26 ضابطاً ينشقون ويفرون إلى تركيا.. وتظاهرات تؤكد «حتمية سقوط الأسد»

المجلس الوطني السوري ينتخب مكتباً تنفيذياً جديداً

شابة سورية تبكي عقب الدمار الهائل الذي أحدثه قصف القوات النظامية على بلدة كفرنبل بريف إدلب. رويترز

انتخب المجلس الوطني السوري المعارض، مساء أمس، مكتباً تنفيذياً جديداً يتألف من 11 عضواً عقب توسيع أمانته العامة ليضم اليها جورج صبرة المسيحي والشيوعي السابق. فيما خرجت تظاهرات عدة في مناطق مختلفة في جمعة «أوان الزحف إلى دمشق» تؤكد «حتمية» سقوط الرئيس بشار الاسد، في حين انشقق 26 ضابطاً من الجيش السوري من بينهم لواءان، وفروا إلى تركيا مع نحو 8000 مدني سوري. فيما شهد ريف دمشق استمرار العمليات العسكرية الواسعة، حيث واصل الطيران الحربي السوري قصف المدن والقرى، بينما قتل أربعة اشخاص في تفجير سيارة مفخخة امام مبنى بلدية معضمية الشام بريف دمشق، كما أوقع قصف مدفعي لبلدة في محافظة دير الزور في شرق البلاد 12 قتيلاً.
واستبق «المجلس الوطني»، أمس، اجتماعات يعقدها في الدوحة مختلف مكونات المعارضة السورية لمناقشة ما عرف بـ «هيئة المبادرة الوطنية السورية» لتوحيد المعارضة بانتخاب مكتب تنفيذي جديد يتألف من 11 عضواً.
وكان نحو 400 شخص يشكلون الهيئة العامة للمجلس الوطني انتخبوا الأربعاء الماضي أمانة عامة جديدة من 41 عضواً انتخبت بدورها، أمس، مكتباً تنفيذياً جديداً من 11 عضواً.

والأعضاء ال11 هم هشام مروة، سالم المسلط، حسين السيد، جمال الورد، فاروق طيفور، جورج صبرة، عبدالباسط سيدا، نذير الحكيم، عبد الأحد اسطيفو، خالد الصالح، أحمد رمضان، على ان يقوم المكتب التنفيذي بانتخاب رئيس جديد للمجلس الوطني.

ومن بين الأعضاء ال11 للمكتب التنفيذي هناك اربعة جدد هم جمال الورد وحسين السيد عن الحراك الثوري وسالم المسلط عن العشائر، وهشام مروة كمستقل. وقال صبرة لـ «فرانس برس» بعد انتخاب اعضاء المكتب التنفيذي «نأمل أن تشكل هذه الانتخابات الحرة والشفافة نموذجا يحتذى به وتبشر بانتخابات حرة في سورية». وأوضح ان تشكيلة المكتب التنفيذي اتاحت تمثيل «الحراك الثوري في الداخل والاسلاميين والعلمانيين والاكراد والاشوريين والمسيحيين ولأول مرة ممثل عن العشائر».

بموزاة ذلك، تظاهر آلاف السوريين في مناطق مختلفة في جمعة «أوان الزحف الى دمشق»، ردت على التصريحات الاخيرة للاسد التي رفض فيها مغادرة سورية، مؤكدة انه سيسقط حتما و«سيموت في سورية».

وكان الاسد قال في تصريحات الى قناة «روسيا اليوم» رداً على سؤال عما اذا كان يقبل عرضاً بمغادرة سورية الى المنفى «لست دمية ولم يصنعني الغرب كي اذهب الى الغرب او الى اي بلد آخر. انا سوري، انا من صنع سورية، وسأعيش وسأموت في سورية».

ففي كفرنبودة في ريف حماة (وسط)، رفع شبان ساروا في مقدمة تظاهرة لافتات كتب عليها «يا بشار يا كذاب، نتمنى ان تصدق هذه المرة وتبقى في سورية لتلقى مصير أستاذك القذافي ( في إشارة إلى مصير الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي قتل على يد الثوار)»، و«يا بشار ستموت على ارض سورية ولن تدفن بأرضها الطاهرة بل في مزبلة التاريخ».

وهتف المتظاهرون «يا شام ثوري ثوري، على القصر الجمهوري»، و«ما رح نهدا ولا نرتاح حتى نشيلك يا سفاح»، و«نحنا مع حلب والشام رح منسقط هالنظام».

وفي مدينة دوما في ريف دمشق الذي يشهد عمليات عسكرية واسعة، قال ناشطون ان متظاهرين خرجوا «على الرغم من قصف طائرات الميغ». وأظهر شريط فيديو مجموعة من الشبان والرجال يصفقون على وقع اغنية يؤديها احدهم وفيها «جايينك يا شام جايينك يا شام، لندوس الاسد وندعس عالنظام».

ورفعت لافتات كتب عليها «نشار الفسد: ستموت في سورية وستحنط في ايران».

وفي ابطع في درعا (جنوب)، كتب متظاهرون على لافتاتهم «مقاومة الطغاة من طاعة رب السموات»، و«اعمل لثورتك كأن النظام سيسقط غداً، واعمل لوطنك كأنك ستعيش فيه ابداً».

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان التظاهرات شملت احياء القابون وجوبر وبرزة والعسالي في جنوب وغرب دمشق، وهي احياء توجد فيها جيوب للمقاتلين المعارضين، ومناطق مختلفة في ريف العاصمة. كما سارت التظاهرات في قرى ومدن عدة في محافظة حماة ودرعا والحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال) وإدلب (شمال غرب) ودير الزور (شرق).

وفي أنقرة، قالت وكالة «أنباء الأناضول» التركية، أمس، إن 26 ضابطاً من الجيش السوري من بينهم لواءان انشقوا عن الجيش النظامي وفروا إلى تركيا خلال الليل.

وهذا هو أكبر عدد من ضباط الجيش ينشق عن صفوف قوات الرئيس بشار الأسد منذ أشهر.

وأضافت الوكالة أن الضباط المنشقين هم لواءان و11 عقيداً وضابطان برتبة مقدم واثنان برتبة رائد وأربعة برتبة نقيب وخمسة برتبة ملازم، وإنهم عبروا إلى اقليم هاتاي الحدودي مع اسرهم وعدد آخر من الجنود وهو ما شكل اجمالاً 71 شخصاً.

وتم نقل المجموعة إلى مخيم أبايدين بإقليم هاتاي، حيث تأوي تركيا ضباطا آخرين انشقوا عن الجيش النظامي. وكان انشقاق ضباط كبار وفرارهم إلى تركيا يحدث بشكل شبه يومي خلال شهور الصيف لكنه تباطأ بعد ذلك.

وذكرت وكالة الأناضول أن 23 سورياً أصيبوا في الاشتباكات الجارية في بلادهم ومن بينهم نساء عبروا إلى قرية بيساسلان التركية القريبة ومن معبر جيلفيجوزو خلال الليل لتلقي العلاج.
في سياق متصل، عبر نحو 8000 سوري الحدود التركية الليلة قبل الماضية هرباً من المعارك بين القوات النظامية والجيش السوري الحر عند مركز رأس العين الحدودي، وبذلك يرتفع الى اكثر من 120 ألفاً اجمالي عدد اللاجئين السوريين في تركيا بعد نحو 20 شهراً من النزاع في سورية.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية لـ «فرانس برس»، طالباً عدم كشف اسمه، إن بين اللاجئين «5000 سوري نقلوا إلى مخيم في مدينة اكجاكالي قرب الحدود السورية، فيما سيتم ايواء الآخرين لدى اقرباء لهم في تركيا».

وقتل، أمس، 20 عنصراً من القوات النظامية السورية على الاقل، وأسر عدد آخر اثر اشتباكات عنيفة دارت بين عناصر الامن ومقاتلين من كتائب عدة هاجموا مقار الامن العسكري والمخابرات الجوية وأمن الدولة في مدينة رأس العين في محافظة الحسكة في شمال سورية، بحسب المرصد السوري الذي أشار الى ان المقاتلين سيطروا على هذه المراكز.

ونقل المرصد عن طبيب في المنطقة ترجيحه ارتفاع عدد القتلى، مشيراً الى ان «مصير مدير المنطقة وأكثر من 25 من عناصر الشرطة لايزال مجهولاً».

وأكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن المقاتلين المعارضين «سيطروا عمليا على جنوب المدينة وغربها»، مشيراً الى ان القوات النظامية «انسحبت وتمركزت على بعد نحو كيلومترين من رأس العين لجهة الجنوب والشرق».

وتأتي هذه الاحداث غداة مقتل 10 مقاتلين معارضين و16 جندياً نظامياً في اشتباكات بين الطرفين في المدينة ذات الغالبية الكردية والتي دخلها مئات المقاتلين أول من أمس، غالبيتهم قدموا مباشرة من تركيا عبر معبر حدودي غير رسمي. 
بدورها، أعلنت الامم المتحدة في جنيف، أمس، أن نحو 11 الف سوري لجأوا الى البلدان المجاورة، 9000 منهم الى تركيا و1000 الى الاردن و1000 الى لبنان، خلال الـ 24 ساعة الماضية.

إلى ذلك، استمرت العمليات العسكرية الواسعة في ريف دمشق حيث واصل الطيران الحربي السوري، أمس، قصف المدن والقرى.

وأفاد المرصد في بيانات متلاحقة ب«اشتباكات عنيفة» بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في منطقة البساتين الواقعة بين بلدة داريا في ريف دمشق وحي كفرسوسة في غرب العاصمة، مشيراً الى تعرض المنطقة «لقصف من صواريخ الطائرات الحوامة».

وذكر أن «القوات النظامية تنتشر في محيط البساتين تمهيدا لاقتحامها». وكانت هذه المنطقة شهدت اشتباكات عنيفة أول من أمس.

من جهتها، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان، ان القصف العنيف بقذائف الهاون والمدفعية يطال ايضاً نهر عيشة وحي الحجر الاسود في جنوب دمشق. كما نفذت طائرات حربية غارات جوية صباح أمس، على مناطق عدة في الريف، بينها مدينة دوما وبلدة عربين، بحسب المرصد.

وفي شريط فيديو نشره ناشطون على موقع «يوتيوب» ويحمل تاريخ أمس، يمكن مشاهدة طائرة حربية تلقي اربعة اجسام بيضاء فوق مدن الغوطة، بحسب ما يقول المصور، ثم تحدث انفجارات ضخمة ويتصاعد دخان ابيض كثيف. ويعلق المصور «تريد ان تموت او تعيش في سورية؟ أبشر يا بشار ستموت في سورية».

وفي بلدة معضمية الشام بريف دمشق قتل اربعة اشخاص في تفجير سيارة مفخخة امام مبنى بلدية المعضمية، بحسب المرصد الذي قال إن التفجير «أسفر عن سقوط اربعة شهداء بينهم سيدة».

وفي محافظة دير الزور (شرق)، قال المرصد إن 12 شخصاً على الأقل قتلوا في قصف تعرضت له بلدة القورية بشرق سورية، أمس، وألقى بالمسؤولية عن الهجوم على حكومة دمشق، فيما نفت السلطات صلتها به. وبدا ان لقطات وضعت على «يوتيوب» من القورية تحمل تاريخ التاسع من نوفمبر توضح خمس جثث على الاقل ترقد في الشارع وسط بركة من الدماء.

تويتر