روسيا تعزز قواتها على الحدود.. وبوتين يرى إمكانية التطبيع مع الغرب

واشنطن تضغط على موسكو لاحترام اتفاق جنيف حول أوكرانيا

أوكرانيون في مسيرة مؤيدة لحكومة كييف. إي.بي.إيه

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن «لا شيء ينبغي أن يمنع» تطبيع العلاقات بين روسيا والغرب التي تشهد أسوأ أزمة منذ الحرب الباردة جراء الوضع في أوكرانيا، على الرغم من حشدها القوات على الحدود، فيما دعا وزير الخارجية الأميركية جون كيري، روسيا إلى الاحترام «الكامل والفوري» لاتفاق جنيف حول أوكرانيا.

وتفصيلاً، قال بوتين في مقابلة تلفزيونية أمس «أعتقد أن ليس هناك ما ينبغي أن يمنع التطبيع وقيام تعاون طبيعي»، مضيفاً «هذا لا يتوقف علينا، أو لا يتوقف علينا فقط بل يتوقف على شركائنا».

ويأتي هذا التصريح بعد يومين على التوقيع المفاجئ في جنيف لاتفاق بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لنزع فتيل الأزمة في أوكرانيا.

كما اعتبر بوتين أن روسيا ستقيم علاقات أفضل مع حلف شمال الأطلسي مع أمينه العام الجديد رئيس الوزراء النروجي السابق ينس ستولتنتبرغ.

وقال «نقيم علاقات جيدة جداً، بما في ذلك علاقات شخصية. انه شخص في غاية الجدية والمسؤولية».

من جهته، دعا وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، الذي أبدت بلاده تشككها في احترام روسيا اتفاق جنيف المبرم الخميس في مسعى لتهدئة الأزمة الأوكرانية، خلال محادثات مع نظيره الروسي، إلى الاحترام «الكامل والفوري» لاتفاق جنيف حول أوكرانيا.

وخلال محادثات هاتفية مع سيرغي لافروف، شدد وزير الخارجية الأميركي على «الاحترام الكامل والفوري لاتفاق جنيف الموقع في 17 أبريل»، حسب ما أعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية. وقال هذا المسؤول إن كيري «قال بوضوح إن الأيام المقبلة تشكل فترة مهمة من أجل تطبيق بنود الاتفاق، خصوصا نزع أسلحة المجموعات المسلحة، وعودة المباني التي احتلت بشكل غير شرعي إلى أصحابها الشرعيين».

وأضاف «لبعثة المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا دور رئيس مع دعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا».

وخلال اتصال هاتفي آخر، هنأ جون كيري رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك على «الإجراءات المهمة التي اتخذتها أوكرانيا خلال الساعات الماضية من أجل تطبيق الاتفاق، ومن بينها الالتزام بمزيد من الشفافية والانفتاح، وتبني قانون عفو دخل حيز التطبيق»، حسب المسؤول نفسه.

واعتبرت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، أنه يتوجب على موسكو وباسرع ما يمكن تهدئة الانفصاليين الموالين للروس في شرق أوكرانيا، وترك مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التوجه من دون عوائق إلى منطقة الأزمة.

وأكد الكرملين مساء الجمعة، لأول مرة، أن روسيا حشدت فعلاً قواتها عند الحدود الأوكرانية. وقال المتحدث باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، لقناة «روسيا 1» التلفزيونية: «لدينا قوات في منطقة الحدود الأوكرانية، تتمركز بعض هذه القوات بشكل دائم، وقوات أخرى موجودة هناك للتعزيز على خلفية ما يحدث في أوكرانيا نفسها». وأضاف أن أوكرانيا دولة وقع بها انقلاب، «لذا فمن الطبيعي أن تتخذ أي دولة إجراءات احترازية خاصة لضمان أمنها».

وحاولت السلطات الأوكرانية الموالية للغرب التي يطالب هؤلاء برحيلها، مد اليد إلى المتمردين، واعدة بلامركزية كبيرة وحماية اللغة الروسية، غير أن فرص الإصغاء الى الإعلان الرسمي الذي أدلى به في كلمة متلفزة الرئيس بالوكالة أولكسندر تورتشينوف، ورئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك، قليلة في المنطقة التي يعتبر 70% من سكانها أن هذين المسؤولين يفتقران إلى «الشرعية»، وفق تحقيق نشرته السبت صحيفة «دزاركالو تيجنيا».

وفي تأكيد لتلك المخاوف، سارع الانفصاليون المعتصمون في مقر الإدارة الإقليمية في دونيتسك، إلى رفض الاتفاق، مثيرين مجدداً مخاوف من تقسيم البلاد التي تعد 46 مليون نسمة، والتي تقع على حدود عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي.

وزارت رئيسة الوزراء السابقة والمرشحة إلى الانتخابات الرئاسية يوليا تيموشنكو الجمعة دونيتسك، حيث تحادثت مع بعض المجموعات التي تحتل الإدارة.

وصرحت للتلفزيون بأن «الحوار قد بدأ»، وأن «التسوية ممكنة»، ووعدت بطاولة مستديرة الأسبوع الجاري. وعلى الأرض لايزال «الرجال الخضر» المسلحون الذين تقول كييف إنهم عسكريون روس، في حين تقول روسيا إنهم «مجموعات دفاع ذاتي محلية»، يسيطرون على سلافيانسك التي احتلوها منذ ستة أيام.

تويتر