معارك عنيفة في حلب وإسقاط مقاتلة في الشمال.. وفرنسا تفكر في إقامة منطقة حظر جوي

«الجيش الحر» ينقل قيادته من تركيا إلى داخل سورية

الأسعد قال إن جهات إقليمية عرضت على قيادة الجيش الحر صفقات مشبوهة. أ.ف.ب

أعلن الجيش السوري الحر المعارض للنظام السوري، أمس، نقل قيادته المركزية من تركيا الى المناطق المحررة داخل سورية، وفيما قتل 11 جندياً سورياً وخمسة مسلحين في معارك وهجمات استهدفت حواجز للجيش في محافظة حلب، قامت قوات النظام بحملة اعتقالات في درعا، بينما تحدث معارضون عن اسقاط مقاتلة أثناء تحليقها فوق بلدة الأتارب بشمال سورية، واشتباكات بالقرب من نقطة حدودية مع الأردن، وأعادت فرنسا طرح فكرة إقامة منطقة حظر جوي تطالب بها المعارضة السورية.

وتفصيلاً، قال قائد مجموعة الجيش السوري الحر رياض الأسعد في شريط فيديو بث على الانترنت في رسالة موجهة الى الشعب السوري، انه تم نقل المركزية من تركيا التي استقر فيها منذ أكثر من عام الى المناطق المحررة داخل سورية. وأضاف «نزف لكم خبر دخول قيادة الجيش الحر الى المناطق المحررة بعد ان نجحت الترتيبات في تأمين المناطق المحررة لبدء خطة تحرير دمشق قريباً».

واتهم رياض الأسعد، جهات إقليمية ودولية بعرض صفقات، وصفها بالمشبوهة، عليها. وتلا الأسعد في فيديو بُث على موقع «يوتيوب» واعتبره البيان رقم واحد للجيش الحر من الداخل، قال فيه «منذ خروجنا من أراضي الوطن تعرضنا في قيادة الجيش الحر لشتى أنواع الضغوط الإقليمية والدولية والحصار المادي والإعلامي للانحراف بالثورة عن أهدافها وغاياتها النبيلة، والدخول في صفقات مشبوهة مع الأطراف الخارجية لنكون البديل عن النظام مقابل شروط يرفضها الشـعب السوري وجيشه الحر».

وقال إن الجيش الحر يعاهد الشعب السوري على عدم قبول أي مساومة على ثورته وهويته ودينه وحريته ووحدته وسيادته واستقلاله.

وأكد أن الجيش الحر يرفض أن يكون بديلاً عن النظام ويرفض المساومة على سيادة سورية واستقلالها وحقوق شعبها، مشيراً إلى أن الجيش الحر يهدف إلى إقامة نظام سياسي يمثل مكوّنات الشعب السوري كافة، يكون بديلاً عن النظام ويكون هذا الجيش جزءاً منه.

وقال خبير في الشؤون السورية رفض كشف هويته لـ«فرانس برس، إن «المجتمع الدولي يمارس ضغوطا على الجيش السوري الحر لتوحيد صفوفه، لأنه قلق حيال تصاعد (نفوذ) الاسلاميين في صفوف المسلحين» السوريين.

وأكد رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ لـ«فرانس برس»، أن «عملية الانتقال هذه ستتيح للقيادة ان تكون اقرب من المقاتلين».

وكان الشيخ اعلن في الخامس من سبتمبر الجاري، لـ«فرانس برس»، أن قادة الجيش الحر يحاولون اصلاحه لتجاوز الانقسامات الداخلية، ومواجهة انتشار مجموعات تتحرك باسمه ولكن في شكل ذاتي.

واعتبر انه لابد من اعادة هيكلة الجيش الحر، لإقناع المجتمع الدولي الذي لايزال مترددا في تسليح المقاتلين المعارضين «بذريعة ان الجيش الحر ليس مؤسسة فعلية».

وأوضح ان الجيش الحر يضم آلافا عدة من المقاتلين، بينهم منشقون ومدنيون مسلحون، اضافة الى 3000 ضابط منشق من رتب مختلفة.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان، ان معارك الأمس أدت الى مقتل 69 شخصاً وفق حصيلة مؤقتة. وأضاف المرصد ان معارك عنيفة دارت في بلدتي اورم وكفر جوم غرب محافظة حلب.

وشن المعارضون هجمات على حواجز للجيش في ابزمو، حيث قتلت امرأة جراء القصف. وتقع هذه البلدات غرب المحافظة قرب الحدود مع تركيا.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، «لا وجود للدولة في هذه المنطقة عدا بعض النقاط العسكرية والمراكز الادارية».

وأضاف ان النظام يسعى بأي ثمن لمنع المسلحين المعارضين من وصل هذه المنطقة في محافظة حلب بمحافظة ادلب لأن ذلك سيضمن سيطرتهم على منطقة واسعة على الحدود مع تركيا.

وفي داخل مدينة حلب، ثاني مدن البلاد، ترددت أصداء قصف مدفعي عنيف فجر أمس، كما ذكر مراسل وكالة «فرانس برس».

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان خمسة أفراد من عائلة واحدة بينهم اطفال، قتلوا في قصف استهدف مبنى في حي ميسر شرق المدينة. وتوقع المرصد ارتفاع عدد الضحايا حيث لايزال العديد من الاشخاص تحت الانقاض.

وقال المرصد السوري ان أحياء القاطرجي والشعار والصخور وهنانو والعرقوب (شرق) والمرجة (جنوب) تعرضت للقصف فجراً. وتشهد حلب معارك حاسمة للسيطرة عليها منذ شهرين.

وأفاد التلفزيون السوري الرسمي من جانبه، بأن القوات النظامية شنت عمليتين نوعيتين في حي الشعار شرق حلب مكبدة المســلحين المعارضــين خسـائر جسـيمـة. واضاف التلفزيون ان الجيش استهدف تجمعات لهم في المركز الثقافي في هنانو (شرق المدينة) وقتل عددا كبيرا منهم. وفي الجنوب، في محافظة درعا، نفذت قوات الامن حملة اعتقالات ودهم واسعة في منطقة الحارة واندلعت معارك في داعل.

وأكد عبدالرحمن ان قوت الامن تعتقل العشرات يومياً في درعا، مهد الاحتجاجات التي انطلقت في ربيع ،2011 وان البعض يتم إطلاق سراحهم، ولكن عدد المعتقلين غير معروف.

من جانبها، أعلنت التنسيقية العامة للثورة السورية ان قوات النظام داهمت بلدة هيت في درعا وقصفتها ثم احرقت ونهبت عددا من المنازل.

وأعلنت هيئة التنسيق في بيان أمس ان ثلاثة من اعضائها المختطفين الذين اعلنت فقدان الاتصال بهم عند عودتهم من الصين مساء الخميس، هم في شعبة المخابرات الجوية.

وفي حرستا قرب دمشق، قتل جندي فار خلال معارك اندلعت على اثر عمليات قصف مدفعي استهدفت جديدة عرطوز التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون، حيث أرسل الجيش تعزيزات مع الفجر.

وفي حمص، قتل جندي واحد على الاقل في مواجهات على مشارف المدينة القديمة. وبالقرب من حمص، قتل اربعة جنود في هجوم استهدف سيارتهم.

كما قتل ثلاثة مسلحين معارضين في الرستن في محافظة حمص. ويسيطر المسلحون المعارضون على الرستن التي تتعرض للقصف.

في الاثناء، قال شاهد إن مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد أسقطوا مقاتلة أثناء تحليقها فوق بلدة الأتارب شمال سورية.

وأضاف الشاهد، وهو صحافي مستقل طلب عدم نشر اسمه، أن مقاتلي المعارضة كانوا يهاجمون قاعدة عسكرية قرب البلدة عندما حلقت الطائرة وأسقطها مقاتلو المعارضة بنيران أسلحة مضادة للطائرات.

وكشف ناشطون معارضون سوريون عن وقوع اشتباكات أمس بين القوات الحكومية السورية والمعارضين بالقرب من نقطة حدودية أردنية.

وقال الناشطون ان القتال المصحوب بقصف عنيف من القوات الحكومية، اندلع بالقرب من نقطة نصيب الحدودية الواقعة على طريق سريع يربط العاصمتين السورية والأردنية.

وفي روما، اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري، أبرز تحالف معارض، عبدالباسط سيدا، ان النزاع بلغ حداً بالغ الخطورة من شأنه التسبب بوضع كارثي ومزيد من التطرف في الدول المجاورة.

وعادت الى الواجهة فكرة اقامة منطقة حظر جوي التي تطرق اليها المجتمع الدولي في اغسطس الماضي، وتطالب بها المعارضة السورية لمنع الغارات الجوية للقوات الحكومية على أحياء يسيطر عليها المسلحون، حيث اعلن مسؤول فرنسي كبير ان فرنسا مازالت تفكر مع شركائها في منطقة حظر جوي محتملة فوق سورية مع اقراره بأن هذا المشروع الذي يتطلب قراراً من مجلس الامن الدولي غير قابل للتطبيق حاليا.

وقال هذا المسؤول الفرنسي في واشنطن «لسنا نعمل نحن فقط، ولكن الكثير من الدول تعمل على مسألة الحظر الجوي هذه، ولكن من الواضح انه في الوقت الراهن من الصعب جداً تطبيقه».

وأضاف المسؤول الفرنسي الذي كان يتحدث للصحافيين «نتحدث مع جميع شركائنا، الاتراك والاميركيين والبريطانيين وآخرين ولكن لم نتخذ قراراً سياسياً حتى الآن لإقامة منطقة حظر جوي في المستقبل القريب».

تويتر