دمشق تعلن وقف العمليات اعتباراً من اليوم.. و«الحر» يطلب الإفراج عن السجناء

محققو الأمم المتحدة يؤكدون وقوع جرائم حرب في سورية

باولو بينييرو (يسار) يتحدث مع القاضية كارلا بونتي. أ.ف.ب

أكد محققو الأمم المتحدة في انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، امس، حدوث جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في سورية، قائلين انهم يسعون الى زيارة دمشق. وتزامن هذا التأكيد مع وقوع اشتباكات وقصف في مناطق عدة، وسيطر الجيش الحر على حي الأشرفية الاستراتيجي وسط حلب، عشية هدنة عيد الأضحى المبارك، التي دعا اليها الموفد الأممي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، فيما أعلن الجيش السوري وقف العمليات العسكرية اعتباراً من منتصف الليلة الماضية حتى يوم الإثنين، عملاً بهدنة عيد الأضحى التي اقترحها الإبراهيمي، محتفظاً بحقه في الرد في حال استمرار اعتداءات «الجماعات المسلحة»، أو قيامها بتعزيز مواقعها، أو الحصول على الامداد بالعناصر والذخيرة، بينما أعلن قائد الجيش الحر أن مقاتليه سيلتزمون بالهدنة، لكنه يطلب الإفراج عن السجناء اليوم.

وتفصيلاً، قالت القاضية السويسرية كارلا ديل بونتي عضو لجنة الأمم المتحدة للتحقيق حول سورية للصحافيين في جنيف، ان جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية تحدث بالتأكيد في سورية، مشيرة الى تشابهها مع جرائم حققت فيها في بلدان اخرى.

وأضافت ديل بونتي ان «التشابه هو في تعاملنا مع الجرائم نفسها، جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب». وتابعت ديل بونتي التي التحقت باللجنة بعد تقاعدها، انها ستشارك في التحقيق العام في رصد وتوثيق الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان، لكنها اوضحت انها قد تركز على تحديد الشخصيات السياسية والعسكرية العالية المستوى (المسؤولة عن هذه) الجرائم.

من جهته، اعلن رئيس لجنة التحقيق البرازيلي باولو بينييرو، أن اللجنة طلبت من الرئيس السوري بشار الاسد السماح لها بالدخول الى سورية.

وقال «نتوقع ان يستقبلنا في دمشق».

ويجمع الفريق الذي يقوده الخبير البرازيلي أدلة وشهادات عن الأعمال الوحشية التي ارتكبتها القوات الحكومية السورية ومقاتلو المعارضة خلال الصراع الذي بدأ منذ 19 شهراً.

وأضاف بينييرو للصحافيين في جنيف «قررنا إرسال خطاب للرئيس بشار الأسد ندعو فيه الى اجتماع سيكون من المهم جدا اذا استطاع استقبالنا».

وتابع «نعتزم التوجه الى هناك دون شروط للقاء الرئيس الاسد لبحث مسألة دخول لجنتنا الى سورية». وزار بينييرو دمشق بصفته الشخصية في يونيو لاجراء محادثات مع كبار المسؤولين السوريين.

وشكلت اللجنة قبل اكثر من عام لكنها لم تحصل بعد على اذن بالدخول الى سورية. لكنها اجرت مقابلات مع اكثر من 1000 من ضحايا النزاع والمتورطين فيه. وقد ذكرت سابقا ان جرائم حرب ارتكبت على ما يبدو من قبل النظام وبدرجة اقل من قوات المعارضة.

وأعد المحققون قائمة سرية بأسماء أفراد سوريين ووحدات يشتبه في ارتكابهم لجرائم حرب منها القتل والتعذيب يقولون انها قد تمهد الطريق لمحاكمة جنائية مستقبلاً.

ميدانياً أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس، بأن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في حيي السيريان الجديدة والسبيل بمحافظة حلب. وذكر المرصد، في بيان، أن ذلك يأتي وسط أنباء عن سيطرة مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة على المستشفى السوري الفرنسي بحي السيريان الجديدة بينما تدور اشتباكات عنيفة في محيط مبنى فرع الامن الجنائي بحي السيريان.

وأضاف المرصد أن أحد قادة الكتائب الثائرة المقاتلة في بلدة النعيمة بمحافظة درعا استشهد اثر كمين نصبته له القوات النظامية على طريق درعا النعيمة - ام المياذن. وذكر المرصد أن ثلاثة سوريين قتلوا اثر القصف الذي تعرضت له مدينة الرستن بمحافظة حمص. وقال المرصد إن اشتباكات دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف بمحافظة ادلب، كما تدور اشتباكات في محيط بلدة سلقين اثر هجوم نفذه مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة على حاجز رجب للقوات النظامية. وتعرضت مدينة حرستا في ريف دمشق والبلدات المحيطة بها للقصف صباح امس، وذلك غداة يوم دام سقط فيه 199 قتيلاً في مناطق سورية مختلفة، منهم 50 مدنيا في ريف العاصمة، بحسب المرصد. وفي الرقة استولى مقاتلون معارضون امس على حاجز عسكري بعدما هاجموا فجر امس حاجز رنين العسكري قرب بلدة سلوك، ما ادى الى استيلاء المقاتلين على الحاجز، مشيراً الى مقتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية، واستحواذ المقاتلين على اسلحة وذخائر ودبابة.

وفي محافظة حماة افاد المرصد بوقوع انفجار في حي الشريعة في مدينة حماة وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة.

وفي حلب، دارت اشتباكات في حي الحمدانية، ودخل المقاتلون المعارضون الى حي الأشرفية ذات الأغلبية الكردية شمال غرب حلب، حيث سيطروا على القسم الشمالي من الحي، بينما تدور اشتباكات للسيطرة على حي السريان الواقع جنوب الأشرفية. وعشية هدنة العيد اعربت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس، عن تشككها حيال مشروع الوسيط الاخضر الابراهيمي لوقف اطلاق النار في سورية، خلال عيد الاضحى، معتبرة ان هناك نقصاً في الصدقية لدى النظام السوري. وقالت بعد مناقشة مجلس الامن للتقرير الذي رفعه الابراهيمي «هناك الكثير من الشكوك، وهي في محلها، حول آفاق ارساء وقف لاطلاق النار «حتى ان كان مؤقتاً (في سورية) نظراً الى اللائحة الطويلة من الوعود التي لم يحترمها (بشار) الأسد». ودعت موسكو امس، المعارضة السورية الى الالتزام بالهدنة المقترحة خلال عيد الأضحى، التي أعتبرت أن هناك إمكانية لتمديدها لأيام عدة. من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب انتهاء مباحثاته مع نظيره السويسري ديدييه بوركهالتر في موسكو، إن موسكو تأمل أن تتحقق الهدنة المعلنة في سورية لمناسبة عيد الأضحى. وقال إن تسوية الأزمة يجب أن تكون بالطرق السياسية فقط، مشيراً إلى أن هذا يعتمد على الإسراع في وقف أعمال العنف ودخول الأطراف كافة في حوار، من دون شروط مسبقة، ما سيسمح بالخروج من الأزمة بأقل الخسائر.

تويتر