديا خلال يومين.

وتفصيلاً، نقلت تقارير إسرائيلية عن نتنياهو القول: «قواتنا تتقدم على الأرض وفقاً للخطة، وسيتم توسيع العملية تدريجيا حتى إنجاز المهمة، وهي تحقيق هدوء لفترة طويلة». وأضاف خلال زيارة وحدة عسكرية «أي عملية عسكرية تكون معقدة وبها لحظات صعبة، لكننا فخورون بشجاعة جنودنا، ونصلي من أجل سلامتهم».

في المقابل، اعتبر الناطق باسم الحركة سامي، أبوزهري، في بيان صحافي، أن «الحراك الدولي يهدف إلى إنقاذ الاحتلال من الورطة، والمقاومة لن تستجيب للضغوط، وهي ستفرض شروطها من خلال تفوقها في الميدان».

وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أمس، مقتل ثلاثة فلسطينيين في قصف إسرائيلي، اثنان منهم في مدينة غزة والثالث في مدينة رفح.

وأكد أنه «تم انتشال 16 جثة من تحت أنقاض منزل عائلة أبوجامع (شرق خانيونس جنوب قطاع غزة)، الذي تعرض للقصف الأحد»، بينما أعلنت مصادر طبية «انتشال ثلاث جثث أخرى من هذا المنزل، لتصل حصيلة الشهداء إلى 28» فلسطينيا.

وأضاف القدرة «كما استشهد خمسة أشخاص، بينما أصيب 15 آخرون بقصف على مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، معظمهم من الأطباء والعاملين في المستشفى».

وكان القدرة أعلن، في وقت سابق، مقتل تسعة فلسطينيين بينهم أربعة أطفال في غارة جوية إسرائيلية على رفح جنوب القطاع. وينتمي جميع هؤلاء إلى عائلة واحدة، كانت تقيم بالمنزل الذي استهدفه القصف.

وبذلك يرتفع إلى 513 على الأقل عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، في الثامن من يوليو الجاري.

وسقط أكثر من 140 من الشهداء، أول من أمس، الذي كان اليوم الأكثر دموية، وبينهم 72 فلسطينيا على الأقل معظمهم من النساء والأطفال والمسنين، في قصف كثيف على حي الشجاعية شرق مدينة غزة، أدى إلى إصابة أكثر من 400 بجروح أيضا.

هذا النزاع هو الأكثر دموية منذ 2009 في غزة، والرابع بين «حماس» وإسرائيل منذ 2006.

وفي صفوف الإسرائيليين، قتل 13 جنديا من لواء غولاني الشهير في قطاع غزة، ما يرفع إلى 18 عدد العسكريين الذين قتلوا بالهجوم الذي أطلق عليه اسم «الجرف الصامد»، في أكبر حصيلة تمنى بها القوات الإسرائيلية منذ 2006.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية حالة الإنذار، أمس، في المدن القريبة من قطاع غزة، ودعت السكان إلى عدم مغادرة منازلهم، وفق ما نقلت الإذاعة العسكرية، التي أكدت أنها لا تستطيع إضافة تفاصيل بسبب الرقابة. وعادة يتم الإعلان عن الإنذار في حالات تسلل فلسطينيين من قطاع غزة إلى جنوب إسرائيل.

من جهتها، أعلنت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أنها شنت عملية «خلف خطوط العدو» في شمال قطاع غزة، ونجحت في تدمير جيب عسكري إسرائيلي، موضحة أن الاشتباكات لاتزال مستمرة، من دون أن تحدد موقع العملية.

وأكدت كتائب القسام أن العملية جاءت ردا على «مجزرة الشجاعية» في شرق مدينة غزة، وأسفرت عن مقتل 72 فلسطينيا على الأقل في قصف إسرائيلي.

وعلى حسابه على «تويتر»، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت بيتر ليرنر، أن «إرهابيين من (حماس) تمكنوا من التسلل إلى إسرائيل عبر نفقين من شمال قطاع غزة»، مؤكدا أن «الجيش الإسرائيلي رصدهم، وقتل أكثر من 10 إرهابيين». وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية أن جنودا إسرائيليين «أصيبوا» في تبادل إطلاق النار، من دون توضيح ما إذا كان الأمر يتعلق بجرحى أو قتلى.

وكانت كتائب القسام أعلنت أنها خطفت جنديا إسرائيليا في قطاع غزة، في خبر أثار فرحة عارمة في القطاع، حيث خرج الآلاف إلى الشوارع احتفالا به، إلا أن السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، رون بروزور، نفى ذلك في وقت لاحق.

وشهدت الضفة الغربية المحتلة، والبلدات والقرى العربية في إسرائيل، أمس، إضرابا عاما، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي عنيف. ودعت نقابة العاملين العمومين إلى إضراب عن العمل، التزم به العاملون في مؤسسات السلطة الفلسطينية.

كما دعت منظمة التحرير الفلسطينية إلى إضراب «عام ووطني»، أمس «للتنديد بالمجزرة البشعة المستمرة، التي ارتكبتها حكومة الاحتلال والاستيطان في حي الشجاعية، وأعمال القتل الإرهابي ضد المواطنين في مختلف مدن ومحافظات القطاع الباسل».

وأغلقت كل المحال التجارية والأسواق أبوابها في كل الضفة الغربية، أول من أمس، تضامنا مع قطاع غزة. وخرجت تظاهرات في مدن وقرى الضفة الغربية، الليلة قبل الماضية، للتضامن مع قطاع غزة، خصوصاً بعد ارتفاع القتلى الفلسطينيين، فيما أعلنت السلطة الفلسطينية الحداد العام لثلاثة أيام على قتلى حي الشجاعية.

 

 

تويتر