اشتباكات على حدود «القطاع».. و«سرايا القدس» تعلن مسؤوليتها عن تفجير دبابتين لقوات الاحتلال

سبت دامٍ في العدوان على غزة.. ومقتل 7 جنود للاحتلال في عملية لـــــ «القسام»

فلسطيني يبكي بحرقة وهو يحمل جثمان طفل استشهد في العدوان على غزة. أ.ب

شهد قطاع غزة، أمس، يوماً دموياً آخر بسقوط 44 شهيدا على الأقل، في غارات جوية إسرائيلية، وعمليات قصف متواصلة وتوغل بري، منذ بدء العدوان في الثامن من يوليو الجاري، لترتفع حصيلة الشهداء إلى 342، بالإضافة إلى نحو 2400 جريح. وفي حين قتل جندي إسرائيلي وأصيب اثنان، في اشتباكات مع الفصائل المسلحة شمال القطاع، أعلن عن مقتل ٧ جنود إسرائيليين بعملية تسلل لمقاومي كتائب القسام، وإنزال خلف خطوط قوات الاحتلال في قطاع غزة، في وقت أعلنت فيه سرايا القدس مسؤوليتها عن تفجير دبابتين إسرائيليتين.

وتفصيلا.. أعلن مصدر طبي فلسطيني، أمس، أن 20 فلسطينيا بينهم طفل، استشهدوا في اليوم الثاني عشر للعدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر، وبعد بدء العملية البرية. وأدت إحدى الغارات إلى استشهاد أربعة فلسطينيين، اثنان منهم من عائلة واحدة، وبينهم طفل عمره ست سنوات، في منزلهما في بيت لاهيا شمال القطاع، واستشهد الاثنان الآخران في شمال مدينة غزة، وفي بيت حانون شمال القطاع.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن فلسطينيين أحدهما طفل استشهدا في غارتين إسرائيليتين، شمال قطاع غزة، كما أصيب ثمانية آخرون من العائلة نفسها.

وقال القدرة إن «الطواقم الطبية انتشلت خمسة فلسطينيين، استشهدوا في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا شرق خانيونس، ليل الجمعة السبت.

وفي وقت مبكر من صباح أمس، استشهد سبعة مدنيين فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية، استهدفت تجمعا لمواطنين في خانيونس جنوب القطاع. وأدت عمليات قصف أخرى بعدها في مناطق حانون (شمال)، ودير البلح (جنوب) وخانيونس، إلى استشهاد أربعة فلسطينيين.

ومن بين الشهداء الفلسطينيين أيضا ثلاثة فتيان تراوح أعمارهم بين 12 و16 عاما، استشهدوا قبل ظهر الجمعة، بنيران دبابات إسرائيلية قرب بيت حنون شمال قطاع غزة، كما استشهد خمسة أشخاص بينهم رضيع في شهره الخامس بمدينة رفح جنوب القطاع.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أن ستة فلسطينيين (أربعة منهم من عائلة واحدة)، استشهدوا الجمعة في قصف على خانيونس جنوب القطاع، وذلك بعيد استشهاد ثلاثة مواطنين في المنطقة نفسها، بينما استشهد آخر شرق مدينة رفح. وجاء الحادث مع تقدم دبابات وآليات إسرائيلية على أطراف بلدة بيت حانون، ضمن توسيع الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية، لتشمل هجوما بريا منذ مساء الخميس.

وتشمل الحصيلة بذلك - وحتى صباح أمس - 67 فلسطينيا، استشهدوا منذ بدء الهجوم البري الإسرائيلي على القطاع مساء الخميس، ويمثل المدنيون وفق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة أكثر من 80% من الشهداء. وحسب المصادر الطبية، ارتفعت حصيلة القتلى إلى 334، وأكثر من 2385 جريحاً، بينهم العشرات بحالة خطير.

وفي سياق عدوانها البري، وسعت قوات الاحتلال سياسة تدمير المنازل، وكانت قد أنذرت قبل أيام سكان حيي الزيتون والشجاعية بغزة الشرقية، وبلدة بيت لاهيا شمال القطاع بمغادرة منازلهم تمهيدا لتفجيرها، لكن أغلبهم لم يستجيبوا للإنذار.

ووفق مصادر فلسطينية، دمر قصف الجمعة فقط نحو 15 منزلا بقطاع غزة، بعدما دمر في الأيام الـ10 الماضية مئات المنازل كليا أو جزئيا، ولجأ أكثر من 1500 شخص في خانيونس إلى مدارس تديرها الأمم المتحدة.

ووجه الجيش الإسرائيلي، أمس، إنذارا إلى سكان مخيمي المواسي والبريج، وسط قطاع غزة، بإخلاء منازلهم والتوجه إلى أماكن آمنة لا تقوم قوات الجيش فيها بعمليات. وذكر مصدر عسكري إسرائيلي أن نحو 50 ألف شخص تركوا منازلهم في القطاع، بناء على تعليمات الجيش، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.

وبدأت إسرائيل هجومها البري على القطاع بالمدفعية والدبابات والزوارق، وأعلنت أنها قد «توسع بشكل كبير» نطاق العدوان. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل 17 مسلحا فلسطينيا، بينما استسلم 13 آخرون، وتم احتجازهم للاستجواب بعد بدء الهجوم البري. واستهدف القصف الإسرائيلي المدفعي كلا من مدينة رفح جنوب القطاع، وخانيونس، وبيت حانون، كما تعرض شرق مدينة غزة لقصف مدفعي إسرائيلي.

وأفاد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة بأن المدنيين يمثلون أكثر من 80% من القتلى، كما ارتفع عدد الجرحى إلى 2200 جريح.

وعلى الجانب الآخر، قتل جندي إسرائيلي بنيران صديقة، ما يرفع عدد القتلى الإسرائيليين، منذ بدء العملية الإسرائيلية على القطاع إلى قتيلين.

وقصفت كتائب القسام مدينة أسدود بخمسة صواريخ غراد، وبحسب الجيش الإسرائيلي فإن 1164 صاروخا أو قذيفة أطلقت باتجاه إسرائيل، وتمكن نظام القبة الحديدية من اعتراض 320 منها.

وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان، إنها قتلت، أمس، خمسة جنود إسرائيليين في هجوم نفذته قرب رفح جنوب قطاع غزة. وأضافت في بيان «تسللت مجموعة من قوات النخبة القسامية، عبر نفق خلف خطوط العدو، في منطقة الريان بمحيط صوفا جنوب شرق رفح، حيث باغتت العدو واشتبكت معه من مسافة متر ونصف المتر وقتلت خمسة جنود، وعاد المجاهدون بسلام».

وقال ناطق باسم الجيش إن جنديين أصيبا بجروح، خلال اشتباك مع مقاومين فلسطينيين، تسللوا عبر نفق مقابل وسط قطاع غزة، إلى موقع قرب معسكر كيسوفيم. وأفاد باستشهاد أحد المهاجمين الفلسطينيين، فيما تمكن بقية أفراد المجموعة من العودة إلى قطاع غزة، حيث أفلتوا من قصف الطائرات الإسرائيلية.

من جهته، ذكر الناطق العسكري أن قوة إسرائيلية أحبطت عملية كبيرة، كانت تستهدف أسر أو قتل عدد كبير من جنود أو مدنيين إسرائيليين، قرب بلدة إسرائيلية مقابل وسط القطاع.

وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها اشتبكت مع قوة إسرائيلية شرق خانيونس، كما قصفت القوات المتوغلة على تخوم بلدة القرارة شرق خانيونس بعدد من قذائف الهاون.

وفي وقت سابق أمس، أعلنت كتائب عزالدين القسام أنها نفذت عملية إنزال في الأراضي الإسرائيلية، قبالة محافظة الوسطى وسط قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط قتيلين في صفوف الجيش الإسرائيلي. وقد وصل أربعة جنود إسرائيليين جرحى إلى مستشفى سروقا في بئر السبع، حيث نقل ثلاثة منهم بمروحية، وهو ما يشير إلى خطورة جروحهم.

وكان بيان لكتائب القسام، قال إن مجموعة مقاتلين تسللت خلف القوات الإسرائيلية، قبالة محافظة الوسطى وسط قطاع غزة. وقد أصيب ثلاثة عسكريين إسرائيليين فجر أمس - أحدهم ضابط إصابته خطيرة - في اشتباك مسلح جرى شمال قطاع غزة، بحسب مصادر إسرائيلية، في حين أصيب جنديان من نيران قناصة، خلال التوغل البري الإسرائيلي إلى غزة.

من جهتها، أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مسؤوليتها عن تفجير عبوة أرضية شديدة الانفجار بدبابة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شمال مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، وتفجير دبابة ثانية في بيارة أبورحمة ببيت حانون. وقتل بدوي بالقرب من مدينة ديمونا، في جنوب إسرائيل في انفجار صاروخ أطلق من قطاع غزة، وأدى إلى إصابة أربعة آخرين من أفراد عائلته بجروح، وفق الشرطة الإسرائيلية.

تويتر