استمرار القصف والمعارك.. وانشقاق نائب وزير الداخلية و‬5 جنود

«الحر» يسيطر على مطار وكتيبتين في ريف دمشق

سوريون عند بلدة راس العين الحدودية يتأهبون للعبور إلى تركيا. رويترز

سيطر الجيش السوري الحر، أمس، على مطار مرج السلطان وكتيبتي الرادار والرحبة في ريف دمشق، في حين تجدد قصف النظام على بلدات في ريف دمشق ومناطق في درعا وحمص وريف الزور بوتيرة عنيفة، غداة يوم دام في العاصمة ومحيطها، وتزامن ذلك مع انشقاق نائب وزير الداخلية السورية اللواء محمود العلي وخمسة من جنود الجيش السوري.

وتفصيلاً، قال المركز الإعلامي السوري إن الجيش الحر نجح في السيطرة على مطار مرج السلطان الذي يبعد نحو ‬15 كلم شرق العاصمة دمشق، كما سيطر على كتيبتي الرادار والرحبة في ريف دمشق بعد معارك عنيفة، ودمر عدداً من الدبابات الموجودة في الكتيبتين.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن الثوار دمروا مروحيتين كانتا على أرض المطار وسيطروا على دبابة، في حين أكد ناشطون أنهم أسروا ‬15 جنديا نظاميا بعد أن سقط البقية بين قتيل وجريح.

وشهد ريف دمشق أيضاً اشتباكات عنيفة صباح أمس في مدينة زملكا، في وقت تصدى الثوار لمحاولات الجيش النظامي اقتحام مدينتي داريا وعربين. كما هاجم الجيش الحر كتيبة الكباسة بمنطقة زاكية وعدداً من حواجز جيش النظام بمنطقة السيدة زينب واستولى على كميات من الأسلحة والذخائر.

وفي العاصمة نفسها، قال ناشطون إن الثوار دمروا حاجزا على طريق درعا بحي القدم، كما منعوا جيش النظام من اقتحام حي العسالي، واستهدفوا كتيبة في حي الحجر الأسود. وذكر المرصد ان القوات النظامية استقدمت تعزيزات عسكرية الى حي كفرسوسة في غرب مدينة دمشق في محاولة لاقتحام منطقة البساتين في الحي التي تشهد قصفاً وتصاعداً لأعمدة الدخان منها. كما أشار الى تعرض الأحياء الجنوبية في المدينة للقصف من القوات النظامية.

وتواصلت الاشتباكات في محيط مبنى الأمن الجوي بجمعية الزهراء في حلب، وقد أعلن الجيش الحر سيطرته على مبنى أمني ببلدة خان العسل، كما يواصل تقدمه في كلية المشاة العسكرية، بعد مهاجمته عددا من الحواجز بحلب. وقال ناشطون إن الجيش الحر اقتحم قلعة حارم، آخر معاقل جيش النظام بالمدينة في ريف إدلب، كما يواصل معاركه مع القوات النظامية بمعرة النعمان.

وبث الناشطون صورا لمعارك قالوا إنها اندلعت أثناء تصدي الجيش الحر لمحاولة اقتحام أحياء الموظفين والعرفي والجبيلة بدير الزور من قبل جيش النظام، كما بثوا صورا لعملية تأمين انشقاق عدد من الجنود في ريف حماة.

من جانبها، قالت شبكة «شام» إن الجيش الحر استهدف مبنى الأمن العسكري ومركز الناحية في بلدة تل حميس بالحسكة، وحاجزا لجيش النظام ببلدة النجيح في درعا، وأنه أوقع عددا من القتلى والجرحى.

وبحسب المرصد حقق المسلحون المعارضون إنجازاً ثانياً لم يكتمل في محافظة درعا (جنوب) على الحدود الاردنية.

وذكر المرصد وناشطون ان هؤلاء «اقتحموا الكتيبة الرابعة على الحدود السورية الاردنية». وشوهد مسلحون في شريط فيديو في مكان يحمل آثار القصف والدمار مع نيران مشتعلة الى جانب آلية كتب عليها «حرس الحدود»، قال مصور الشريط انها عربة حصل عليها الجيش الحر.

وقال مدير المرصد السوري، ان الثوار انسحبوا من المركز خشية تعرضهم لقصف بالطيران، وان قوات النظام استردته.

من جهة أخرى، تجدد صباح أمس القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدن داريا وسقبا، كما سمع دوي انفجار وإطلاق نار كثيف بالقرب من حي جوبر.

وفي الأثناء، تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدينة الرستن، كما قصفت قوات النظام بالمدفعية وقذائف الهاون أحياء طريق السد ومخيم النازحين بدرعا المحطة ومعظم أحياء مدينة دير الزور. وبث ناشطون صوراً لقصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على ناحية كنسبا بريف اللاذقية، كما تحدثوا عن قصف على قرى ناحية ربيعة.

وتأتي هذه التطورات بعد يوم دام قتل فيه ‬90 شخصاً معظمهم في دمشق وريفها وحمص ودرعا وإدلب، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

في الأثناء، أكد ناشطون معارضون انشقاق نائب وزير الداخلية السورية رئيس مكتب الدراسات والتخطيط في الوزارة اللواء محمود العلي. وكان العلي شغل منصب رئيس فرع الأمن الجنائي في محافظة درعا سابقاً.

يشار إلى انه يمكن اعتبار هذا الانشقاق من أعلى الرتب بين الضباط المنشقين من وزارة الداخلية منذ انطلاقة الانتفاضة السورية.

كما انشق خمسة من جنود الجيش السوري كانوا يعملون في قاعدة الشيخ سليمان التي تعتبر آخر ثكنة مهمة في غرب حلب لقوات النظام. وروى أبوزمزم قائد كتيبة آل البيت، إحدى كتائب الجيش الحر التي تحاصر القاعدة «اتصلنا بمجموعة من الجنود داخل القاعدة، ولأننا فقدنا الكثير من الرجال في السابق في فخاخ مماثلة فقد كان يتعين تأمين المنطقة تأمينا تاما». وأضاف «في الموعد المحدد ركضوا باتجاهنا لمسافة نحو كيلومتر رافعين أياديهم الى الاعلى وبأسلحتهم التي استحوذنا عليها». وبعد ساعات قليلة من استسلامهم جلس خمستهم القرفصاء لتناول وجبة طعام في منزل قائد الكتيبة، الذي يقع على مرمى حجر من خط الجبهة، وبعد ذلك نزعوا زيهم العسكري، وقال احدهم «كانت مجموعتنا المكونة من ‬30 رجلا مكلفة بالامن على قسم من القاعدة». وأضاف «كنا مقطوعين تماما عن العالم لا تلفزيون ولا إذاعة، وتمت مصادرة شرائح هواتفنا وبطارياتها منذ بدء المعارك». وتابع المنشق «كان الضباط العلويون يبقوننا عمدا في عزلة تامة، ولمنع حالات الانشقاق او حتى التفكير في الاستسلام، يقولون إن المعارضين يذبحون كل منشق». وبحسب الشاب المنشق وهو جندي بسيط بدأ منذ ‬13 شهراً يتولى الحراسة في احد مواقع القاعدة، فإن معنويات القوات النظامية داخل القاعدة متدنية جداً، وقال إنه «طوال فترة خدمتي لم أتحدث الى أسرتي ولم أغادر القطاع».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تويتر