اشتباكات جديدة بين مقاتلين أكراد و«جهاديين» في الحسكة

«دول التعاون» ترفض الخطاب «التحريضي» لنصرالله

شاب يمشي في شارع مملوء بالحطام ويظهر خلفه دخان ناجم عن حريق إثر قصف القوات النظامية على مدينة دير الزور. رويترز

ندد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني بشدة بالخطاب «التحريضي» لأمين عام «حزب الله» الشيعي اللبناني حسن نصرالله، واصفاً إياه بـ«اللامسؤول والمتناقض». فيما اندلعت اشتباكات جديدة، أمس، بين مقاتلين أكراد و«جهاديين» في مناطق ذات غالبية كردية بمحافظة الحسكة شمال شرق سورية، في حين قصفت القوات السورية النظامية، مناطق عدة معظمها في محيط العاصمة دمشق.

وقال الزياني في بيان، إن نصرالله «يتوعد السوريين بانخراط أكبر لحزبه في قتالهم، في تدخل سافر في شؤونهم الداخلية، ويهدد اللبنانيين بمزيد من التورط في أتون الأزمة السورية في لا مبالاة صارخة بأمن لبنان واستقراره وعلاقات طوائفه وتعايشها السلمي».

وأضاف أنه «في الوقت الذي أجمع العالم على إدانة مشاركة ميليشيات حزب الله في قتال الشعب السوري، لايزال حسن نصرالله يصر بل ويفاخر بمشاركة ميليشياته في ذبح الاطفال والنساء والأبرياء السوريين، وتدمير مدنهم وممتلكاتهم».

واتهم الزياني نصرالله بـ«الاستمرار في ترهيب اللبنانيين والسوريين بسلاح حزبه، واستعداده لمضاعفة ميليشياته، بل ومشاركتهم بنفسه قتال الشعب السوري».

وكان نصرالله أعلن يوم الجمعة الماضي غداة تفجير دموي في الضاحية الجنوبية في بيروت، استعداده للذهاب شخصياً للقتال في سورية في مواجهة «الإرهابيين التكفيريين». وقال نصرالله «إذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الإرهابيين التكفيريين إلى أن أذهب أنا وكل حزب الله إلى سورية، سنذهب إلى سورية».

وأعلن الحزب الشيعي منذ أشهر مشاركته في المعارك إلى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد في المعارك ضد مقاتلي المعارضة، الذين يعدهم النظام «إرهابيين» يرتبط معظمهم بتنظيم القاعدة.

ويشهد لبنان ذو التركيبة السياسية والطائفية الهشة، والمنقسم بين موالين للنظام السوري ومتعاطفين مع المعارضة، تصاعداً في حدة الخطاب المذهبي منذ إعلان الحزب مشاركته في المعارك داخل سورية.

من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن اشتباكات اندلعت بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي (التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، أبرز فصيل كردي في سورية)، من طرف ومقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة» وكتائب مقاتلة من طرف آخر في قرى دردارة وحميد وجافا في محافظة الحسكة في شمال شرق، بالتزامن مع اشتباكات في القرى القريبة من مدينة رأس العين.

واندلعت الاشتباكات اثر هجوم لوحدات حماية الشعب على مقر للدولة الإسلامية على طريق رأس العين - تل حلف، ما تسبب في خسائر بشرية في صفوف مقاتلي «الدولة الإسلامية». وكانت اشتباكات وقعت أول من أمس، بين الطرفين في قرية الصفا إلى الجنوب من ناحية جل آغا (الجوادية بالعربية) في الحسكة.

وأعلنت الامم المتحدة أول من أمس، أن نحو 30 ألف سوري لجأوا منذ الخميس الماضي إلى إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي، بسبب عنف المعارك في مناطقهم.

وقال الناشط الكردي هفيدار لـ«فرانس برس» لدى تجدد هذه الاشتباكات قبل يومين «هناك حرب من اجل السيطرة على الارض والنفط».

وكان مقاتلون جهاديون مرتبطون بتنظيم القاعدة شنوا هجوماً السبت الماضي على مناطق قريبة من رأس العين، ما تسبب في مقتل 18 شخصاً على الأقل.

وأفاد ناشطون بأن الجهاديين يسعون إلى استعادة السيطرة على مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا التي طردوا منها الشهر الماضي إثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلين أكراد.

وفي دمشق، سقطت صباح أمس، قذائف هاون على ساحة العباسيين (وسط)، وأخرى في منطقة الدويلعة.

وأفاد المرصد بأن مناطق في حي برزة تعرضت بعد منتصف  الليلة قبل الماضية إلى قصف من القوات النظامية بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، وسط اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محاولة للأخيرة للسيطرة على كامل حي برزة، في حين جددت القوات النظامية قصفها من أبراج القاعة على الأحياء الجنوبية للعاصمة. وقال المرصد إن القوات النظامية استمرت في قصفها على مناطق في بلدة  معضمية الشام بمحافظة ريف دمشق.

وأضاف أن القوات النظامية جددت قصفها على مناطق في بلدتي الحسينية والذيابية بريف دمشق، مساء أول من أمس، بالتزامن مع محاولتها اقتحام مخيم الحسينية من جهات تل خاروف وصهيا والسكة، مدعومة بمسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية الموالية لها.

وفي حلب (شمال)، قتل أربعة أشخاص في سقوط قذيفة مصدرها قوات النظام على حي طريق الباب في شرق مدينة حلب. وأشار إلى أن اشتباكات دارت في محيط الجامع الأموي بحلب القديمة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية.

كما نفذ الطيران الحربي السوري غارات على مناطق عدة في ريف حلب وجبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية (غرب) وبلدة الحراك ومدينة نوى في درعا (جنوب) وحي الجبيلة في مدينة ديرالزور، فيما استهدفت قوات المعارضة تجمعات لقوات النظام في منطقة ضهرة عبدربه بمحافظة حلب بقذائف عدة وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية.

تويتر