قاضي التحقيق يأمر بحبس مرسي.. و«الإخوان» و«حماس» تدينان القرار

منازلة شوارع في جمعة «التفويض» و«الفرقان» بمصر

حشود مؤيدة للجيش المصري في ميدان التحرير وسط القاهرة. إي.بي.إيه

شهدت مصر أمس تظاهرات حاشدة من جانب جماعة الاخوان المسلمين في العديد من المحافظات في جمعة (الفرقان) «تأييدا للشرعية وعودة الرئيس المعزول محمد مرسي»، فيما شهد ميدان التحرير بالقاهرة وميادين عدة بمدن مصر تظاهرات حاشدة داعمة للجيش استجابة لدعوة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي المصريين إلى النزول للشارع لاعطاء تفويض للجيش والشرطة للتصدي «للعنف والارهاب».وتزامنت التظاهرات المعارضة والمؤيدة مع أمر قضائي بحبس مرسي احتياطيا على ذمة التحقيقات بعد اتهامه بالتخابر مع حركة المفاومة الاسلامية حماس والتي اعتبرت ذلك تنصلا من القضية الفلسطينية.

وفي التفاصيل وقعت مناوشات بعد ظهر أمس بين مجموعة من انصار الرئيس المعزول محمد مرسي واخرى من معارضيه اثناء مسيرتين متعارضتين في حي شبرا، شمال شرق القاهرة، بحسب ما افاد مصدر امني وشهود..واوضحت المصادر ان «متظاهرين داعمين للقوات المسلحة هتفوا  دعما للجيش والشعب وحرق بعضهم صور مرسي ما اثار غضب مؤيديه، كما قام الاهالي برمي زجاجات من اسطح المنازل على مسيرة مؤيدي مرسي قبل ان يتدخل عدد آخر من الاهالي للفصل» بين المجموعتين.

وفي المحلة الكبرى حطم مناصرون للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، واجهة محطة قطارات المدينة ، بعد أن منعهم أهالي المدينة ركوب قطار متوجّه إلى القاهرة للمشاركة في تظاهرات ضد القوات المسلحة.)

وتحسبا لاي تجاوزات كثفت السلطات الاجراءات الامنية في القاهرة وباقي المحافظات بعد ان اوقعت اعمال العنف الناجمة عن حالة الاضطراب السياسي في البلاد اكثر من 200 قتيل في خلال شهر.

وانطلقت تظاهرات الاخوان المسلمين وانصارهم بمسيرات بعد صلاة الجمعة من نحو 30 مسجدا باتجاه منطقة مسجد رابعة العدوية في حي مدينة نصر، شمال شرق القاهرة، وايضا ميدان نهضة مصر بالجيزة، جنوب القاهرة، وهما المكانان اللذان يعتصم فيهما انصار مرسي منذ قرار عزله.في المقابل احتشد معارضو مرسي في ميدان التحرير في قلب القاهرة وامام قصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة (شرق).

على  الصعيد الامني ، قامت قوات الجيش والشرطة بتأمين المواقع  الحساسة في أنحاء البلاد.وقامت مروحيات تابعة للقوات المسلحة مساء الخميس بالقاء بيانات على

المعتصمين بميدان رابعة العدوية من مؤيدي الرئيس المعزول اشارت فيها إلى حرصها على «وطن امن قوة ومواطن محب لوطنه والتصدي للقتل والعنف».

غير أن  المعتصمين رفضوا البيان ورددوا هتافات منددة بالقوات المسلحة وتدعو لعودة الرئيس المعزول إلى منصبه.

وقد عمد الجيش منذ الخميس إلى اصدار بيانات وتصريحات مهدئة تارة ومهددة تارة اخرى. فقد حذر مجلس الدفاع الوطني، الهيئة العليا المسؤولة عن «تأمين البلاد» وفقا للاعلان الدستوري الصادر عقب اطاحة مرسي في الثالث من يوليو الجاري، من ان «الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها (...) لن تسمح لأحد بترويع مواطنيها أو حمل السلاح في وجه الدولة والمجتمع أو اشاعة الإرهاب لفظاً أو فعلاً أو محاولة ابتزاز المواطنين أو ارتهان المجتمع أو تبديد السلم والأمن الداخليين».

كما اكد الجيش في بيان باسم القيادة العامة للقوات المسلحة نشر على موقع المتحدث الرسمي باسمها على فيسبوك ان دعوة السيسي إلى التظاهر «لم تحمل تهديدا لأطراف سياسية بعينها بل جاءت كمبادرة وطنية لمواجهة العنف والإرهاب»، مضيفا ان دعوته «جاءت لإستكمال جهود مؤسسة الرئاسة للمصالحة الوطنية والعدالة الإنتقالية».

وكانت اشتباكات عنيفة دارت في ساعة متأخرة  من مساء الخميس، بين عشرات من أنصار مرسي وبين أهالي المدينة أسفرت عن تحطيم واجهة محطة القطارات بالمدينة، مشيراً إلى ان الاشتباكات امتدت إلى مناطق «بنزايون»، و«الحنفي»، و«السبع بنات» المجاورة.

وأوضح المصدر ان الاشتباكات بدأت حينما شك مواطنون في مجموعة مكونة من نحو خمسين شخصاً وصلوا إلى محطة القطارات لاستقلال قطار متوجه إلى القاهرة، فطلب أحد عناصر الشرطة السرية من المجموعة إبراز هوياتهم وتفتيش حقائبهم فاعتدوا عليه بالضرب؛ فتجمع الأهالي وعثروا على أسلحة نارية وبيضاء داخل الحقائب المجموعة التي تبين أنهم كانوا متوجهين للانضمام إلى تظاهرات يقوم بها أنصار مرسي ضد القوات المسلحة بالقاهرة.

في غضون ذلك قامت مجموعات شباب المدينة بتنظيم لجان على الطرق الرابطة بين المحلة الكبرى والمدن المجاورة، للحؤول دون مغادرة أنصار مرسي إلى القاهرة للانضمام إلى آلاف من المعتصمين يعتزمون التظاهر غداً للمطالبة بعودة الرئيس المعزول إلى الحُكم، مقابل مظاهرات حاشدة دعا لها وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي لتفويض الجيش والشرطة بمواجهة «العنف والإرهاب». من جهته أعلن الداعية الإسلامي صفوت حجازي في كلمة ألقاها من فوق منصة بمحيط مسجد «رابعة العدوية» مقر الاعتصام الرئيسي للآلاف من أنصار مرسي ،ان الرئيس المصري المعزول محمد مرسي سيعود إلى منصبه غدا، بعد«حدث جلل ستهتز له البلاد».

وفي تطور مفاجىء ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية صباح أمس ان قاضي التحقيق امر بحبس محمد مرسي 15 يوما احتياطيا بتهمة «التخابر مع حماس» و«اقتحام السجون».

وقالت الوكالة ان «المستشار حسن سمير قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة اصدر قرارا بحبس الرئيس المعزول محمد مرسي لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات التي يجريها معه». وبين هذه الاتهامات ذكرت الوكالة «السعي والتخابر مع حركة حماس للقيام باعمال عدائية في البلاد والهجوم على المنشآت الشرطية والضباط والجنود واقتحام السجون المصرية وتخريب مبانيها واشعال النيران عمدا في سجن وادي النطرون وتمكين السجناء من الهرب وهروبه شخصيا من السجن» مطلع 2011.

واوقف الجيش مرسي في مكان لم يكشف منذ ازاحته عن السلطة في الثالث من يوليو. وعلى الاثر دانت حركة حماس قرار حبس مرسي معتبره ان السلطات المصرية الجارية باتت «تتنصل» من القضايا القومية والقضية الفلسطينية.

وقال المتحدث باسم حركة حماس في غزة سامي ابو زهري ان «حماس تدين هذا الموقف لانه ينبني على اعتبار ان حماس حركة معادية وهذا تطور خطير يؤكد ان السلطة القائمة في مصر باتت تتنصل من القضايا القومية بل وتتقاطع مع اطراف اخرى للاساءة اليها وفي مقدمتها قضية فلسطين». كما اعتبرت جماعة الاخوان ان قرار حبس مرسي في وقائع تعود إلى عهد نظام الرئيس حسني مبارك يمثل «عودة قوية» للحكم السابق. وقال المتحدث باسم الجماعة جهاد الحداد ان الاتهامات الموجهة لمرسي «تبدو وكانها انتقاما من قبل النظام السابق وتدل على انه يعود بقوة» إلى الساحة السياسية. في الأثناء تتابع الدول الغربية بقلق متزايد الازمة المصرية خشية ان يكون التزام الجيش باعادة الديموقراطية إلى البلاد مجرد واجهة يتستر خلفها للامساك بزمام السلطة لفترة طويلة. وقد رفضت الولايات المتحدة حتى الان اعتبار عزل الرئيس محمد مرسي انقلابا عسكريا، ما كان ادى تلقائيا بموجب القانون الاميركي إلى تجميد مساعدات عسكرية أميركية بنحو 1,5 مليار دولار في السنة، الا ان واشنطن وجهت تحذريا إلى قادة البلاد في هذه الفترة الانتقالية من خلال تجميدها تسليم اربع مقاتلات أف-16 إلى مصر. كما اعلنت بريطانيا العودة عن تراخيص لتصدير تجهيزات عسكرية إلى مصر بسبب مخاوف من استخدامها ضد المتظاهرين. وكانت هذه التراخيص تتناول مكونات لمدرعات ورشاشات اضافة إلى اجهزة اتصالات ولاسلكي وخصوصا للدبابات.

تويتر