عشرات الغارات على القطاع.. والرئاسة الفلسطينية تعتبر العدوان بمثابة إعلان حرب شاملة

16 شهيداً.. وإسرائيل تحشــــد لعملية «الصخرة الصلبة» في غزة

صورة

استشهد 16 فلسطينيا بينهم ثلاثة أطفال، أمس، في إطار عملية عسكرية يشنها الجيش الإسرائيلي ضد حركة حماس في قطاع غزة، وبينما أكد مسؤول إسرائيلي أن الجيش يستعد لجميع الخيارات المحتملة، بما في ذلك شن عملية عسكرية برية، قالت القناة التلفزيونية العبرية الثانية، إن الجيش قرر تنفيذها ضد القطاع تحت اسم «الصخرة الصلبة». من جانبها، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية قرار حكومة الاحتلال توسيع عدوانها في غزة ومواصلة سياسة القمع والتنكيل والاستيطان في الضفة الغربية بمثابة إعلان حرب شاملة على الشعب الفلسطيني.

ففي مدينة خانيونس، استشهد ستة بينهم طفلتان، وأصيب 20 آخرون على الأقل، حالة بعضهم حرجة في قصف إسرائيلي، استهدف منزل عودة كوارع في المدينة جنوب القطاع.

فرنسا تحث على ضبط النفس

حثت وزارة الخارجية الفرنسية، في تعليق لها على أعمال العنف بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين في قطاع غزة، جميع الأطراف، أمس، على ضبط النفس. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، رومان نادال، في إفادة صحافية «نؤكد رفضنا لكل أشكال العنف، وندعو كل الأطراف إلى ضبط النفس». باريس ـــ رويترز

وقال شهود عيان إنه جرى نقل أربعة شهداء إلى مستشفى غزة الأوروبي، وجثتين إلى مستشفى ناصر في خانيونس. وفي السياق ذاته، استشهد أربعة فلسطينيين في قصف إسرائيلي، استهدف المركبة التي كانوا يستقلونها عند مفرق الشعبية، وسط مدينة غزة، في حين استشهد فلسطيني، وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت أراضي في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. إلى ذلك، استشهد أب وطفلة، وأصيب أربعة بجروح مختلفة في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من الفلسطينيين في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، وسقط شهيدان في قصف إسرائيلي على حي الشجاعية بغزة.

كما قصفت طائرات الاحتلال «توك توك» آخر في دوار زايد شمال قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد مقاوم من كتائب القسام. وأوضح شهود عيان أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت مواقع عدة في أحياء

مدينة غزة، خصوصاً في حي تل الهوى، وحي التفاح، ومقرا حكوميا في مجمع أنصار. كما استهدفت الطائرات المروحية مئذنة مسجد عمر بن عبدالعزيز شرق عبسان، شرق محافظة خانيونس، ومئذنة مسجد الهدى في بلدة خزاعة شرق خانيونس.

وسمحت الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل، أمس، للجيش باستدعاء 40 ألف جندي احتياطي، في إطار عمليتها العسكرية ضد قطاع غزة. وبعد توسيع الغارات، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن «كل الإسرائيليين أصبحوا أهدافا مشروعة للمقاومة». وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبوزهري، في بيان صحافي نشره على صفحته على «فيس بوك»، إن «مجزرة خانيونس ضد النساء والأطفال، هي جريمة حرب بشعة، وكل الإسرائيليين أصبحوا بعد هذه الجريمة أهدافا مشروعة للمقاومة». وأطلقت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس، صاروخ أرض - جو باتجاه طائرة مروحية إسرائيلية من طراز «أباتشي» كانت تحلق غرب محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة. وذكرت إذاعة صوت الأقصى الفلسطينية أنه شوهد دخان ينبعث من المروحية بعد استهدافها، ما أدى إلى تغيير اتجاه سيرها نحو البحر، وأعلنت كتائب عز الدين القسام أن كتائبها «قصفت قاعدتي زيكيم ويفتاح بـ10 صواريخ كاتيوشا». من جهته، أعلن مصدر أمني إسرائيلي أن الجيش قتل عددا من الناشطين الفلسطينيين المسلحين، الذين دخلوا إسرائيل قادمين من البحر.

وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بدء عملية «البنيان المرصوص»، وذلك باستهداف المدن الإسرائيلية بـ60 صاروخا.

وبدأ سلاح الجو الإسرائيلي، ليل الإثنين الثلاثاء، عملية عسكرية جوية، أطلق عليها اسم «الجرف الصامد»، وشن عشرات الغارات الجوية على القطاع. وأكد مسؤول إسرائيلي كبير، اشترط عدم الكشف عن اسمه، لـ«وكالة فرانس برس» أن «الجيش يستعد لجميع السيناريوهات، بما في ذلك الاجتياح أو شن عملية برية». وكان مسؤول آخر أكد في وقت سابق أن الجيش تلقى تعليمات «بالتحضير لبدائل عسكرية مختلفة ليكون مستعداً إذا اقتضى الأمر».

في الأثناء، قالت القناة التلفزيونية العبرية الثانية، إن الجيش الإسرائيلي قرر تنفيذ عملية عسكرية ضد قطاع غزة تحت اسم «الصخرة الصلبة». ونقلت القناة عن الناطق باسم جيش الاحتلال أن هذه العملية تم إقرارها من الكابينت الإسرائيلي، على ضوء مواصلة إطلاق الصواريخ على الجنوب. وأشارت إلى أن مدى الصواريخ، التي أطلقت مساء أول من أمس، وصل حدود مدينة بيت شيمش غربي القدس. وفي المقابل شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي 70 غارة على غزة.

من ناحيته، دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في بيان، إسرائيل إلى وقف التصعيد فوراً. وقال عباس « نطالب إسرائيل بوقف التصعيد فوراً ووقف غاراتها على قطاع غزة».

كما دعا الرئيس الفلسطيني المجتمع الدولي إلى «التدخل الفوري والعاجل لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير الذي سيجر المنطقة إلى مزيد من الدمار وعدم الاستقرار». أما المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة، فأكد، أمس، في بيان، أن «قرار حكومة الاحتلال توسيع عدوانها في غزة ومواصلة سياسة القمع والتنكيل والاستيطان في الضفة الغربية، هو بمثابة إعلان حرب شاملة على شعبنا»، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية «ستتحمل وحدها تبعاته وتداعياته وما يجره من ردود فعل».

من جهته، دعا الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، أمس، إلى «اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي حول غزة». وقال للصحافيين إنه يدعو «مجلس الأمن إلى الانعقاد الفوري، لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة».

تويتر