جيش الاحتلال يحشد لهجوم بري.. واجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب غداً

قصف غزة يتواصل.. والعــدوان يطال ذوي الإعاقة

مسجد في مخيم النصيرات تعرض للتدمير خلال العدوان الإسرائيلي على غزة. أ.ف.ب

واصلت إسرائيل، أمس، غاراتها الجوية وقصفها المدفعي على غزة، حيث سقط أكثر من 130 شهيداً، خلال خمسة أيام في عدوانها، وفيما يكثف جيشها الاستعدادات لهجوم بري محتمل، تقرر عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية، على مستوى وزراء الخارجية غداً، لبحث تدهور الأوضاع في غزة، إثر العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.

وتفصيلاً.. تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 22 فلسطينياً، من بينهم أربع فتيات من ذوات الإعاقة، في سلسلة غارات جوية عنيفة، منذ ساعات الفجر وحتى صباح أمس على القطاع، ليرتفع بذلك عدد شهداء العدوان الإسرائيلي، منذ خمسة أيام، إلى 130 شهيداً، وما يزيد على 950 جريحاً معظمهم من المدنيين، منذ بدء عملية «الجرف الصامد» قبل خمسة أيام.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، الدكتور أشرف القدرة، في تصريح له، إن «الشهيد إبراهيم نبيل حمادة، والشهيد حسن أحمد أبوغوش، والشهيد أحمد مازن البلعاوي، وصلوا أشلاء ممزقة جراء استهدافهم بشكل مباشر في متنزه بحي التفاح شرق مدينة غزة، كما استشهد ثلاثة مقاومين من كتائب المجاهدين في قصف استهدفهم غرب مدينة غزة». كما استشهدت أيضا، فجر أمس، ثلاث فتيات في قصف إسرائيلي على جمعية مبرة فلسطين للمعاقين في بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة. وطالب نادي السلام لذوي الإعاقة، بفتح تحقيق في جريمة عدوان الاحتلال على مقر جمعية مبرة للمعاقين، والتي تم تدمير مقرها بالكامل.

وأعلن مصدر طبي فلسطيني استشهاد ثلاثة فلسطينيين، في غارة على حي التفاح شرق مدينة غزة، وقبيل ذلك استشهد ثلاثة فلسطينيين في غارة غرب مدينة غزة، بينما استشهد خمسة فلسطينيين في غارة جوية على مخيم جباليا.

واستشهد فلسطينيان في غارة على مدينة دير البلح، بينما توفي فلسطيني متأثرا بجروح أصيب بها في غارة إسرائيلية الخميس.

وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن الغارات الإسرائيلية استهدفت، فجر أمس، مساجد ومنازل لمسؤولين في حركة حماس، في مخيم النصيرات وخانيونس وغزة.

واستهدفت طائرة حربية إسرائيلية، من نوع «إف 16» ومدفعية الاحتلال، أمس، بصواريخ وقذائف المنطقة الصناعية في معبر المنطار المغلق، ومزارع دواجن ومخازن مواد غذائية شرق مدينة غزة.

وشاهد صحافيون عشرات الدبابات الإسرائيلية تنقلها شاحنات ليلاً وصباحاً إلى محيط القطاع الفلسطيني حيث تركز عدد كبير من القوات.

في الوقت نفسه، أطلقت ستة صواريخ من غزة على إسرائيل، اعترضت منظومة «القبة الحديدية» واحدا منها. وقال الجيش الإسرائيلي إنه «أضعف بشكل كبير قدرات (حماس)»، التي تسيطر على قطاع غزة. وأضاف، في بيان، أن طائراته قصفت «158 هدفا مرتبطة بـ(حماس)»، خلال 24 ساعة في غزة، بينها 68 قاذفة صواريخ، و21 قاعدة لقوات خاصة ومخابئ أسلحة، كان أحدها داخل مسجد.

وفي سياق متصل، ابتدعت الاستخبارات العسكرية والشاباك وجيش الاحتلال مصطلحا جديدا، أو مفهوما جديدا، يقضي بتقسيم قطاع غزة إلى مربعات، ضمن خريطة أطلقوا عليها اسم «خارطة الألم»، وتشمل هذه الخارطة الأهداف الحساسة، التي يشكل تدميرها مصدر ألم كبيراً، ويشكل ضربة قوية للفصائل الفلسطينية.

في الأثناء، تقرر عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب غدا، بمقر الأمانة للجامعة العربية، لبحث تدهور الأوضاع في غزة، إثر العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع. وقال مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة، إن هذا الاجتماع جاء بناء على طلب من دولة الكويت رئيس القمة العربية.

وأضاف أنه في ضوء المشاورات التي أجراها الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ونائب رئيس الوزراء وزير خارجية الكويت، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ووزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار رئيس الدورة الحالية للمجلس، تم الاتفاق على أن يكون الاجتماع العاجل لمجلس الجامعة غدا.

يأتي ذلك، فيما دعا مجلس الأمن الدولي أمس إسرائيل وحركة حماس إلى نزع فتيل التوتر في قطاع غزة، ووقف إطلاق النار و«احترام القوانين الإنسانية الدولية وخصوصاً حول حماية المدنيين»، وذلك في بيان صدر بالإجماع.

من جهتها، أكدت السعودية أنها تنسق جهودها مع مندوبي الدول الإسلامية والعربية، ومندوبي مجموعة عدم الانحياز، وغيرهم، لتبني مواقف الوفد الفلسطيني في الأمم المتحدة، الداعية إلى وقف العدوان الإسرائيلي والهجوم الكاسح على قطاع غزة، وإيقاف آلة القتل الإسرائيلية المستمرة. وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد عبر لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي عن «تخوفه من التصعيد»، وعرض وساطة أميركية، لمحاولة تهدئة الوضع.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست «نحن مستعدون لاتخاذ إجراءات مماثلة، لتلك التي اتخذناها قبل نحو عام ونصف العام، في نوفمبر 2012، لتسهيل وقف لإطلاق النار، ومحاولة التوصل إلى نزع فتيل التوتر». وأضاف «ثمة علاقات تربطنا في المنطقة، نرغب في استخدامها في محاولة للتوصل إلى إنهاء إطلاق الصواريخ من غزة ومن لبنان».

تويتر