دمشق تحمّل الإبراهيمي مسؤولية عرقلة «جنيف 2».. وترفض أي تدخل في قرار انتخابات الرئاسة

الأمم المتحدة: مليون سوري بحاجة إلى مساعدة عاجلة في حلب

عناصر من «الصليب الأحمر» اللبناني يساعدون فريزة قبلان (74 عاماً)، التي فرت من منزلها في قرية بيت جن السورية قرب مرتفعات الجولان. أ.ب

أعلن رؤساء خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة، أمس، أن مليون شخص على الأقل يحتاجون حالياً للمساعدات الإنسانية العاجلة في حلب وحدها، مجددين دعوتهم لكل الأطراف رفع الحصار عن المدنيين وتمكين وصول المساعدات الإنسانية لجميع المحتاجين من دون قيود. في حين حمّلت دمشق الأمم المتحدة ومبعوثها إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، مسؤولية عرقلة «جنيف2»، مؤكدة في الوقت نفسه أن إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية «قرار سيادي بحت لا يسمح لأي جهة بالتدخل فيه».

ووجه كل من وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ، فاليري آموس، والمدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أنتوني ليك، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، والمديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إيرثارين كوزين، والمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان، بياناً مشتركاً إلى الاطراف المتنازعة في سورية، من أجل رفع العراقيل أمام المساعدات الدولية.

وقال الرؤساء في البيان إن «الجهود الدبلوماسية فشلت حتى الآن في إنهاء سنوات من المعاناة»، مضيفين أن «الحرب تتصاعد في العديد من المناطق، ويزداد تدهور الوضع الإنساني يوماً بعد يوم».

وأضاف البيان أنه مع اشتداد القتال في الأسابيع الأخيرة، «يحتاج الآن مليون شخص على الأقل إلى مساعدات إنسانية عاجلة في حلب وحدها»، كما أن هناك 1.25 مليون شخص بحاجة ماسة إلى الغذاء في مدينة حلب، والمناطق الريفية في المحافظة.

وذكر أن قوات وجماعات مسلحة مختلفة، تقوم بقطع وإغلاق طرق رئيسة في حلب، «وفي كثير من الأحيان، تقوم جميع الأطراف بمنع وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، كما يتسبب القصف الجوي والصواريخ والقذائف والهجمات العشوائية الأخرى في قتل الرجال والنساء والأطفال الأبرياء».

وقال إن تقارير تشير إلى وجود 40 طبيباً فقط في حلب لخدمة 2.5 مليون شخص، مقارنةً مع أكثر من 2000 طبيب في الماضي، كما أن الإمدادات الطبية شحيحة، وتعاني المدينة من الحصار المفروض عليها من جميع الجهات.

وأشار إلى أن أكثر من 9.3 ملايين شخص في مختلف أنحاء سورية، تضرروا من هذا النزاع الذي دخل عامه الرابع.

ودعا جميع الأطراف «في هذا النزاع العنيف» إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، من أجل تمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين دون قيد أو شرط، من خلال استخدام كل الطرق المتاحة سواء كان ذلك عبر خطوط القتال في داخل سورية أو عبر حدودها.

كما دعا رؤساء الوكالات في بيانهم هذه الأطراف إلى «رفع الحصار المفروض على المدنيين من قبل جميع الأطراف، مثل أولئك الذين يحاصرون الآن أجزاء من حلب والبلدة القديمة في حمص واليرموك والغوطة الشرقية والمعظمية ونبل والزهراء»، وإنهاء القصف العشوائي «الذي تشنه الحكومة وجماعات المعارضة على المدنيين، ووقف كل الانتهاكات الأخرى للقانون الإنساني الدولي».

في السياق، نقلت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري عن متحدث باسم وزارة الخارجية السورية، تأكيدها أن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية «يرتبط بالدستور السوري فقط وليس بأي شيء سواه، ويخضع لإرادة الشعب السوري الذي صوت على هذا الدستور».

وأضاف أن الوزارة تؤكد لمن رأى أن إجراء الانتخابات في موعدها، وفقا للدستور والقوانين المرعية، سينسف الجهود الرامية إلى إنجاح مؤتمر جنيف «أن من يتحمل مسؤولية عرقلة (جنيف2) هو الأمم المتحدة ووسيطها الأخضر الإبراهيمي، الذي جعل من نفسه طرفا متحيزا وليس وسيطا ولا نزيها».

وقال إن الدول التي «ترسل السلاح للإرهابيين في سورية، وتدعم إجرامهم، وترفض سماع صوت الشعب السوري عبر الانتخابات، هي التي تقوض بذلك كل الحلول السياسية».

وأضاف أن سورية تؤكد أن قرار إجرائها الانتخابات الرئاسية «هو قرار سيادي سوري بحت، لا يسمح لأي جهة بالتدخل فيه، وإذا كانت هذه الدول وعلى رأسها الدول الغربية تدعي الديمقراطية والحرية والشفافية، فإن عليها أن تستمع إلى رأي السوريين، ومن سيختارون عبر صناديق الاقتراع، ما يمثل أعلى درجات الديمقراطية والحرية». ووجهت الامم المتحدة انتقادات شديدة، الاثنين الماضي، إلى إعلان دمشق حول الانتخابات الرئاسية، واعتبرت أن هذا القرار سينسف الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي.

واعرب الاتحاد الاوروبي، أول من أمس، عن الاسف الشديد للاعلان، معتبرا أن الانتخابات ستفتقد أدنى صدقية مع استمرار الحرب الدامية. ورأت الولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية المقررة «محاكاة ساخرة للديمقراطية»، مؤكدة أنه «لن تكون لها أي صدقية أو شرعية، سواء في داخل سورية أو خارجها».

تويتر