إدانة فلسطينية ودعوات للمحاسبة.. والجامعة العربية تعتبرها جريمة حرب.. والاحتلال يعترف بمقتـل 13 جندياً

إسرائيل تصعّد عدوان غــزة بمجزرة مروعة في حي الشجاعيــة

مسعف‭ ‬فلسطيني‭ ‬يحمل‭ ‬جثمان‭ ‬طفلة‭ ‬استشهدت‭ ‬في‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬حي‭ ‬الشجاعية‭ ‬بغزة‭. ‬أ‭.‬ف‭.‬ب

شهد قطاع غزة، أمس، يوماً دامياً سقط خلاله 97 شهيداً فلسطينياً نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ13 على التوالي، وتسبب في مجزرة مروعة في حي الشجاعية السكني، في حين مني الجيش الاسرائيلي بضربة قاسية، حيث سقط له 13 قتيلاً من لواء غولاني الشهير. وفيما نددت الحكومة الفلسطينية بـ«المجزرة» الإسرائيلية، قالت الجامعة العربية، إن ما حدث في حي الشجاعية جريمة حرب، في حين طالبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الأمم المتحدة والدول والمجموعات الدولية بإدانة المجزرة، مؤكدة أن الصمت الدولي هو الذي يشجع الحكومة الإسرائيلية على المضي في جريمتها الدموية البشعة وتوسيع نطاقها، وهو ما أكده جيش الاحتلال بانتقاله إلى مرحلة أخرى من عدوانه البري على غزة.

وتفصيلاً، أعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، عن انتشال ٦٠ شهيداً من حي الشجاعية السكني، فجر أمس، وذكر القدرة أن من بين الشهداء 17 طفلاً و14 امرأة وأربعة مسنين، وأن

القصف العنيف الذي تعرض له الحي، وتواصل لأكثر من ست ساعات أسفر عن 210 من الجرحى.

وارتفع بذلك العدد الإجمالي للشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان العسكري الإسرائيلي في الثامن من يوليو إلى 435، وأكثر من 3000 جريح.

ومن بين الشهداء مصور صحافي ومسعف قتلا معاً باستهداف القصف المدفعي سيارة إسعاف أثناء محاولتهما الوصول إلى جرحى.

كما استشهد في قصف الشجاعية أسامة الحية، وهو نجل عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، وزوجة الشهيد واثنتان من بناته، فيما أصيبت زوجة الحية الأب وعدد من أطفال العائلة بجروح خطرة.

وقالت مصادر فلسطينية وشهود عيان، إن مئات القذائف المدفعية والصواريخ الجوية جرى إطلاقها على حي الشجاعية على مدار ساعات الليل وصباح أمس. وشوهدت جثث قتلى وجرحى متناثرة على الطرقات بين المنازل السكنية، ويعود معظمها لنساء وأطفال حاولوا الفرار إلى مأوى آمن من القصف المتواصل. وواجهت سيارات الإسعاف صعوبات بالغة بالتوجه إلى الحي القريب من السياج الفاصل مع إسرائيل بسبب كثافة القصف الجوي والمدفعي، فيما ظلت مناشدات العائلات تتكرر طوال ساعات الليل.

واستلزم إخلاء القتلى والجرحى من الحي والأطراف الشرقية الأخرى لمدينة غزة إعلان اتفاق تهدئة إنسانية لمدة ساعتين بين حركة «حماس» وإسرائيل لمدة ساعتين. وجاء إعلان اتفاق التهدئة المؤقتة بتدخل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لكنه انهار قبل مضي أقل من ساعة على بدء دخوله حيز التنفيذ بفعل تبادل الهجمات مجدداً بين الجانبين.

واعتبرت حركة حماس أن ما جرى في حي الشجاعية يشكل «مجزرة ضد المدنيين وجريمة حرب».

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد مدة ثلاثة أيام، على أرواح القتلى الفلسطينيين، وآخرهم في «مجزرة» حي الشجاعية «التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية بدم بارد».

ودانت الرئاسة في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية ما وصفته «المجزرة الجديدة» التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية في حي الشجاعية، مطالبة إسرائيل بـ«إيقاف عدوانها على القطاع فوراً».

ووجه عباس نداء إلى المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف «العدوان الإسرائيلي الغاشم» على قطاع غزة، وفرض وقف إطلاق النار.

وطالبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمم المتحدة والدول والمجموعات الدولية بإدانة المجزرة التي ترتكبها حكومة الإجرام الدموي في إسرائيل، مؤكدة أن الصمت الدولي هو الذي يشجع هذه الحكومة على المضي في جريمتها الدموية البشعة وتوسيع نطاقها. ودانت «التنفيذية» في بيان مجزرة حي الشجاعية.

ودعت الدول العربية المجاورة إلى الإسراع في إرسال الطواقم والمساندة الطبية القادرة على التعامل مع حجم هذه المجزرة، بسبب نفاد مخزون معظم المواد الطبية، وازدحام المستشفيات بالمئات والآلاف من الضحايا. وتجاوزت الحصيلة الإجمالية لشهداء العدوان الإسرائيلي 410 شهداء وأكثر من 3000 جريح. من جهته، ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالقصف الإسرائيلي لحي الشجاعية، ووصفه بأنه «جريمة حرب». وقال العربي في بيان «ما يتعرض له حي الشجاعية في غزة من عمليات قصف وحشي وهجوم بري إسرائيلي هو بمثابة جريمة حرب بحق المدنيين الفلسطينيين، وتصعيد خطير للأوضاع ينذر بأفدح العواقب». وجدد العربي الدعوة للوقف الفوري «للعدوان الإسرائيلي» على قطاع غزة، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين. يأتي ذلك فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قرر توسيع نطاق هجومه البري على قطاع غزة، وذلك مع دخول عمليته العسكرية يومها الـ14.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن 13 جندياً إسرائيلياً قتلوا ليل السبت/الأحد في قطاع غزة، بحسب ما أعلنت متحدثة عسكرية. وقالت المتحدثة لوكالة «فرانس برس»: «قتل 13 جندياً من لواء غولاني للمشاة»، في إطار العملية الجارية في قطاع غزة، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وبهذا يرتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بدء العملية البرية ضد قطاع غزة مساء الخميس إلى 20 جندياً.

تويتر