«أبوقتادة» ينصح الجولاني بالتراجع عن قتال «الدولة الإسلامية»

«داعش» ينسحب من مناطق في حلب

طفل من سكان مخيم اليرموك الفلسطيني المحاصر في دمشق يأكل «سندويشة» في طابور لتلقي المساعدات من «الأونروا». أ.ب

انسحب تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)»، أمس، من مناطق عدة في حلب شمال سورية، أبرزها مدينة إعزاز الحدودية مع تركيا، إلى مناطق أكثر أهمية بالنسبة لها، عشية انتهاء مهلة حددتها لها «جبهة النصرة» للاحتكام إلى هيئة شرعية، مهددة بقتالها في سورية والعراق إذا ما رفضت، فيما نصح الإسلامي المتشدد، عمر محمود عثمان، الملقّب بـ«أبوقتادة»، زعيم «جبهة النصرة»، أبومحمد الجولاني، بالتراجع عن قتال «داعش»، معتبراً أن المشروع الغربي لـ«ضرب» التنظيمين هو «مشروع شيطاني».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد إلكتروني، إن مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» انسحبوا فجر أمس، من مدينة إعزاز بشكل كامل باتجاه المناطق في ريف حلب الشرقي.

وتعد إعزاز، الحدودية مع تركيا، أبرز معاقل «داعش» في حلب.

كما انسحب عناصر التنظيم من مطار منغ العسكري، فيما لايزال مقاتلوه متمركزين في بلدة منغ القريبة من المطار، كما انسحبوا من بلدة ماير وقريتي دير جمال وكفين، بحسب المرصد.

وأوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، في اتصال مع «فرانس برس» أن ريف حلب يشكل نقطة الضعف (للدولة الإسلامية) وهم يخشون هجوماً من «النصرة» وبقية الكتائب المقاتلة بعد انقضاء المهلة.

وأضاف أن التنظيم اتجه شرقاً، نحو بلدات قريبة من ريف الرقة، مشيراً إلى أن مقاتليه تحصنوا في بلدتي جرابلس ومنبج الواقعتين في أقصى ريف حلب الشرقي على تخوم محافظة الرقة التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في شكل شبه كامل.

وأكد «مركز إعزاز الإعلامي» انسحاب التنظيم من المدينة. وكتب على صفحته على «فيس بوك»، أمس «تم تحرير المدينة من كلاب البغدادي (في إشارة إلى زعيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي) على يد أبطال الجيش الحر».

وكانت «داعش» سيطرت على المدينة في 18 سبتمبر إثر معارك مع «لواء عاصفة الشمال» المرتبط بالجيش الحر، وتدور منذ شهرين معارك عنيفة بين «داعش» وتشكيلات أخرى من المعارضة السورية، أدت إلى مقتل نحو 3300 شخص، بحسب المرصد.

وقال الخبير الزائر في معهد بروكينغز الدوحة، تشارلز ليستر «يبدو أن الدولة الإسلامية اتخذت القرار الاستراتيجي بتعزيز مواقعها في شرق حلب وعلى كل الطرق التي تقود إلى درة تاجها، مدينة الرقة».

وأضاف «يبدو أن الاستراتيجية الوحيدة المتبقية للدولة الإسلامية هي الانسحاب من حيث تجد فيها نفسها ضعيفة، والانتقال إلى مراكز قوتها».

وأمهل الجولاني «الدولة الإسلامية» خمسة أيام، تنتهي اليوم، للاحتكام إلى «شرع الله» من خلال هيئة شرعية تضع حداً للخلافات بين الطرفين والاشتباكات بين الدولة ومقاتلي المعارضة، الذين ساندتهم النصرة في بعض المعارك.

وحذر في حال عدم تجاوبها مع ذلك، بـ«نفيها» من سورية وحتى العراق.

ومنحت «جبهة النصرة» المهلة إثر مقتل أبوخالد السوري، وهو قيادي في «الجبهة الإسلامية» التي تقاتل منذ شهرين «الدولة الإسلامية»، نهاية الأسبوع الماضي بتفجير سيارة مفخخة في حلب، اتهمت «داعش» بالوقوف خلفها.

في السياق، نصح الإسلامي المتشدد «أبوقتادة»، الجولاني بالتراجع عن قتال «داعش».

وقال «أبوقتادة»، في مكالمة هاتفية أجراها معه القيادي البارز في التيار السلفي الجهادي في الأردن، سعد الحنيطي، من داخل سجن الموقر شرق العاصمة عمان، وبث مضمونها على موقع «يوتيوب» ومنتديات تابعة لتنظيم «القاعدة»، الليلة قبل الماضية «أنا أوجه نصيحة للجولاني بألا يعلن القتال ضد الدولة (داعش)». وأضاف «أنا أخاطب الجولاني لأنه جيد ويستمع إلى النصيحة بأن يتراجع عن إعلان القتال ضد الدولة».

وقال «أنا أخاطب الجولاني ولا أخاطب من يحرض على القتل» في إشارة إلى (داعش)، محملاً «دولة العراق والشام الإسلامية» مسؤولية مقتل القيادي أبوخالد السوري، قائلاً «أنا غاضب».

كما طالب «أبوقتادة» زعيم «داعش» أبوبكر البغدادي والمتحدث الرسمي للتنظيم «أبومحمد العدناني» بـ«إصدار بيان للتبرؤ من هذا القتل». وأوضح أن المشروع الغربي لضرب «داعش» بـ«النصرة» هو «مشروع شيطاني». في غضون ذلك، تواصلت أعمال العنف بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة.

وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) انه «بناء على معلومات استخباراتية دقيقة وفي كمين محكم، وحدة من جيشنا الباسل تقضي على اكثر من 20 إرهابياً وتصيب اخرين اثناء تسللهم على احد الطرق الفرعية بين الغوطة الشرقية والقلمون بريف دمشق».

يأتي ذلك بعد يومين من كمين مشابه اوقع اكثر من 175 قتيلاً في صفوف المقاتلين في الغوطة الشرقية، بحسب الاعلام الرسمي.

الا ان المعارضة وصفت ذاك الكمين بأنه «حمام دم بحق مدنيين» كانوا يحاولون الخروج من مناطق محاصرة في الغوطة الشرقية.

 

 

تويتر