أمر بفتح الحدود مع جنوب السودان

البشير يعلن من جوبا بداية تطبيع العلاقات

البشير وسلفا كير اتفقا على مواصلة الحوار لحل الخلافات بين البلدين. أ.ف.ب

أكد الرئيس السوداني عمر حسن البشير، أمس، خلال أول زيارة يقوم بها لجنوب السودان، بعد انفصاله عن الشمال عام ‬2011، أن زيارته لجوبا بداية لتطبيع العلاقات والتعاون عبر الحدود.

وقال البشير، في خطاب ألقاه في جوبا، إن زيارته تظهر بدء تعاون، يستند إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، وإنه أصدر تعليمات بفتح الحدود مع جنوب السودان، أمام حركة المرور البري. وقال رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، إنه اتفق مع البشير على مواصلة الحوار، لحل كل الخلافات بين البلدين.

وكان البشير قد وصل إلى عاصمة جنوب السودان امس، حيث كان في استقباله نظيره سلفا كير، الذي قدم إليه أعضاء حكومته، وبعد عزف النشيدين الوطنيين توجه الرئيسان إلى القصر الرئاسي، لإجراء محادثات لم يكشف مضمونها.

كما أنها أول زيارة يقوم بها البشير إلى جنوب السودان، منذ المواجهات الحدودية بين البلدين ربيع ‬2012، التي كان يخشى أن تؤول إلى استئناف النزاع على نطاق واسع بين جوبا والخرطوم.

وتم تعزيز الإجراءات الأمنية، بمناسبة زيارة الرئيس السوداني إلى جوبا، وباستثناء السيارات الرسمية، لم يسمح لأي سيارة بالسير في شوارع العاصمة، التي انتشر فيها عدد كبير من رجال الشرطة، كما خضع المارة أيضا لعمليات تفتيش.

واستغرقت زيارة البشير، التي أعلن عنها وألغيت مرارا منذ سنة، بعض ساعات حيث غادر الرئيس السوداني عصر أمس.

وأفادت وكالة الأنباء السودانية (سونا)، بأن وفدا رفيع المستوى، ضم وزراء الدفاع، والداخلية، والنفط، وقائد الاستخبارات السودانية رافق البشير. ومنذ استقلال جنوب السودان لاتزال خلافات عدة، تنغص العلاقات بين العدوين السابقين، لاسيما قضايا رسم الحدود المشتركة بمنطقة أبيي المتنازع عليها ومسألة النفط.

وورثت جوبا ثلاثة أرباع الاحتياطي النفطي في السودان قبل تقسيمه، لكن لم يتوصل البلدان ـ حتى الآن ـ إلى اتفاق حول ما يجب أن تسدد الخرطوم لجوبا مقابل نقلها النفط في أنابيبها وتصديره. وتسبب هذا الخلاف النفطي، في يناير ‬2012، في توقف جنوب السودان الذي كان غاضبا ـ لأن السودان اقتطع منه نفطا لدى نقله في أنابيبه ـ عن الإنتاج فجأة، وكان لذلك التوقف انعكاس سلبي جدا على اقتصاد البلدين. ودارت مواجهات عند حدود البلدين، ربيع ‬2012، بين الجيشين في منطقة هجليج المتنازع عليها.

وتأتي زيارة البشير بعد توقيع البلدين اتفاقاً في أديس أبابا، في مارس الماضي، سمح بتحديد جدول زمني، لتحريك العلاقات الثنائية واستئناف إنتاج النفط في جنوب السودان، وتوقعت وسائل إعلام سودانية، أن يشرع في تصدير النفط مجددا من بورتسودان، المطل على البحر الأحمر بحلول نهاية مايو المقبل.

وقد وقع البلدان اتفاقا سابقا، سبتمبر الماضي، لكنه بقي حبرا على ورق، وذلك خصوصا بسبب مطالبة الخرطوم جوبا بضمانات، حول موضوع آخر مثير للاختلاف، وهو دعم جنوب السودان متمردين سودانيين في ولايتي كردفان الجنوبي، والنيل الأزرق، التابعتين للخرطوم. وقال وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان، لوكالة «سونا»، إن الزيارة تأتي في لحظة سياسية مواتية، وستساعد على تجاوز نقص الثقة بين الطرفين. وأضاف أن الزيارة تهدف إلى كسر حاجز عدم الثقة، وإظهار الإرادة السياسية، على تنفيذ ما اتفق عليه فى أديس أبابا، وتأكيدا لما قاله المشير البشير، يوم استقلال دولة الجنوب «إننا نسعى إلى تعاون وتكامل بين البلدين، يرقى إلى اتحاد الدولتين». وأضاف «لن يسمع منا الاخوة فى الجنوب إلا خيرا، ونحن وهم نسعى لتضييق مساحات الاختلاف، وتوسيع مساحات الاتفاق، ومنع كل ما هو سالب من الطرفين». وأكد وزير الاعلام أن الطرفين «إذا نفذا ما تم الاتفاق عليه، سيكون هذا خيرا للجنوب والشمال، وأن زيارة البشير تأتي تأكيدا لذلك». وتزامنا مع زيارة البشير إلى جوبا، قال سكان في كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، أمس، إن شخصين قتلا، وأصيب ثمانية آخرون بجروح، نتيجة تعرض المدينة لقصف، يعتقد أنه من متمردي الحركة الشعبية شمال السودان.

 

تويتر