أكدت ضعف قدرة «الإخوان» على الحشد للأسبوع الثاني

تظاهرات محدودة لمؤيدي مرسي

تظاهرة مؤيدة لمرسي في مدينة حلوان جنوب القاهرة. أ.ف.ب

تظاهر بضعة آلاف من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، أمس، في القاهرة ومحافظات اخرى، في اختبار أكد ضعف قدرة الإسلاميين على الحشد للأسبوع الثاني وسط استمرار الحملة الأمنية ضد جماعة الإخوان المسلمين وانتشار قوي للأمن في شوارع العاصمة. وقتل شخصان على الاقل في مواجهات تخللت هذه التظاهرات، التي على الرغم من  ضعف أعداد المشاركين فيها وصفها «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» المؤيد للاسلاميين بالحاشدة، قائلاً إنها ضمت «الملايين».

وبعيد انتهاء صلاة الجمعة، خرج المئات من مؤيدي  مرسي للمشاركة في  تظاهرات من مساجد عدة في القاهرة، بحسب ما أفاد مراسلو «فرانس برس».

وشهدت ضاحية مدينة نصر في القاهرة التظاهرة الأكبر، حيث قاربت أعداد المشاركين فيها الـ 10 آلاف، بينما لم تتجاوز التظاهرات الأخرى في أنحاء البلاد حاجز الالف.

وبدا واضحاً أن جماعة الإخوان المسلمين فقدت قدرتها على حشد انصارها وتعبئتهم للتظاهر بعدما ألقت السلطات المصرية القبض على ما يزيد على 2000 من قيادات الجماعة منذ فض اعتصامي الإسلاميين في رابعة العدوية والنهضة في القاهرة قبل أكثر من اسبوعين.

واستبق الامن المصري تظاهرات، أمس، عبر تعزيز وجوده في الطرق المؤدية لمعظم الأماكن المعلنة لتظاهرات الإسلاميين في القاهرة.

وتمركزت مدرعات للجيش والشرطة فوق الجسور الرئيسة، كما تمركزت سيارات للأمن المركزي (قوات مكافحة الشغب) أمام مسجد الفتح في ميدان رمسيس الذي شهد مواجهات دامية قبل أسبوعين.

وحذر المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبداللطيف من أن قوات الامن ستستخدم الرصاص الحي ضد الذين يهاجمون المنشآت العامة للدولة، في وقت ذكر التلفزيون الرسمي أن الجيش أغلق الطرق المؤدية لميدان التحرير في قلب العاصمة ومسجد رابعة العدوية والمنطقة المحيطة بقصر الاتحادية الرئاسي.

وسادت حالة من الترقب والحذر الشارع المصري صباح أمس، تحسباً لوقوع أعمال عنف جديدة بعد أسبوعين من الهدوء في القاهرة والمحافظات الأخرى. وخلت الشوارع من السيارات والمارة فيما بدا وان القاهرة ترزح تحت حظر تجول اختياري نهاراً.

وفي مدينة نصر، طغى اللون الاصفر على تظاهرة انصار مرسي، إذ حمل الآلاف أوراقاً صفراء صغيرة عليها صورة يد تشير إلى الرقم اربعة، في إشارة إلى اعتصام رابعة العدوية الذي فضته قوات الامن بالقوة يوم 14 أغسطس في عملية دامية قتل فيها المئات.

وفي ميدان سفينكس في ضاحية المهندسين غرب القاهرة، أطلقت الشرطة المصرية الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 35 من المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول  من المنتمين لحركة «أحرار».

وأمام مسجد الاستقامة في الجيزة، وقف نحو 150 من انصار الرئيس الاسلامي  المعزول، في غياب لقوات الامن، وحملوا صور مرسي ولافتات تدعو لتأييد «الشرعية»، وتندد بوصف الإخوان بالإرهاب. وبعد ذلك بقليل، اشتبك الاهالي ومؤيدو مرسي حيث تبادلوا الرشق بالحجارة فوق جسر رئيس، حسبما أظهرت لقطات مباشرة بثها التلفزيون الرسمي. وخرجت تظاهرات مماثلة ومحدودة في مدن مصرية عدة عبر البلاد.

وقتل شخص وأصيب 20 آخرون في اشتباكات بين أصار مرسي ومعارضيهم في مدينة بورسعيد على قناة السويس، بينما قتل آخر في مواجهات مماثلة في الزقازيق في محافظة الشرقية.

وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية إن الشرطة المصرية في مدينة طنطا (دلتا النيل) أطلقت الغاز المسيل للدموع على أنصار الرئيس المعزول بعدما حاولوا الوصول لمديرية أمن الغربية. وخرجت تظاهرات أخرى في الاسكندرية (شمال) والشرقية والمنصورة في الدلتا. وقالت مصادر محلية وأمنية إن عشرات أُصيبوا في اشتباكات دارت بين أنصار مرسي ومعارضيه بمناطق «الرمل» و«سيدي جابر» و«لعصافرة» وكوبري (جسر) ستانلي بمحافظة الاسكندرية الساحلية، وبمدينة «كفر الدوار» (مركز محافظة البحيرة)، وبمدينتي «المحلة الكبرى» و«زفتى» بمحافظة الغربية (شمال غرب القاهرة)، وفي شارع «النور» الرئيس بمدينة بورسعيد، وبمحيط مبنى مجلس مدينة الزقازيق (مركز محافظة الشرقية).

وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات استخدمت فيها الأسلحة البيضاء إلى جانب التراشق بالحجارة، مع تبادل محدود لإطلاق النار، فضت قوات الأمن المركزي تلك الاشتباكات بإطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع.

وفي سياق متصل، تظاهر بضع مئات من أنصار الرئيس المعزول بمدينة الغردقة (مركز محافظة البحر الأحمر الساحلية)، حيث جابوا مناطق «شيري» و«الدهَّار» و«الميناء القديم»، مردِّدين هتافات مؤيدة لمرسي. وقال مصدر محلي بمدينة «طنطا» (مركز محافظة الغربية شمال غرب القاهرة) إن عناصر قوات الأمن المركزي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق اشتباكات اندلعت بين مئات من أنصار مرسي ومعارضيه بشارع البحر الرئيس. وأوضح أن أنصار مرسي وصلوا إلى شارع البحر في شكل مسيرات صغيرة من مناطق عدة، تمهيداً للتظاهر مقابل مبنى محافظة الغربية، غير أن الاشتباكات حالت دون وصولهم إلى المبنى. وأصدرت رئاسة الوزراء بياناً دعت فيه المتظاهرين إلى «التحلي بالسلمية ورفع قيم الوحدة الوطنية واحترام حالة الطوارئ» المفروضة منذ فض اعتصامي الاسلاميين إلى جانب حظر التحول المسائي.

وأكدت الحكومة انه «سيتم التصدي للعناصر الإرهابية والخارجة عن القانون»، واأنها «لا تقبل باي حال اية اعتداءات تعمل على ترويع الآمنين». وكان «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» دعا إلى تظاهرات جديدة، أمس، تحت شعار «الشعب يسترد ثورته»، والى العصيان المدني اعتباراً من أمس، أيضاً.

وجاءت هذه الدعوة بعد القاء السلطات المصرية القبض الخميس على القيادي البارز في جماعة الاخوان المسلمين محمد البلتاجي في قرية ترسا في مركز ابوالنمرس بمحافظة الجيزة، إضافة إلى قياديين آخرين في جماعة الإخوان هما خالد الازهري وزير القوى العاملة السابق، وجمال العشري، و28 من الكوادر الادارية والتنظيمية للإخوان.

تويتر