تظاهرات ضد الأسد في جمعة «واعتصموا بحبل الله».. و‬5000 لاجئ يغادرون سورية يومياً

قصف محيط دمشق بالطيران لوقف تقـــدم «الحرّ»

امرأة تبكي في سيارة أجرة وهي تحتضن ابنها الذي أصيب في قصف للقوات النظامية على مدينة حلب. أ.ف.ب

تعرضت مناطق في دمشق ومحيطها، أمس، لقصف عنيف من القوات النظامية بالطيران الحربي، تزامناً مع اشتباكات واسعة، في محاولة لصد مقاتلي المعارضة، الذين بدأوا هجوماً منسقاً منذ ثلاثة أيام على العاصمة. فيما خرجت تظاهرات في مدن سورية عدة، في جمعة «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»، دعوا خلالها إلى توحيد صفوف المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد. فيما أعلنت الأمم المتحدة أن ‬5000 شخص يغادرون سورية يومياً جراء النزاع.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، ان مدينة زملكا الى الشرق من دمشق تتعرض لقصف عنيف من القوات النظامية استخدم خلالها الطيران الحربي»، تزامناً مع اشتباكات عنيفة عند أطراف المدينة من جهة المتحلق الجنوبي، وهو طريق دائري يفصل بين دمشق وريفها من الجهتين الجنوبية والشرقية. وقصف الطيران الحربي كذلك بلدات الغوطة الشرقية لدمشق، تزامناً مع اشتباكات وقصف على اطراف حي جوبر في شرق دمشق، الذي يتعرض لقصف من القوات النظامية، مثله مثل حي القابون (شمال شرق).

وشهدت مناطق ريف العاصمة قبل يومين تصعيداً في المعارك والقصف، هو الأعنف منذ اشهر.

وكان مصدر أمني سوري أفاد «فرانس برس»، الاربعاء الماضي، بأن «الجيش (النظامي) يشن هجوماً شاملاً «بطريقة استباقية» على معاقل لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق، يستخدمونها كقاعدة خلفية في هجماتهم تجاه العاصمة، موضحاً ان الهجوم اتى بعدما علم النظام بأن هؤلاء يحضرون لهجوم في منطقة دمشق. وفي جنوب العاصمة، دارت اشتباكات في حي القدم، بعد ساعات من تعرض الحي وحيي العسالي والحجر الاسود المجاورين له للقصف بعد منتصف الليلة قبل الماضية، بحسب المرصد. وإلى الجنوب من العاصمة، تعرضت مدينة داريا (جنوب غرب) للقصف، تزامناً مع اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول منذ اكثر من شهرين فرض سيطرتها الكاملة على المدينة.

وقرب مدينة يبرود الواقعة الى الشمال من دمشق، أفاد المرصد بالعثور على جثامين ثمانية رجال، أفاد ناشطون بأنهم «اختفوا قبل اسابيع قرب حاجز للقوات النظامية».

وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، نفذت طائرات حربية غارات جوية على مدينة معرة النعمان وبلدة كفرومة في ريف، ما ادى الى «أضرار مادية وأنباء عن سقوط جرحى»، بحسب المرصد. وتحاول القوات النظامية استعادة معرة النعمان الاستراتيجية التي سيطر عليها المعارضون في اكتوبر الماضي، ما سمح لهم بإعاقة إمدادات القوات النظامية المتجهة الى مدينة حلب (شمال) التي تشهد معارك يومية منذ يوليو. وفي محافظة حلب، تعرضت مناطق في مدينة السفيرة للقصف من القوات النظامية «التي تحاول اعادة السيطرة على المدينة بعد وصول ارتال منها الى شرق المدينة»، بحسب المرصد الذي قال ان مقاتلين من «جبهة النصرة» الإسلامية ومقاتلين من كتائب أخرى «يحاصرون منذ أشهر معامل الدفاع في المنطقة ويحاولون السيطرة عليها».

إلى ذلك، أفاد المرصد عن ارتفاع عدد قتلى تفجير حافلة قرب معامل الدفاع في ريف محافظة حماة في وسط سورية الأربعاء، الى ‬54 شخصاً بينهم ‬11 امرأة. وأوضح المرصد ان أغلبية ضحايا التفجير هم من منطقة السلمية وجوارها في محافظتي حمص وحماة، مشيراً الى ان العدد مازال مرشحاً للارتفاع «بسبب وجود جرحى بحالة خطرة».

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس»، ان هذه المعامل «لا علاقة لها بالتصنيع العسكري، بل تقوم بصناعة تجهيزات مختلفة من الأغطية والبطاريات والأحذية والملابس». وأضاف ان هذه المعامل تعمل بإشراف وزارة الدفاع، لكن الموظفين فيها هم من المدنيين، الذين كانوا عائدين الى منازلهم بعد انتهاء عملهم. ودان المرصد «هذه المجزرة الجديدة بحق المدنيين»، مستهجناً «الصمت المخيف من المجتمع الدولي على المجازر التي ارتكبت ولاتزال ترتكب في سورية».

في سياق متصل، خرجت تظاهرات في مدن سورية عدة، دعا الناشطون المعارضون إليها في جمعة «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا».

وطالب المتظاهرون بتوحيد صفوف المقاتلين المعارضين لنظام الأسد.

وفي جنيف، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس، أن نحو ‬5000 سوري يفرون من بلادهم يومياً ويعبرون الحدود إلى دول مجاورة.

وقال المتحدث باسم المفوضية، أدريان إدواردز، للصحافيين «هذه أزمة كاملة». وأضاف «ان هناك زيادة ضخمة في يناير وحده، نحن نتحدث عن زيادة بنسبة ‬25٪ في أعداد اللاجئين المسجلين خلال شهر واحد».

وذكر أن أكثر من ‬787 ألف سوري إما سجلوا أسماءهم كلاجئين، أو ينتظرون الإجراءات في المنطقة، خصوصاً في لبنان والعراق والأردن وتركيا، منذ بدء الصراع في سورية قبل نحو عامين.

بدوره حذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، أمس، من تفاقم نقص المياه في سورية، وتلوث الإمدادات في بعض الأحيان، ما يعرض الأطفال إلى خطر الإصابة بالأمراض بشكل متزايد. وكشف أول تقييم للصندوق في عموم سورية، أن إمدادات المياه في المناطق المتضررة من الصراع تمثل ثلث مستويات ما قبل الأزمة. وقالت المتحدثة باسم (يونيسيف) ماريكسي ميركادو، إن «هذا يشير إلى تعطيل جسيم للخدمات وضرر لحق بشبكات المياه والصرف الصحي وتوفر محدود للخدمات الصحية الأساسية، ما يجعل الأطفال أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض».

 

تويتر