القاهرة ترحب بتسوية الخلافات العربية على أسس سليمة تضمن عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة

وزير خارجية كندا يعلن من مصر: قلقون بشدة من «الإخوان المسلمين»

بائع للخبز يسير في أحد شوارع القاهرة بجوار لافتة لدعم السيسي لرئاسة البلاد. أ.ب

قال وزير الخارجية الكندي جون بيرد، أول من أمس، في مؤتمر صحافي عقده بالقاهرة، إن بلاده «قلقة بشدة» من جماعة الاخوان المسلمين، التي تعتبرها الحكومة المصرية «تنظيما إرهابيا»، فيما قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبدالعاطي، إن مصر ترحب بأي جهد من شأنه تسوية أية خلافات عربية قائمة، ويطوي صفحات هذه الخلافات.

وتفصيلاً، قال بيرد، في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري نبيل فهمي، إن «كندا تأخذ مواقف قوية، حينما يتعلق الامر بإدراج الجماعات الارهابية». وأضاف بيرد أن «هناك منهجا معيناً، نحن قلقون بشدة من جماعة الاخوان المسلمين، لكن الادراج يتم على أساس الوقائع والمعلومات». وكان بيرد يجيب عن أسئلة صحافيين، عن موقف كندا من جماعة الاخوان المسلمين.

وأفاد بيان مشترك، صادر عن وزارة الخارجية المصرية ونظيرتها الكندية، بأن نبيل فهمي وبيرد عقدا اجتماعاً مثمراً في القاهرة. وتبادل الوزيران وجهات النظر حول آفاق التعاون بين كندا ومصر في ما يتعلق بالموضوعات الثنائية، بما فيها المسائل القنصلية وعدد من القضايا الإقليمية والتحديات العالمية.

واتفق الوزيران في الرأي حول عدد من القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشرك، بما في ذلك التهديد الذي تمثله ظاهرتا التطرف والإرهاب، والأزمة في سورية، وعملية السلام في الشرق الأوسط، وقضايا شرق أوسطية وإفريقية أخرى. وتعهد الوزيران بالعمل معاً لمواجهة عدد من التحديات السياسية والأمنية والإنسانية.

كما التزم الوزيران بالعمل معاً عن قرب، من أجل بناء وتقوية روابط سياسية واقتصادية وتجارية واجتماعية وثقافية بين كندا ومصر بما يصبّ في مصلحة البلدين، حيث إن هناك العديد من الفرص المهمة لتنمية التعاون في مصر، بالتعاون والمشاركة مع دول إقليمية أخرى، يهمها تحقيق الأمن والرخاء في مصر.

وتضمنت مناقشات الوزيرين عملية الانتقال الديمقراطي الجارية في مصر، وذلك قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو المقبل، وكذلك الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد. وركّز الوزيران على كيفية تقديم كندا الدعم لمصر في هذه المرحلة الدقيقة، والتي يبني فيها المصريون بلداً ديمقراطياً.

وفي الاول من أبريل الجاري، أمر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بإجراء تحقيق بشأن «الاخوان المسلمين»، بسبب القلق الذي تثيره أنشطتها في بريطانيا. وقال متحدث باسم كاميرون، حينها إنه «بالنظر إلى ما أعلن من مخاوف بشأن المجموعة وعلاقاتها المفترضة بالتطرف والعنف، رأينا أنه من المشروع والحكيم محاولة أن نفهم بشكل أفضل ما يمثله (الاخوان المسلمون)، وكيف ينوون تحقيق أهدافهم وانعكاسات ذلك على بريطانيا».

وفي ديسمبر الفائت، أعلنت الحكومة المصرية «الاخوان المسلمين»، التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي «تنظيما إرهابيا»، إثر تفجير استهدف مديرية أمن الدقهلية في الدلتا، أسفر عن مقتل 14 رجل شرطة. وفي مارس الماضي، أدرجت السعودية «الاخوان المسلمين» على قائمة «المنظمات الارهابية والمتطرفة».

وتتهم الحكومة المصرية جماعة الاخوان المسلمين بالوقوف خلف الهجمات المسلحة المستمرة ضد قوات الامن، والتي قتلت قرابة 500 رجل أمن منذ عزل مرسي.

وعزل الجيش المصري محمد مرسي، في الثالث من يوليو الفائت، إثر احتجاجات شعبية حاشدة عبر البلاد. ومنذ ذلك الحين، تشن السلطات المصرية حملة واسعة على أنصار مرسي، خلفت نحو 1400 قتيل، معظمهم من الاسلاميين، بحسب منظمة العفو الدولية.

من ناحية أخرى، أعربت مصر عن تأييدها لأي جهود من شأنها تحقيق الوفاق العربي وأهمية أن يتم ذلك على أسس سليمة تضمن الاحترام الكامل لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية، جاء ذلك رداً على سؤال للمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبدالعاطي، حول تعقيبه على اتفاق وزراء خارجية دول مجلس التعاون أمس في الرياض. وقال عبدالعاطي إن وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، على اتصال مستمر مع الأشفاء في المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى الكويت باعتبارها رئيسة القمة العربية.

ميدانياً، نجحت أجهزة الأمن بالجيزة، في تفريق مسيرة لعناصر الإخوان بالهرم، بعد أن قاموا بقطع شارع الهرم، كما ألقى القبض على ثلاثة مدرسين ينتمون لجماعة الإخوان، قاموا بإشعال النيران بسيارة شرطة أثناء وجودها بالمنطقة، وأمر اللواء كمال الدالى مدير أمن الجيزة، بإحالتهم إلى النيابة التي تولت التحقيق.

وكان وزارة الداخلية قد أمرت بالدفع بتعزيزات من قوات الأمن، بعد تنظيم عناصر ينتمون للإخوان مسيرة عقب صلاة الجمعة، قاموا خلالها بقطع شارع الهرم، وتعطيل الحركة المرورية، كما تم القبض على ثلاثة أشخاص تبين أنهم يعملون مدرسين، بعد أن قاموا بإشعال النيران بسيارة شرطة، كانت موجودة بمكان الأحداث.

 

 

تويتر