الأسد يُدلي بصوته في مدرسة وسط العاصمة

قذائف على دمشق وتصعـيد بريفها وحلب يـــوم الانتخابـات

صورة

سقطت قذائف هاون، أمس، على أحياء في دمشق، تزامناً مع الانتخابات الرئاسية التي جرت في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، والمحسومة سلفاً لمصلحة الرئيس بشار الأسد، ونددت بها المعارضة السورية ودول غربية داعمة لها والأمم المتحدة، التي اعتبرت أن من شأنها إطالة أمد الحرب. في وقت شهدت مناطق في ريف دمشق وريف حلب عمليات عسكرية مكثفة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن قذائف عدة مصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة، تساقطت على مناطق الدويلعة والعدوي والقصور، ومحيط حديقة الجاحظ وساحة جورج خوري، وشارعي حلب ومارسيل في حي القصاع، وساحة الأمويين وحديقة الطلائع في البرامكة، وحي المزة وباب توما وساحة السبع بحرات.

وبعد الظهر، أفاد المرصد بأن القذائف التي قارب عددها الـ20 تسببت في إصابة أربعة اشخاص بجروح. وذكر سكان في العاصمة أن دوي القذائف كان يتردد في أنحاء المدينة طوال النهار.

وفتحت صناديق الاقتراع أبوابها الساعة السابعة صباحاً في مناطق عدة من البلاد.

وأشار صحافيون في «فرانس برس» في دمشق إلى أن الطيران الحربي كان يحلق على علو منخفض بشكل مكثف في أرجاء العاصمة. وأفاد المرصد بأن الطيران الحربي شن غارة جوية على حي جوبر في شرق دمشق الذي يتقاسم النظام والمعارضة السيطرة عليه.

وفي محيط دمشق، واصلت القوات النظامية قصفها بالطيران لمعاقل مقاتلي المعارضة، أبرزها مدينة داريا (جنوب غرب دمشق) التي تعرضت لثماني غارات جوية، بحسب المرصد. وأفاد الناشط في المدينة مهند أبوالزين «فرانس برس» عبر الانترنت، بأن براميل متفجرة ألقيت على داريا.

ووصف المجلس المحلي لداريا التابع للمعارضة في بيان التطورات بـ«تصعيد جنوني من قوات الأسد تزامناً مع انتخابات الدم». وقال في المقابل إن «الثوار استهدفوا بقذائف الهاون مطار المزة العسكري». كما تعرضت مدينة دوما (شمال شرق دمشق) لست غارات جوية، بحسب المرصد.

وقال الناشط في المدينة عبد دوماني لـ«فرانس برس» إن القصف «أكثر من المعتاد»، وترافق مع قصف مدفعي مستمر.

كما شن الطيران المروحي والحربي غارات على مناطق في ريف دير الزور (شرق)، ودرعا (جنوب)، وحماة (وسط) وحلب (شمال).

وفي حلب، أفاد المرصد بسيطرة القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني على قرى وبلدات في الريف الجنوبي، إثر اشتباكات مع مقاتلي المعارضة، على رأسهم «جبهة النصرة». كما سقطت قذائف على مناطق سيطرة النظام في مدينة حلب، ما أدى إلى سقوط جرحى، بحسب المرصد.

وواصل الطيران المروحي قصف أحياء تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب وريفها، لاسيما بستان القصر والكلاسة. وأد القصف الجوي على هذه الأحياء منذ مطلع العام 2014 إلى مقتل نحو 2000 مدني.

وبث التلفزيون السوري الرسمي صوراً من مناطق عدة لمراكز اقتراع ومواطنين يقبلون بكثافة عليها للإدلاء بأصواتهم. ومن الصعب إجراء تغطية اعلامية دقيقة لسير الانتخابات في ظل الأوضاع الامنية في مناطق عدة والقيود التي تفرضها السلطات على التنقل وصعوبة دخول المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة بسبب تعرض الصحافيين الأجانب في مناطق عدة لعمليات خطف على أيدي مجموعات متطرفة.

ودعي إلى الاقتراع، بحسب وزارة الداخلية السورية، 15 مليون ناخب يتوزعون على نحو 9000 مركز اقتراع تقع في المناطق التي يسيطر عليها النظام، والتي يعيش فيها، بحسب خبراء، 60% من السكان. وأدلى الرئيس السوري بصوته في مركز اقتراع بحي المالكي الراقي وسط دمشق، بحسب ما ذكر التلفزيون الرسمي السوري.

وذكر التلفزيون في شريط إخباري عاجل، أن «الدكتور بشار الأسد يدلي بصوته في مركز مدرسة الشهيد نعيم معصراني في حي المالكي وسط دمشق». ونشرت «سوا»، الصفحة الرسمية لحملة الأسد الانتخابية على موقع «فيس بوك»، صوراً للأسد بصحبة عقيلته أسماء وهما يدليان بصوتيهما.

ويخوض الانتخابات في مواجهة الأسد كل من عضو مجلس الشعب ماهر الحجار، والعضو السابق في المجلس حسان النوري، اللذين تجنبا في حملتيهما الانتخابيتين التعرض لشخص الرئيس أو أدائه السياسي، مكتفيين بالحديث عن أخطاء في الأداء الاقتصادي والإداري والفساد. ونظرياً، هي الانتخابات التعددية الأولى في سورية منذ نصف قرن، تاريخ وصول حزب البعث إلى الحكم. وتعاقب على رأس السلطة منذ مطلع السبعينات الرئيس حافظ الأسد ومن بعده نجله بشار عبر استفتاءات شعبية كانت نسبة التأييد فيها باستمرار تتجاوز 97%.

وتجرى الانتخابات بموجب قانون يقفل الباب عملياً على ترشح أي معارض مقيم في الخارج، إذ ينص على ضرورة أن يكون المرشح مقيماً في سورية خلال السنوات العشر الأخيرة.

 

 

تويتر