لندن تعترف بـ «الائتلاف» ممثلاً شرعياً ووحيداً.. و«الحر» يقتحم قاعدة عسكريـة قـــرب حدود تركيا

تشكيل جهاز المخابرات العامة للثــورة السورية

رجلان يساعدان امرأة عجوزاً بالقرب من منزلها الذي دُمّر بقصف نفذته طائرة حربية في قرية كفر سجنة بــــــــــــــــــــــــــــــــــــريف إدلب. رويترز

أعلن عدد من مقاتلي الجيش السوري الحر، تشكيل جهاز «المخابرات العامة للثورة السورية» لمواجهة «المنظومة المخابراتية للعصابة الحاكمة»، فيما هاجم الجيش الحر، أمس، قاعدة للدفاع الجوي قرب الحدود مع تركيا، واستولى على مخزون كبير من المتفجرات، بينما قصفت القوات النظامية أحياء في جنوب دمشق، في حين اعترفت بريطانيا بـ«ائتلاف المعارضة السورية» ممثلاً وحيداً للشعب السوري.

وبث ناشطون شريطاً مصوراً على موقع «يوتيوب»، أعلن فيه عدد من المقاتلين السوريين المعارضين تشكيل جهاز «المخابرات العامة للثورة السورية».

وقال متحدث ملثم في الشريط «أنا العقيد أسامة، الرمز ‬102، أعلن عن تشكيل جهاز المخابرات العامة للثورة السورية (مكتب الأمن الوطني) ليكون إحدى الأذرع القوية للثورة السورية بمواجهة المنظومة المخابراتية للعصابة الحاكمة وحلفائها الإقليميين والدوليين».

وأضاف أن هذا الجهاز سيقدم أيضاً «الدعم الاستخباراتي لكل قوى الثورة السياسية والعسكرية على الأرض».

وظهر «العقيد أسامة» ملثماً في الشريط وهو يتلو البيان جالساً إلى طاولة وضع عليها علم الثورة السورية، وأمامه جهاز كومبيوتر محمول، ووضعت امام الجهاز نسخة من القرآن الكريم ومسدس. وبدا قارئ البيان محاطاً بسبعة مسلحين ملثمين، وارتدى الثمانية ملابس سوداء بالكامل.

وقال المتحدث إن الجهاز سيعمل على «تعزيز قدرات قوى الثورة السورية السياسية والعسكرية عبر تزويدها بالمعلومات التفصيلية عن خطط وتحركات قوى الاحتلال الأسدي وأدواتها من شبيحة وعملاء»، وبناء «درع امنية صلبة لحماية ابناء الثورة السورية من كل محاولات الدهم والاعتقال والتصفية».

وأشار إلى أن الجهاز سيقوم بالتنسيق مع «كل قوى الثورة العسكرية والمدنية» بالعمل على «حماية المدنيين وممتلكاتهم العامة والخاصة، وصون المقدسات الدينية لجميع مكونات الشعب السوري».

وأكد «العقيد أسامة» أن الجهاز سيبقى على مسافة واحدة من كل مكونات الثورة «ما يحتم محاسبة جميع المخطئين أياً كانت مواقعهم، عاجلاً او آجلاً، وفق القوانين الوطنية الجامعة والقوانين الدولية المرعية والمتمثلة في شرعة حقوق الإنسان».

وعدد المتحدث ‬19 كنية، ورَمَز (من ‬100 الى ‬118) لأشخاص هم «مديرو مكاتب الأمن الوطني»، باستثناء مدير المكتب السياسي والعلاقات الخارجية، بسام جعارة، الذي ذكر اسمه كاملاً. وبحسب المناصب الموزعة يضم الجهاز الجديد «قوة ضاربة» وكتيبة للمهام الخاصة، وغرفة عمليات، وفرعين داخلياً وخارجياً، ومكاتب في مناطق سورية مختلفة ابرزها دمشق وريفها وحلب (شمال) وحمص (وسط) والقنيطرة ودرعا في الجنوب، ودير الزور (شرق)، وادلب (شمال غرب). كما يضم الجهاز مكتباً للدعم اللوجيستي تديره «الحرة أم عائشة»، إلى مكتبين للإعلام الداخلي والخارجي.

إلى ذلك، قالت مصادر من المعارضة السورية إن مقاتلي المعارضة اجتاحوا قاعدة للدفاع الجوي في شمال البلاد قرب الحدود مع تركيا. وأضافت مصادر من المعارضة ونشطاء في المنطقة «إن أكثر من نصف المجمع» في منطقة الشيخ سليمان، سقط في أيدي مقاتلي المعارضة مع اندلاع اشتباكات شرسة في الموقع على بعد ‬18 كيلومتراً من الحدود مع تركيا و‬30 كيلومتراً شمال غربي مدينة حلب السورية.

وقال أبومجاهد الحلبي، وهو ناشط من شبكة شام الإخبارية «إن المقاتلين استولوا على ثلاث قطع مدفعية ودخلوا أغلب القاعدة»، مشيراً إلى تحليق المقاتلات فوق المنطقة «لمحاولة إجبارهم على الخروج»، وقال مصدر من المعارضة إن المقاتلين استولوا على مخزون كبير من المتفجرات من الموقع وسينسحبون بسرعة لتجنب غارات جوية انتقامية أعاقت تقدمهم في أنحاء البلاد. وأضاف المصدر أن « قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد هذه القاعدة في قصف الكثير من القرى والبلدات في الريف. وتم تحييدها الآن». من جهته تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من كتائب مقاتلة عدة في محيط كتية الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي»، تزامناً مع قصف مدفعي تتعرض له المنطقة.

وتأتي هذه الاشتباكات غداة سيطرة المقاتلين المعارضين على «الفوج ‬46» في ريف حلب الغربي، وهو قاعدة عسكرية ضخمة للقوات النظامية تضم مرابض مدفعية كانت تتولى قصف مناطق عدة، لاسيما مدينة الأتارب الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون. وفي دمشق، قال المرصد السوري في بيان «إن أربعة مواطنين استشهدوا وسقط عدد من الجرحى جراء القصف الذي تعرض له حي الحجر الأسود في مدينة دمشق» بعد منتصف الليلة قبل الماضية متحدثاً عن اطلاق نار في حي القدم المجاور له.

وافاد المرصد ان القصف تجدد ليلاً على الأحياء الجنوبية من العاصمة، التي تشهد اشتداداً في حدة القصف والاشتباكات في الفترة الأخيرة.

وفي ريف دمشق الذي يشهد تصاعداً في العمليات العسكرية، قتل ثلاثة مقاتلين معارضين جراء قصف تتعرض له حرستا من القوات النظامية التي تشتبك مع المقاتلين المعارضين في المدينة، بحسب المرصد. كما تعرضت مدينة دوما وبلدات عربين والسبينة ويلدا وبيبلا للقصف، بحسب المرصد.

سياسيا، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مجلس العموم، أمس، إن بريطانيا قررت الاعتراف بائتلاف المعارضة السورية الجديد «ممثلاً وحيداً للشعب السوري». وقال هيغ ان قرار الاعتراف بالائتلاف «ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري» اتخذ نظراً للتعهدات التي قطعها قادته خلال زيارتهم الى لندن، يوم الجمعة الماضي، موضحاً انه طلب من محادثيه تعيين ممثل لهم في بريطانيا. واضاف ان الائتلاف «عليه ان يبذل جهودا كبيرة لكسب التأييد الكامل للشعب السوري وتنسيق جهود المعارضة بشكل اكثر فاعلية». وأكد هيغ انه «من المصلحة الكبرى لسورية والمنطقة وبريطانيا ان ندعمهم والا نترك مكانا للمجموعات المتطرفة».

من جهته، رحب متحدث باسم الائتلاف باعتراف بريطانيا رسمياً به ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري. وقال وليد البني لـ«رويترز» إن «هذه الخطوات مهمة جدا وستشجع آخرين من سورية على الانضمام، وأن يثقوا بنا وستشجع دولاً أوروبية أخرى على الاعتراف بنا».

تويتر