انفجار في ساحة باب توما في دمشق.. والأسد يدعم بشروط جهود الحل السياسي

الإبراهيمي يدعو أطراف الأزمة في سورية إلــى هدنة «بقرار منفرد»

صورة

دعا الموفد الأممي والعربي إلى سورية الاخضر الابراهيمي، بعد لقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد، أمس، في دمشق، طرفي النزاع إلى وقف القتال «بقرار منفرد» خلال عيد الاضحى، بالتزامن مع وقوع انفجار في حي باب توما المسيحي في العاصمة، اوقع 15 قتيلاً، بينما استمرت العمليات العسكرية في مناطق عدة، وبلغت حصيلة قتلى اعمال العنف 55 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتفصيلاً، قال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السورية إثر لقائه الاسد: «اوجه النداء الى الجميع لان يتوقفوا بقرار منفرد عن استعمال السلاح أثناء العيد»، مشيراً الى ان كل طرف يمكن أن يبدأ بهذا «متى يريد اليوم أو غداً».

وأوضح الإبراهيمي أنه سيعود الى دمشق بعد عيد الاضحى الذي يوافق أول ايامه الجمعة المقبل.

وقال ان دعوته موجهة الى «كل سوري سواء كان في الشارع أو القرية أو مسلحاً في جيش سورية النظامي أو من هم معارضون للدولة السورية».

وأكد أن دعوته لوقف القتال خلال العيد مبادرة شخصية وليست مشروعا مطولا أو جزءا من عملية سلام، معبراً عن أمله أن يكون العيد هادئاً إذا لم يكن سعيداً.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» عن الاسد تأكيده خلال الاجتماع ان «سورية تدعم جهود المبعوث الاممي ومنفتحة على أي جهود مخلصة لإيجاد حل سياسي للازمة على أساس احترام السيادة السورية ورفض التدخل الخارجي».

وأضاف أن «اي مبادرة أو عملية سياسية يجب ان تقوم في جوهرها على مبدأ وقف الارهاب وما يتطلبه ذلك من التزام الدول المتورطة في دعم وتسليح وايواء الإرهابيين في سورية بوقف القيام بمثل هذه الاعمال».

وأعلن الإبراهيمي أنه اجرى اتصالات مع عدد من مسؤولي المعارضة السورية في الداخل والخارج، موضحاً انهم ابدوا «تجاوبا كبيرا جدا». وكانت دمشق جددت أول من امس خلال لقاء الابراهيمي مع وزير الخارجية وليد المعلم استعدادها لاجراء حوار وطني في سورية للخروج من الأزمة بعيداً عن اي تدخل خارجي. وقالت الخارجية السورية في بيان إن مباحثات المعلم والابراهيمي تناولت ما تقدمه سورية لتسهيل مهمة الاخضر الابراهيمي، إضافة لما هو مطلوب من قبل بقية الأطراف التي تقوض مهمة الإبراهيمي عبر استمرار تسليح وإيواء وتدريب وتمويل المجموعات المسلحة.

ميدانياً، قتل 15 شخصاً وأصيب 15 آخرون بجروح في انفجار قرب قسم للشرطة في حي باب توما المسيحي في دمشق أمس، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وأوضح المرصد أنه لم يتبين بعد ما إذا كان الضحايا من عناصر الشرطة أو المدنيين.

وأعلنت مصادر طبية سورية مقتل 15 شخصاً وإصابة 15 آخرين في حصيلة أولية لانفجار السيارة المفخخة في ساحة حي باب توما في المدينة القديمة في دمشق. وقالت المصادر إنه وصلت إلى المستشفيات نحو 15 جثة وأكثر من 15 جريحاً حالاتهم متوسطة وخفيفة ووقع الانفجار بالقرب من مخفر للشرطة محاطاً بعدد من المباني السكنية والمحال التجارية والدور القديمة التي تحولت إلى مقاه ومطاعم هي الأكثر جذباً لكل الزائرين من الداخل والخارج.

وحدث الانفجار قبل خروج الطلاب من مدارسهم، حيث يوجد عدد من المدارس لمختلف المراحل العمرية في محيط الانفجار، وأصاب الذعر سكان المنطقة ذات الغالبية المسيحية.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها أن الانفجار نتج عن عبوة ناسفة وضعتها مجموعة مسلحة تحت سيارة في ساحة باب توما بدمشق.

وأحدث الانفجار أضراراً مادية في المكان، بحسب التلفزيون السوري.

ويعتبر حي باب توما أحد أعرق أحياء المدينة القديمة في العاصمة السورية، وهو أحد أبواب دمشق السبعة، تحول في السنوات الأخيرة إلى منطقة جذب بارزة لكل الزائرين من داخل وخارج سورية، وفيه تقع أهم دور العبادة المسيحية تاريخياً ومن أحد أبوابه استقبل مسيحيي دمشق الإسلام.

وشهد محيط حي باب توما في الاول من اغسطس الماضي للمرة الاولى اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، تسببت في سقوط قتيل على الأقل. ويقع الحي المسيحي في وسط دمشق القديمة ويتميز بوجود فنادق وحركة سياحية لافتة فيه.

وشهد حي العسالي في جنوب العاصمة صباح أمس اشتباكات عنيفة، بحسب المرصد، تلت اشتباكات في حي تشرين في المنطقة نفسها. وأفاد المرصد عن قصف واشتباكات في مناطق من ريف دمشق. وأشار إلى انتشال ست جثث لسيدة وخمسة أطفال من تحت الانقاض في بلدة سقبا في ريف دمشق التي شهدت قصفاً عنيف من القوات النظامية منذ أيام. في حلب في شمال البلاد، أفاد المرصد عن انفجار سيارة مفخخة في حي السريان في المدينة، ما أدى إلى سقوط جرحى.

وذكر مراسل وكالة «فرانس برس» نقلا عن مصدر أمني أن الانفجار نتج عن تفجير انتحاري نفسه بسيارته قرب المشفى الفرنسي. وشاهد المراسل أشلاء بشرية في مكان الانفجار وأضراراً مادية في السيارات والابنية. وعلى مقربة من المكان ثكنة طارق بن زياد التي تعرضت خلال الاسبوعين الماضيين لأكثر من هجوم من مجموعات معارضة. وقال المرصد وناشطون إن بعض احياء حلب شهدت، أمس، قصفاً او معارك.

وذكرت لجان التنسيق المحلية ان اشتباكات عنيفة وقعت أيضاً بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في حي الميدان (وسط حلب). وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، تستمر الاشتباكات، بحسب المرصد، عند المدخل الجنوبي لمدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون قبل أكثر من أسبوعين وتحاول القوات النظامية استعادتها.

وتأتي هذه الاحداث غداة يوم دام قتل فيه 130 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية. وتجاوزت حصيلة القتلى في سورية 34 ألف قتيل منذ منتصف مارس ،2011 بحسب المرصد السوري.

تويتر