معارك على جبهات عدة.. ودمشق تسلم «حزب الله» أسلحة كيماوية

«الحرّ» يسيطر على قيادة عمليات النظام السوري في خان العسل

عنصر من الجيش السوري الحر خلال مواجهات مع قوات النظام في دير الزور. رويترز

تمكن الجيش السوري الحر من السيطرة على مبان عدة تابعة لـقوات النظام في بلدة خان العسل بريف حلب، وبينما تواصلت المعارك على جبهات عدة في مناطق سورية متفرقة، قالت القيادة المشتركة للجيش الحر، إن «حزب الله» اللبناني تسلم شحنتين من المواد والأسلحة الكيماوية من النظام السوري. من جانبه، قال رئيس الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، إنه لا يؤمن بأجندة اجتماع «جنيف ‬2».

وتفصيلاً، أعلنت مصادر المعارضة السورية سيطرة الجيش الحر بشكل كامل على مبنى «متاع»، وهو مقر قيادة العمليات للنظام في خان العسل بريف حلب.

وأفادت لجان التنسيق بأن الجيش الحر تمكن من قتل عدد من شبيحة النظام، وسيطر على مستودع للذخيرة في منطقة البلالية بريف دمشق، كما أعلنت مصادر في المعارضة أن الجيش الحر تمكن من السيطرة على ثكنة الحانوت في المنطقة الغربية بدرعا، فضلاً عن تمكنه من تحرير منطقة المعامل والفيلات وحي الراشدين ومدرسة الشرطة المتاخمة لخان العسل.

من جهة ثانية، قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن قوات النظام حاولت خلال الساعات الماضية التسلل إلى حي الوعر من جهة بنك الدم، الذي سيطر عليه الجيش الحر في وقت سابق. وذكر الاتحاد أن الجيش الحر اضطر إلى الانسحاب من الموقع، إثر القصف المكثف من قوات النظام على الحي، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين. كما استهدف القصف قرية الزارة ومدن الحولة والرستن وتلبيسة في ريف حمص.

وفي ريف محافظة إدلب، قصف الجيش النظامي مدن وبلدات عدة، خصوصا مدينة سراقب وقرى الرامي وفركيا وسرجة والبارة، ما أوقع عددا من الجرحى، كما أدى القصف إلى اشتعال النيران في الأراضي الزراعية.

وفي السياق، قال المجلس العسكري في دمشق وريفها، إن الجيش الحر استهدف مواقع للنظام. وأفاد المجلس بأن عناصر من الجيش الحر استهدفوا بالهاون مبنى السفارة الروسية وفرع التحقيق التابع للأمن السياسي.

كما شهد مخيم اليرموك والحجر الأسود والقابون وبرزة اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام، في حين قالت لجان التنسيق المحلية إن عددا من الأشخاص جرحوا في قصف استهدف حجيرة البلد والسيدة زينب ومسرابا وحرستا في ريف دمشق.

وفي مدينة نوى بمحافظة درعا، قال الجيش الحر إنه سيطر على كتيبة الشيلكا، وذلك بعد ثلاثة أيام من المعارك مع قوات النظام. وقالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام قصفت المدينة بالطائرات، ما أوقع قتلى وأحدث دماراً كبيراً في المباني.

وأفاد ناشطون سوريون بأن آلافاً من أهالي مدينة نوى نزحوا عنها، جراء قصف عنيف بالطائرات وراجمات الصواريخ، والاشتباكات الجارية هناك بين الجيش الحر وقوات النظام.

وذكر الناشطون أن عددا كبيرا من أهالي نوى نزحوا في اتجاهين، الأول إلى بلدتي جاسم وإنخل، وتوجه الآخرون نحو بلدة تل شهاب وقرية حيط في منطقة اليرموك القريبة من الحدود الأردنية، حيث مازالوا عالقين، لأن السلطات الأردنية تمنعهم من الدخول إلى الأردن.

وفي ريف القنيطرة، قالت شبكة سورية مباشر، إن الجيش الحر سيطر على كتيبة المشاة التابعة للواء ‬61. وأفادت الشبكة بأن قوات النظام قصفت قرى صيدا الجولان والحانوت والمقرز، مشيرة إلى أن آلافاً من الأهالي نزحوا عن هذه القرى.

يشار إلى أن ‬12 مسلحاً من الموالين لقوات النظام قتلوا الجمعة في المعارك المستمرة مع الجيش الحر في مدينة حمص، في حين سقط قتلى وجرحى في قصف لقوات النظام على ريف دمشق.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله، إن اشتباكات تدور في حي الخالدية وسط حمص بين مقاتلي الجيش الحر والقوات النظامية ومقاتلين موالين لها. كما ذكرت قوات المعارضة في ريف دمشق أيضاً أنها قصفت مطار دمشق الدولي بصواريخ غراد، وهو ما أدى إلى مقتل نحو ‬20 شخصا، وتدمير عدد من الأبنية.

من جهة أخرى، قالت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر إن حزب الله اللبناني تسلم شحنتين من المواد والأسلحة الكيماوية من النظام السوري.

وذكرت القيادة المشتركة في بيان أن عملية التسلم والتسليم تمت في منطقة قريبة من العاصمة دمشق، وبتنسيق سوري إيراني، مشيرة إلى أن الشحنتين وصلتا الأراضي اللبنانية أخيراً، وأن القيادة المشتركة تتحفظ على ذكر التفاصيل حاليا لأسباب أمنية وعسكرية. وانتقد البيان تردد أوروبا في إدراج اسم «حزب الله» على لائحة المنظمات الإرهابية.

من جهته، قال رئيس الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، إنه لا يؤمن بأجندة اجتماع «جنيف ‬2»، واصفا إياها بأنها ليست بكتاب منزل من السماء. وأكد الجربا أن فرصة التسوية السياسة مع النظام كانت قد انتهت بنهاية العام الأول من عمر الثورة، وأن التركيز يجب أن يتمحور حول القضية الأساسية العالقة وهي تأمين متطلبات الصمود من سلاح وغذاء وماء ودواء. ولوح الجربا بقدرته على امتلاك سلاح الشفافية الذي سيواجه به كل القوى المتقاعسة عن دعم الثورة، كما أظهر حرصاً شديداً على أهمية وجود سلاح نوعي بأيدي الثوار، وهو ما يمثل الأولوية المطلقة بالنسبة للمعارضة.

 

تويتر