المالكي: «الربيع العربي» خلصنا من حكام متسلطين وأوجد وضعاً مضطرباً

مقتل ‬25 عراقياً بتفجير تجمع انتخابي

التفجيرات تستهدف التجمعات الانتخابية. أرشيفية

قتل ‬25 عراقياً على الأقل وأصيب نحو ‬60 آخرين، في هجوم انتحاري استهدف تجمعاً انتخابياً لأحد المرشحين الى انتخابات مجالس المحافظات وسط مدينة بعقوبة، فيما حذر رئيس الوزراء، نوري المالكي، من تداعيات التطورات في سورية على بلاده، وأن الربيع العربي «خلصنا من حكام متسلطين وأوجد وضعاً مضطرباً».

وتفصيلاً، افاد عقيد في شرطة ديالى، بأن «عدد ضحايا التفجير الانتحاري بلغ ‬25 قتيلاً و‬60 جريحاً»، بعدما اكدت مصادر امنية واخرى طبية مقتل ‬10 اشخاص وإصابة ‬25 بالتفجير. وكانت الشرطة اعلنت في وقت سابق ان «انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه وسط حملة للترويج للمرشح مثنى احمد عبدالواحد وسط مدينة بعقوبة».

وأوضح الضابط ان «مسلحاً قام برمي قنبلة يدوية على الحشد قبل ان يقوم الانتحاري بتفجير نفسه».

واكدت المصادر ان عبدالواحد الذي ينتمي الى قائمة محلية تسمى «عازمون على البناء»، لم يصب بأذى.

وستجري الانتخابات في الـ‬20 من الشهر الجاري، في ‬12 محافظة عراقية، من بين ‬18، بعدما قررت الحكومة تأجيل الانتخابات في الانبار ونينوى لأسباب امنية، وعدم شمول محافظات اقليم كردستان الثلاث بهذه الانتخابات.

وعلى الرغم من الهجمات المتكررة في مدينة ديالى، إلا ان السلطات العراقية لم تشملها بتأجيل الانتخابات المقررة في ‬20 ابريل.

وتعتبر محافظة ديالى وكبرى مدنها بعقوبة من اكثر المدن المضطربة في العراق، حيث قتل ‬560 شخصاً خلال السنة الماضية، وفقاً لمؤسسة «اراك بدي كونت»، التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، والتي اكدت في تقريرها ان المدنيين يشكلون اعلى نسبة بين ضحايا اعمال العنف التي تقع فيها.

وتعرض ‬12 مرشحاً الى انتخابات مجالس المحافظات حتى الآن الى عمليات اغتيال. وجرت عمليات القتل السابقة في محافظتي نينوى وصلاح الدين الواقعتين شمال بغداد، وفي الأنبار (غرب).

وواجه قرار الحكومة تأجيل الانتخابات في محافظتي الانبار ونينوى انتقادات دبلوماسية.

وقال رئيس الدائرة الانتخابية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، إن «هذه الهجمات لن تعرقل اجراء الانتخابات».

وفي السياق نفسه، أعلن محافظ نينوى رئيس قائمة متحدون، اثيل النجيفي، أن تأجيل الانتخابات في محافظة نينوى سينعكس بالسلب على الاوضاع الامنية فيها. وأكد أن «تأجيل الانتخابات هو أمر سياسي، وهناك أجندات وائتلافات تلعب دوراً مهماً وكبيراً في تأجيل الانتخابات في محافظتي نينوى والانبار، وان الوضع الأمني مبرر وعائق كبيرتضعه حكومة المالكي من أجل التأجيل، مؤكدا أن الكل بات يعرف أن تأجيل الانتخابات سيؤثر في المرشحين والمواطنين، فيما سيشهد الشارع الموصلي تردياً بالاوضاع الامنية». وأشار الى أن «الهدف من هذا التأجيل هو إقصاء محافظة نينوى وتهميشها من قبل الحكومة المركزية، وان هناك كتلاً وتكتلات سياسية تعمل على تردي الاوضاع الأمنية، من أجل عرقلة اجراء الانتخابات، وذلك باستهدافها المرشحين والمواطنين والموظفين الذين أصبحوا ضحايا لحكومة المالكي».

من ناحية أخرى، قال المالكي في مقابلة مع صحيفة «الاهرام» المصرية، أمس، «ما يجري في سورية قد يفجر حرباً داخلية في العراق.. يمكن أن تتحول مسألة الاقتتال السوري إلى اقتتال داخلي في العراق ، وهذا ما يسعى إليه البعض».

وانتقد بشدة منح مقعد سورية في الجامعة العربية للمعارضة السورية في قمة الدوحة، واصفاً هذه الخطوة بأنها سابقة خطيرة، لأن المقاعد تعطى للدول لا للهيئات. واعرب عن رغبته في تحقيق تكامل وتعاون مع مصر التي تشكل ثقل الامة العربية. واعرب عن استعداد العراق لتزويد مصر بما تحتاجه من البترول، وعما تردد عن وديعة عراقية لمصر، قال «كلفنا البنك المركزي العراقي ووزير المالية بالتفاهم مع الإخوة في مصر لتحديد قيمة الوديعة، وتحديد الإجراءات التي ينبغي أن يتفق عليها الطرفان».

وحول ثورات الربيع العربي، قال «أعتقد أن الأزمة التي ضربت المنطقة العربية بما يسمى (الربيع العربي)، وهي في وجه جيدة، وخلصتنا من الدكتاتورية وحكام متسلطين في بعض الدول، لكنها في الوجه الآخر أوجدت وضعاً مضطرباً».

وقال ان علاقات العراق مع دول الخليج قائمة، غير ان العلاقات مع قطر غير مريحة. وحول الاتهامات بتدخل العراق في البحرين، قال المالكي «لم نسمع أن البحرين تتهمـنا، عنـدنا علاقات طيبـة مع البحـرين، والعراق لم يتـدخل في الشــؤون الداخلية البحرينية، وإذا كنا أردنا أن نتدخل في مرة سبقت فقد كان برغبة من الإخوة في البحرين لمساعدتهم على حل مشكلاتهم».

تويتر