تظاهرات في جمعة «نريد سلاحاً لا تصريحات».. و«الجيش الحر» يسيطر على قاعـدة للدفاع الجوي في ريف دمشق

القوات السورية تقصف حمص بـالطيران الحربي للمرة الأولى

صورة

قصفت القوات النظامية السورية، أمس، مدينة حمص بالطيران الحربي للمرة الأولى، وحاولت اقتحام أحياء قديمة في المدينة يسيطر عليها الجيش السوري الحر الذي أعلن عن سيطرته على قاعدة للدفاع الجوي تضم مخزناً للصواريخ في الغوطة الشرقية بريف دمشق. في وقت شهدت فيه مناطق سورية تظاهرات عدة، على الرغم من أعمال العنف المستمرة، طالبت بتسليح المعارضة وإسقاط نظام الرئيس بشار الاسد في جمعة «نريد سلاحاً لا تصريحات لحماية أطفالنا من القتل».

وجددت القوات النظامية السورية، أمس، قصفها لمناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون، لا سيما في حمص حيث استخدمت للمرة الاولى منذ اندلاع النزاع الطيران الحربي في قصف المدينة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن حي الخالدية بحمص يتعرض «لقصف هو الاعنف منذ خمسة اشهر حيث شاركت طائرة حربية لأول مرة باستهداف الحي»، تزامناً مع قصف بالمدفعية وقذائف الهاون وتعزيزات في محيطه.

كما أوردت «الهيئة العامة للثورة السورية» ان الحي يتعرض لقصف عنيف «بقذائف الهاون والمدفعية ومن قبل الطيران الحربي (الميغ) التابع لقوات الأمن وجيش النظام، بالتزامن مع انفجارات هائلة تهز الحي وتصاعد أعمدة الدخان في سماء المدينة».

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس» «يبدو ان (مجال) استخدام الطيران الحربي ليس مفتوحاً، لذا يحاول النظام ان يحقق مكاسب قدر الإمكان». وأضاف أن «النظام يريد ان يحسم في حمص، والقوات النظامية هي التي تحاول فتح محاور جديدة»، لا سيما في وسط المدينة.

وأوضح عبدالرحمن ان معظم أحياء حمص القديمة لا سيما جورة الشياح والخالدية «هي تحت سيطرة الثوار».

وكان المرصد افاد الليلة قبل الماضية، بأن القوات النظامية استهدفت مدينة الرستن في حمص «واشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة لدى محاولتها اقتحام المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ شهر فبراير الماضي».

من جهته، قال ناشط في حمص عرف عن نفسه باسم «أبورامي» لـ «فرانس برس» عبر سكايب إن «الأيام القليلة الماضية شهدت محاولات عدة من النظام لاقتحام احياء حمص القديمة»، مشيراً الى تعرض احياء عدة للقصف، أمس، لا سيما الحميدية وباب هود وجورة الشياح والقصور والخالدية.

كما شهدت مناطق سورية عدة، أمس، أعمال عنف، غداة يوم دام راح ضحيته 170 قتيلاً هم 74 مدنياً و48 مقاتلاً معارضاً و48 جندياً نظامياً، بحسب المرصد.

وفي حلب (شمال) العاصمة الاقتصادية للبلاد، يتعرض حي الصاخور شرق المدينة لقصف عنيف «بالتزامن مع اشتباكات عنيفة» قرب دوار الصاخور، بحسب المرصد. لكن وكالة الانباء السورية (سانا) قالت إن «قواتنا المسلحة ملاحقة فلول الإرهابيين في عدد من المناطق وتمكنت من القضاء على عدد كبير منهم». وأضافت أن القوات المسلحة «طهرت منطقة دوار الصاخور من الإرهابيين المرتزقة».

وقالت إن ثلاث فتيات قتلن بقذيفة هاون أطلقتها «مجموعة إرهابية مسلحة» على منطقة الميدان بحلب.

وتشهد المدينة منذ 20 يوليو الماضي قصفاً واشتباكات، بعدما بقيت مدة طويلة في منأى عن اعمال العنف المستمرة في سورية منذ منتصف مارس .2011

وفي ريف دمشق قصفت القوات النظامية مدينة حرستا وضاحية قدسيا، غداة مقتل 21 عنصراً على الاقل من قوات الحرس الجمهوري في تفجير وإطلاق نار.

وتقوم القوات النظامية بتشديد حملتها على مناطق في ريف العاصمة حيث عزز المقاتلون المعارضون وجودهم.

وقال مقاتلون من المعارضة السورية انهم سيطروا على قاعدة للدفاع الجوي بها مخزن للصواريخ خارج دمشق، في ما يمثل تقدما نادرا في المدينة التي تسيطر عليها قوات الرئيس بشار الأسد.

وأظهر فيديو نشر على موقع «يوتيوب» عشرات من مقاتلي المعارضة وهم يرتدون زياً عسكرياً ويحتفلون بينما تصاعد الدخان الاسود من منشأة عسكرية خلفهم. وقال رجل متوسط العمر يحمل بندقية ان كتيبة معارضة من بلدة دوما شنت الهجوم على القاعدة الواقعة في منطقة الغوطة الشرقية. وتقع المنطقتان على بعد بضعة كيلومترات الى الشرق من دمشق. وقال مقاتلو المعارضة ان الهجوم وقع أول من أمس.

وأظهر فيديو آخر قوات معارضة في مخزن الاسلحة الموجود بالقاعدة، الذي كان فيه جزء من صاروخ سطح جو في ما يبدو.

كما أسقط الجيش السوري الحر مروحية عسكرية سورية في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بحسب المرصد الذي قال في بيان إن المقاتلين المعارضين أسقطوا حوامة فوق بلدة سقبا بالغوطة الشرقية «ولا يعلم مصير طاقمها المكون من اربعة ضباط اذا ما كانوا قتلوا أو اسروا». من جهتها، افادت «الهيئة العامة للثورة السورية» بأن «الطيارين هبطوا بالمظلات في البساتين الواصلة بين المحمدية وكفربطنا وتم أسرهم فوراً».

وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» اشرطة مصورة لسقوط الطائرة، تظهر أحد المقاتلين على ظهر شاحنة صغيرة مزودة برشاش مضاد للطائرات، بينما قام آخرون بإطلاق النار في الهواء ابتهاجاً. وسمع صوت المصور وهو يقول «الله اكبر. لواء ابو موسى الاشعري. الله اكبر. اسقاط طائرة مروحية».

وفي محافظة الرقة (شمال)، افاد المرصد عن اشتباكات في بلدة معدان بريف الرقة، في حين نفذت القوات النظامية حملة اعتقالات في مدينة الرقة.

وشهدت مناطق عدة في درعا (جنوب) وادلب (شمال غرب) ودير الزور (شرق) قصفاً واشتباكات، بحسب المرصد.

إلى ذلك، شهدت مناطق سورية عدة تظاهرات طالبت بتسليح المعارضة واسقاط نظام الاسد.

وتخلل تظاهرات «جمعة نريد سلاحاً لا تصريحات لحماية اطفالنا من القتل» اعتقال القوات النظامية 20 شخصاً في حماة، بحسب المرصد. وبث ناشطون على شبكة الانترنت اشرطة مصورة تظهر عدداً من التظاهرات في مناطق عدة، منها في حي بستان القصر جنوب مدينة حلب (شمال).

وفي دوما بريف دمشق، هتف العشرات خارج أحد مساجد البلدة «جايينك يا شام جايينك يا شام، لندوس الاسد وندعس عالنظام».

وفي حماة (وسط)، افاد المرصد باعتقال القوات النظامية 20 مواطناً اثر خروج تظاهرة في حي القصور، في حين شهدت احياء الحميدية وجنوب الملعب والفراية والعليلات والاربعين والجراجمة وطريق حلب تظاهرات «طالبت بإسقاط النظام ودعم الكتائب الثائرة»، بحسب المرصد. كما افادت الهيئة العامة للثورة السورية بـ«إطلاق نار متقطع من قبل قوات الامن وجيش النظام على ابراج الاوقاف (في حي الحميدية) لتفريق المتظاهرين». وفي كفرنبل بمحافظة إدلب (جنوب غرب) التي عرفت بشعاراتها الساخرة، رفع المشاركون في التظاهرات لافتة كتب فيها «كفرنبل تدين بشدة اعتداء العدو الأسدي على الجارة التركية وتدعو جميع الاطراف لضبط النفس». وفي حاس بإدلب ايضاً، سار الأولاد حاملين لافتات كتب فيها «نعم يئسنا من العالم ولكن أنى نيأس من روح الله»، و«السيد (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) اردوغان للتاريخ عيون.. وليس آذان فقط». كما خرجت تظاهرات في درعا (جنوب) والحسكة (شمال شرق) وحمص (وسط).

تويتر