قيادي سابق في «الإخوان» يتوقع مواصلة الجماعة أعمال العنف

استهداف قوات الشرطة في مصر يتواصل باغتيال ضابطين

صورة

قُتل ضابطان في الشرطة المصرية، أمس، أحدهما برتبة عميد، قتل في انفجار عبوة ناسفة في سيارته في القاهرة، والآخر في تبادل اطلاق نار مع «إرهابيين» في مدينة الإسكندرية الساحلية، حسبما اعلن المتحدث باسم الداخلية المصرية ومسؤول أمني، فيما أعلن القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين ثروت الخِرباوي، أن «الإخوان» جماعة لا تعمل في الشارع المصري بشكل عشوائي كما يعتقد البعض، لكن بطريقة منظمة، متوقّعاً أن تتواصل أعمال العنف التي يرتكبها «الإخوان» لفترة طويلة، وألا تعود الجماعة إلى ممارسة «الجهاد السياسي» مرة أخرى.

وتفصيلاً، تزايدت أخيراً، الهجمات التي تستهدف رجال الامن في مصر، خصوصاً في القاهرة التي شهدت خمس هجمات قتل فيها ثلاثة ضباط ومجند في اسبوع واحد، بينهم عميد الشرطة، الذي قتل أمس. وقال مسؤول امني ان عميد الشرطة أحمد زكي في جهاز الأمن المركزي (قوات مكافحة الشغب)، قتل بعدما انفجرت عبوة ناسفة اسفل سيارة شرطة امام منزله في الحي السادس في ضاحية 6 أكتوبر غرب القاهرة. كما اشار إلى اصابة مجندين اثنين في الشرطة بهذا الانفجار.

وقوات الامن المركزي هي المكلفة مواجهة التظاهرات التي ينظمها انصار الرئيس المعزول محمد مرسي في مختلف مدن البلاد، والتي دائما ما تتحول إلى اعمال عنف.

والعميد زكي هو ثالث ضابط شرطة كبير يقتل في هجمات بالرصاص والعبوات الناسفة منذ بداية العام الجاري.

وفي 10 أبريل الجاري، اصيب ضابط شرطة بانفجار عبوة ناسفة اسفل سيارته في الضاحية نفسها (6 اكتوبر). والجمعة، قتل ضابط شرطة برتبة رائد بانفجار استهدف نقطة مرور بميدان لبنان في حي المهندسين بالجيزة، فيما قتل ضابط ومجند في هجوم بالرصاص الأحد، على طريق سريع قرب القاهرة. واصيب شرطيان في هجومين منفصلين بعبوات ناسفة الاربعاء الماضي. وتعرضت سيارات شرطة وسيارات خاصة لضباط شرطة للاستهداف بعبوات ناسفة او للحرق أخيراً.

في السياق نفسه، قتل ضابط شرطة برتبة ملازم أول بطلق ناري في الرأس في تبادل اطلاق نار مع «عناصر ارهابية» مطلوبة خلال دهم مخبئهم بمدينة الإسكندرية الساحلية، شمال البلاد، حسبما اعلن المتحدث باسم الشرطة، اللواء هاني عبداللطيف، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي. وقال المتحدث ان مسلحاً قتل وأصيب آخران في الواقعة، وأضاف انه جرى ضبط بنادق آلية واحزمة ناسفة وقنابل يدوية.

وقال المتحدث ان «المتهمين من أخطر عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي التي كانت تخطط لاستهداف المنشآت الشرطية والعسكرية والقوات».

وشارك رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، ووزير داخليته محمد إبراهيم، في جنازة العميد القتيل في مسجد الشرطة في القاهرة.

من جانبه، أعلن القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين ثروت الخِرباوي، في مقابلة مع «يونايتد برس انترناشيونال»، إن «التظاهرات اليومية التي يقوم بها أعضاء وأنصار جماعة الإخوان المسلمين باتت تهدف إلى إسقاط الدولة المصرية، عبر إرهاق جهاز الأمن والسلطة القضائية».

وأشار إلى أنه منذ اعتصامي «رابعة العدوية» و«نهضة مصر» و«الإخوان» يركزون على القيام باغتيالات لضباط وعناصر الشرطة، بهدف نشر حالة من القلق بينهم وخلق عملية رفض أمني لمواجهة تظاهرات «الإخوان».

وأضاف أن «الإخوان المسلمين» انتهجت العنف منذ تأسيسها في عشرينات القرن الماضي سبيلاً لإسقاط الأنظمة، من خلال جهاز سري أو ما يعرف بـ«الجهاز الخاص»، الذي نفذ سلسلة من الاغتيالات وأعمال العنف بهدف الوصول إلى السلطة، غير أن العنف الجاري يهدف إلى إسقاط الدولة بعدما خرج «الإخوان» من السلطة نهائياً. واعتبر الخِرباوي أن جماعة الإخوان باتت أكثر وعياً وحذراً عقب فض اعتصامي «رابعة» و«النهضة»، فهي لا تُعلن مسؤوليتها عن حوادث التفجير والاغتيالات التي تتبناها تنظيمات مثل «أنصار بيت المقدس»، و«أجناد مصر»، فيما الحقيقة أن هذه التنظيمات تعد امتداداً لجهاز «الإخوان» الخاص.

وأشار إلى أن هناك ملمحين رئيسين يمثلان أبرز تجليات حالة العنف اليومي، وهما التظاهرات التي يقوم بها طلاب «الإخوان» في الجامعات وتنويع التظاهرات وتفكيكها، موضحاً أن التظاهرات بالجامعات تصب من ناحية في إطار هدف إرهاق الشرطة ودفع عناصر الأمن إلى الخوف على حياتهم، ومن ناحية أخرى تحظى بحماية من أساتذة جامعيين وعمداء كليات ينتمون للإخوان.

وأضاف الخِرباوي، الذي يعمل محامياً أمام محكمة النقض، وكان عضواً بارزاً في جماعة الإخوان قبل أن ينشق عنها عام 2002، أن الملمح الثاني هو تنويع التظاهرات وتفكيكها من خلال تقسيم المتظاهرين إلى مجموعات عدة في مناطق متفرقة من أي مدينة يجري بها التظاهر، لإيهام الرأي العام بوجود تظاهرات كثيفة.

وتوقّع أن تتواصل التظاهرات وأعمال العنف التي تشهدها المحافظات والجامعات لفترة طويلة، معرباً عن قناعته بأن «الإخوان» لن تعود إلى ممارسة ما كانت تسميه «الجهاد السياسي»، بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، حيث إن الاتجاه الجاري داخل الجماعة هو مواصلة نهج العنف ضد الدولة.

واستطرد قائلاً ان «جماعة الإخوان المسلمين إن اتجهت إلى ممارسة السياسة حالياً، فإن ذلك سيكون بمثابة اعتراف من جانبها بثورة 30 يونيو 2013، التي أسقطت محمد مرسي وأزاحته عن سدة الرئاسة».

 

 

تويتر