غارات جوية بالقرب من العاصمة.. و«الحر» يسيطر على حواجز للجيش في ريف دمشق

خروقات جديدة للهدنة.. والإبراهـيمي ينوي تقديم «أفكار جديدة»

جانب من الدمار نتيجة قصف القـــــــــــــــــــــــــــــــــــــوات السورية بلدة عربين القريبة من دمشق. رويترز

سُجلت خروقات جديدة أمس لليوم الثالث على التوالي للهدنة التي دعا اليها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي، الذي يعتزم رغم ذلك مواصلة مهمته وتقديم «أفكار جديدة» لمجلس الأمن الشهر المقبل. وتمثلت الخروقات في غارات جوية سورية بالقرب من العاصمة، في حين سيطرت المعارضة المسلحة على حواجز للجيش في ريف دمشق.

ومنذ إعلان هدنة عيد الأضحى قبل ثلاثة أيام قتل أكثر من 250 شخصاً في القصف والمعارك بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ما يبدد أي أمل بالتوصل الى وقف للمعارك، بعد أكثر من 19 شهراً من الانتفاضة التي تحولت الى نزاع مسلح.

ويتوجه الإبراهيمي هذا الاسبوع الى الصين وروسيا مرة جديدة، لإقناع قادتهما بالتراجع عن عرقلة تحرك في مجلس الامن الدولي بشأن الازمة السورية.

وسيعود الابراهيمي في نوفمبر الى مجلس الامن الدولي بمقترحات جديدة لحمل الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة السورية الى طاولة المفاوضات، كما أكد دبلوماسيون أمميون لوكالة فرانس برس.

وقال دبلوماسي رفيع المستوى إن المبعوث الدولي «سيعود حاملاً بعض الافكار للتحرك الى مجلس الامن في مطلع الشهر المقبل».

وصرح دبلوماسي آخر بأن «العملية السياسية لن تبدأ قبل أن يكون الاسد والمعارضة قد تقاتلا إلى حد يقتنعان معه بانه لم يعد هناك من خيار آخر، لكنهما لم يصلا بعد الى (هذه النقطة)، إلا أن الابراهيمي لديه بعض الأفكار».

وتوجه الإبراهيمي إلى باريس في زيارة لفرنسا تستغرق يومين، يلتقي خلالها مع عدد من المسؤولين. وقالت مصادر كانت في وداع الإبراهيمي لدى مغادرته مطار القاهرة أمس، إن من المقرر أن يلتقي الإبراهيمي خلال زيارته مع عدد من المسؤولين الفرنسيين وممثلي المعارضة السورية، لبحث آخر تطورات الوضع في سورية، وسبل التوصل إلي حل للأزمة على ضوء الهدنة التي تم التوصل إليها خلال عيد الأضحى، والجولة التي قام بها في دول الجوار ومصر والسعودية.

والهدنة التي كان يفترض البدء بتنفيذها الجمعة لمناسبة حلول عيد الاضحى، لم تبصر النور، وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بتحمل المسؤولية عن ذلك.

ميدانياً، شنت القوات النظامية غارات جوية على مناطق بمحيط بلدات عربين وزملكا وحرستا، الواقعة على بضعة كيلومترات من العاصمة. وتصاعدت سحب الدخان من الغوطة الشرقية التي تحاول القوات منذ نحو أسبوع السيطرة على بلدات ومدن فيها، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان.

وفي العاصمة، دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في حي الحجر الاسود.

وفي ريف العاصمة أيضاً، أفاد المرصد عن مقتل ما لايقل عن أربعة عناصر من القوات النظامية، إثر هجوم نفذه مقاتلون من الكتائب الثائرة على حاجز للقوات النظامية في بلدة عين ترما، كما سيطر المقاتلون على مبنى البرج الطبي في دوما، الذي كان مركزا للقوات النظامية، بعد اشتباكات فجر أمس وعلى حاجزي الشيفونية ودوار الشهداء.

واستهدف قصف بلدة السبينة والمعضمية، أسفر عن إصابة أشخاص بجروح في المعضمية.

وذكر مدير المرصد رامي عبدالرحمن، أن ذلك يشير إلى أن النظام لا يستطيع السيطرة على المواقع مع الوقت.

ولم يكن الوضع أفضل في مناطق ثانية من البلاد، حيث دارت اشتباكات في أحياء من حلب وفي في محيط معسكر وادي الضيف بريف معرة النعمان التابع لمحافظة ادلب بين القوات النظامية ومقاتلين ينتمون الى تيارات اسلامية، حسبما أشار المرصد في بيانات متتالية امس.

وأفاد التلفزيون السوري في شريط عاجل أنه «في خرق جديد لوقف العمليات العسكرية، مسلحون يطلقون قذيفتي هاون على مبنى القصر البلدي في حلب، ما أدى الى وقوع اضرار مادية».

وفي شرق البلاد، تتعرض أحياء من مدينة دير الزور للقصف من قبل القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين من جبهة النصرة ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، عن مصدر مسؤول في دير الزور أن «وحدات من قواتنا المسلحة تصدت لمجموعة مسلحة خرقت وقف اطلاق النار قرب دوار الحميدية بالمدينة، وتعاملت معها ما ادى الى مقتل أبوالبراء الشيحلاوي ويدعى عمار نوار الهجر قيادي بتنظيم (القاعدة) مع اثنين من المسلحين».

وأضاف المصدر لوكالة سانا أن «وحدة أخرى من قواتنا المسلحة ردت على مجموعة اطلقت النار على حواجز الجيش وقوات حفظ النظام، وقضت على عدد منهم في حي الرشدية، عرف منهم غزوان الحسين الملقب ابومصعب متزعم احدى المجموعات المسلحة».

وقامت دمشق، بتوثيق خروقات التنظيمات المعارضة المسلحة برسالة وجهتها الى مجلس الأمن، مؤكدة التزامها بإيقاف العمليات العسكرية، حسبما أفاد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية وكالة فرانس برس.

وذكر المتحدث جهاد مقدسي في بريد إلكتروني للوكالة أن الحكومة السورية ملتزمة تماماً بإيقاف العمليات العسكرية، وفقاً لبيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة.

وأضاف «لكن الخروقات التي حصلت كانت ناتجة عن اعتداءات نفذ معظمها التنظيمات التي رفضت أصلاً الهدنة بموجب بيانات رسمية صادرة عنها»، موضحاً أن بلاده وثقت الخروقات برسائل لمجلس الأمن الدولي.

وأسفرت خروقات الهدنة التي يتبادل النظام والمعارضة الاتهامات حول القيام بها عن مقتل 114 شخصاً، أول من أمس، بينهم 47 مدنياً و31 منشقاً و36 عنصراً نظامياً، بحسب حصيلة اوردها المرصد في بيان منفصل صباح أمس.

تويتر