احتجاجات في غزة والضفة.. ونتنياهو يطالب بـ «تهدئة»

4500 معتقل فلسطيني يضربون عن الطعام

مسيرة احتجاجية في غزة تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال. أ.ف.ب

بدأ جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية البالغ عددهم نحو ‬4500 أسير، امس، إضراباً عن الطعام احتجاجاً على وفاة الأسير الفلسطيني عرفات جرادات في سجن مجدو الإسرائيلي، وفيما شهد العديد من مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، مسيرات حاشدة احتجاجاً، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تعليمات بتحويل أموال الضرائب التي تجبيها لمصلحة السلطة، والذي طالبها بالعمل على تهدئة الأوضاع في الضفة، في حين حذر عضو الكنيست بنيامين بن أليعزر من أن الأوضاع تسير باتجاه انتفاضة ثالثة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصلحة السجون أن الأسرى الفلسطينيين الـ‬4500 أعادوا وجبات الفطور التي تم تقديمها لهم صباح امس. وأشارت مصلحة السجون إلى أنها تعترف بإضراب الأسرى عن الطعام فقط بعد أن يعيد الأسرى وجبات الطعام المقدمة لهم خلال ‬24 ساعة، وبعدها يتم اتخاذ إجراءات بحقهم مثل إخراج الأسرى من الزنازين ومصادرة حاجاتهم الشخصية.

وأعلن الأسرى الفلسطينيون الإضراب عن الطعام احتجاجاً على موت الأسير عرفات جرادات في مركز تحقيق تابع لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في سجن مجدو اول من أمس.

وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إن جرادات توفي على اثر نوبة قلبية لكن الفلسطينيين يحملون إسرائيل مسؤولية موته.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية أنه يرافق إضراب الأسرى إضرابات تجارية في مدن فلسطينية بينها الخليل وجنين.

وشهد العديد من مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، امس، مسيرات حاشدة احتجاجاً على وفاة الأسير جرادات. وشارك مئات الفلسطينيين من مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية على رأسها حركتا فتح وحماس، بمسيرة في غزة، ورددوا هتافات مناصرة للأسرى ومطالبة بأسر جنود إسرائيليين لتنفيذ صفقات تبادل.

وقال الناطق باسم حركة حماس سامي أبوزهري، إن حركته ستظل على العهد حتى تحرير آخر أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وطالب أبوزهري خلال مؤتمر صحافي ضم عدداً من قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية في مدينة غزة، عقد على هامش المسيرة، بإنهاء معاناة الأسرى في سجون الاحتلال.

كما شهدت مدن عدة في الضفة مسيرات احتجاجية، تحول بعضها إلى مواجهات مع القوات الإسرائيلية.

واندلعت مواجهات في الخليل بين المواطنين وقوات الجيش الإسرائيلي في مخيم العروب وقرى وبلدات بيت أمر، وباب الزاوية، وحي الزاهد، والفوار.

وذكرت وسائل إعلام محلية، أن القوات الإسرائيلية أطلقت قنابل صوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه حشود من الفلسطينيين رشقوها بالحجارة من دون ان يبلغ عن وقوع اصابات. كما شهدت طولكرم مواجهات مماثلة دون اصابات.

وشارك حشد كبير من الفلسطينيين في مسيرة بنابلس شمال الضفة الغربية، تنديدا بوفاة الأسير عرفات، ردد خلالها المشاركون هتافات منددة بالضغوط الإسرائيلية على الأسرى ومطالبة بتدخل من المجتمع الدولي لإنهاء معاناة الأسرى المضربين عن الطعام بشكل خاص.

وكان جرادات توفي أمس جراء نوبة قلبية بعد ستة أيام من اعتقاله وفق ما أعلنت مصادر إسرائيلية، فيما اتهمت عائلته المخابرات الإسرائيلية بتعذيبه.

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، انه صدم بوفاة جرادات، مطالباً السلطات الاسرائيلية بكشف الاسباب الحقيقية التي ادت الى وفاته.

وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، تعليمات بتحويل أموال الضرائب التي تجبيها لمصلحة السلطة الفلسطينية، والذي طالبها بالعمل على تهدئة الأوضاع في الضفة الغربية عقب المواجهات التي شهدتها الضفة في الفترة الأخيرة. وقال مسؤولون سياسيون في ديوان نتنياهو، إنه «لكي لا يشكل تحويل أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل لمصلحة الفلسطينيين ذريعة للسلطة الفلسطينية بعدم تهدئة الوضع، فإن نتنياهو مر بتحويل أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية عن شهر يناير أيضاً». وأضافوا أن إسرائيل حوّلت أموال الضرائب عن شهر ديسمبر خلال الشهر الماضي.

وقالوا إن إسرائيل نقلت بواسطة مبعوث نتنياهو الخاص المحامي، يتسحاق مولخو، رسالة إلى السلطة الفلسطينية طالبت فيها بشكل واضح بأن تعمل الأخيرة على تهدئة الوضع في الضفة الغربية.

من جانبه ، حذر عضو الكنيست بنيامين بن أليعزر من أن الأوضاع تسير باتجاه انتفاضة ثالثة ، مرجحاً أن تكون «أكثر دموية من سابقتيها». وأكد في مقابلة مع إذاعة إسرائيل أن على رئيس الوزراء أن يقود عملية سياسية في المنطقة قبل أن يملى عليه القيام بذلك.

تويتر