«الدولة الإسلامية» تتقدم نحو معبر حدودي مع تركيا

دمشق ترفض الحوار مع «الجيش الحرّ» في «جنيف 2»

رجل يحمل جثة طفل قتل على يد قناص من القوات النظامية في مدينة حلب. أ.ف.ب

أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، أمس، أن تنظيم «القاعدة» أو «جبهة النصرة» و«الجيش الحر» وغيرها من «التنظيمات الإرهابية»، لن تكون طرفاً في الحوار في مؤتمر «جنيف 2» حول سورية. في وقت أحرز المئات من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المرتبطة بتنظيم القاعدة، تقدماً نحو معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، بعد اشتباكات بينهم وبين لواء «عاصفة الشمال» في الجيش الحر.

وقال الوزير الزعبي، لقناة «روسيا اليوم»، إنه في ما يتعلق بالتحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف 2»، فإن «دمشق هي صاحبة الفكرة الأساسية لإطلاق الحوار السوري - السوري، وأبدت استعدادها للذهاب إلى (جنيف 2) من دون شروط مسبقة»، لكن هؤلاء الذين ينتمون لتنظيمات مثل «القاعدة» أو «جبهة النصرة» ومن يدعمونها، «ليسوا طرفاً في الحوار». وأضاف أنه من المفترض أن الذين سيتحاورون هم مرجعيات سياسية وقيادات سورية في الدولة السورية والشعب السوري الذي يلتف حول الدولة مع المعارضة الوطنية، ولفت إلى أنه «من غير المنطقي أن يكون هناك حوار مع تنظيمات إرهابية متطرفة، مثل ما يسمى بالجيش الحر وجبهة النصرة»، مشيراً إلى أن «الحوار يدور بين السياسيين ولا يدور بين دولة وإرهابيين». وقال «سنتحاور مع السوريين الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء، ولم يكونوا طرفاً في العدوان على سورية، وفي دعوة بعض الدول للتدخّل في الشأن السوري عسكرياً أو سياسياً».

من جهة ثانية، أكد الزعبي أن الحكومة السورية وبعد انضمامها إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية استجابة للمبادرة الروسية، ستفي كعادتها بكل التزاماتها الدولية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118، الخاص بتفكيك الترسانة الكيماوية السورية.

وقال إنه «في ما يتعلق بالحكومة السورية فهي انضمت إلى معاهدة حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيماوية، وأصبحت عضواً في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، استجابة للمبادرة الروسية». وأضاف «لذلك فالحكومة السورية ستفي بكل التزاماتها كعادتها حقيقة في الوفاء بكل التزاماتها الدولية». وأشار إلى أنه «على الأقل من جانب الحكومة السورية لن تكون هناك أي عرقلة أو خلل في هذه المسألة، لأن لدى الحكومة السورية والقيادة السورية الرغبة الكاملة والتامة في غلق هذا الملف والانتهاء منه».

على الصعيد الميداني، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إن الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي «الدولة الاسلامية» ومقاتلي «لواء عاصفة الشمال» تجددت في ريف مدينة إعزاز، مشيراً إلى «تقدم لمقاتلي دولة الإسلام في العراق والشام في قريتين في محيط المدينة باتجاه معبر باب السلامة الحدودي». وأوضح ان الاشتباكات كانت تجددت مساء أول من أمس، بين الطرفين، بعد هدوء استمر اكثر من اسبوعين، مشيراً إلى ان مقاتلي «الدولة الاسلامية» يهاجمون حواجز ومقار لـ«لواء عاصفة الشمال»، الذي «انسحب من بعض المواقع التي لا يملك مقومات الصمود فيها قبل وصول» المقاتلين الجهاديين إليها. كما أشار إلى حركة نزوح للأهالي في المنطقة.

ودخلت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في 18 سبتمبر الماضي مدينة إعزاز، التي كانت تحت سيطرة الجيش السوري الحر، بعد معركة استمرت ساعات مع «لواء عاصفة الشمال»، أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.

وبعد يومين، تم التوصل إلى اتفاق على وقف اطلاق النار بين الجانبين برعاية «لواء التوحيد»، أكبر قوة مقاتلة ضد النظام في محافظة حلب (شمال). وعلى الاثر، اقفلت السلطات التركية معبر اونجيبينار المقابل لمعبر باب السلامة القريب من إعزاز.

في دمشق، أفاد المرصد بقصف القوات النظامية لمناطق في أحياء برزة (شمال) والقابون (شمال شرق) وجوبر (شرق) والتضامن (جنوب).

في الجنوب، نفذ الطيران الحربي غارتين جويتين على معبر الجمرك القديم في درعا، الذي استولى عليه مقاتلو المعارضة قبل ايام، بحسب المرصد. كما أفيد بغارات للطيران الحربي والمروحي السوري على مناطق اخرى في محافظات درعا وحماة وحمص (وسط) وحلب (شمال).

تويتر