«الوطني» يعلن أحياء دمشق الجنوبية مناطق منكوبة.. وكي مون يتخوف من قتال «حتى النهاية»

مجزرة جديدة في الرقة.. وإسقاط مروحية للجيش السوري في دوما

عناصر من «الجيش الحر» في حلب يستعدون لمواجهة مع القوات السورية. رويترز

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مجزرة جديدة ارتكبتها قوات النظام السوري، امس، في الرقة، راح ضحيتها 110 أشخاص، إثر قصف طائرات النظام محطة للوقود في الرقة. وفيما اسقطت المعارضة السورية مروحية تابعة للقوات النظامية في دوما بريف دمشق، اعلن المجلس الوطني المعارض الأحياء الجنوبية في العاصمة مناطق منكوبة، مع اشتداد القصف على الاحياء الجنوبية كذلك في مدينة حلب ودير الزور، بينما تخوف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من تصميم الطرفين في سورية على القتال «حتى النهاية».

وتفصيلاً سقط 110 أشخاص بين قتيل وجريح في انفجار محطة للوقود في محافظة الرقة في شمال سورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد ان 110 اشخاص بين شهيد وجريح سقطوا اثر انفجار في محطة للوقود في قرية عين عيسى بريف الرقة، ناقلاً عن ناشطين في المنطقة انه نجم عن قصف بالطيران.

واوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان 30 شخصاً على الاقل قتلوا وجرح 83 آخرون، متحدثاً عن معلومات غير مؤكدة عن تخطي عدد الضحايا 54 قتيلاً. وقال ناشط اعلامي في الرقة عرف عن نفسه باسم (ابومعاوية) في اتصال مع «فرانس برس» عبر «سكايب» ان طائرة حربية تابعة للقوات النظامية ألقت برميلا متفجرا على محطة هشام، وهي الوحيدة التي مازالت تبيع الوقود في المنطقة.

واشار الناشط الى ان عددا كبيرا من الناس يصطفون عادة للحصول على الوقود من هذه المحطة «وهذا ما يرجح ارتفاع عدد الضحايا»، على حد قوله.

في الأثناء، تحطمت مروحية تابعة للجيش السوري صباح امس، في منطقة ريف دمشق بنيران المقاتلين المعارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي قال ان اعمال العنف في مناطق مختلفة من سورية اوقعت 41 قتيلاً. وجاء في بيان للمرصد السوري «سقطت طائرة مروحية في منطقة تل الكردي قرب مدينة دوما، وبحسب نشطاء من المنطقة ان الطائرة أسقطت بنيران الكتائب الثائرة المقاتلة».

وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) افادت عن تحطم المروحية جنوب شرق دوما، من دون ان تقدم تفاصيل اضافية.

وأوردت تنسيقية دوما الناشطة على الأرض من جهتها في بريد إلكتروني انه تم اسقاط طائرة مروحية للنظام في منطقة تل كردي، بعد تحليق طائرات الميغ فوق المدينة وسماع صوت انفجارات ضخمة جدا من جهة بعيدة. وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» ان العملية ترافقت مع قصف عنيف بالمروحيات والمدفعية لمنطقة الغوطة وغيرها من مناطق ريف دمشق المجاورة لدوما، التي تكثر فيها تجمعات الثوار.

وتعرضت دوما التي دخلت بعد اشهر من الانتفاضة على نظام الرئيس بشار الأسد تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، لعمليات اقتحام متعددة انتهت باستعادة قوات النظام السيطرة عليها.

وفي دمشق، قتل ثلاثة اشخاص واعتقل العشرات اثر اقتحام القوات النظامية السورية حديقة فلسطين في مخيم اليرموك في جنوب العاصمة، بحسب ما ذكر المرصد الذي اشار الى وجود نازحين من حي الحجر الاسود (جنوب) في المخيم. وكانت القوات النظامية اقتحمت، اول من امس، حي الحجر الأسود حيث افيد عن عشرات القتلى والعثور على جثث مصابة بطلقات نارية مباشرة خلال الأيام القليلة الماضية.

واعلن المجلس الوطني السوري المعارض الأحياء الجنوبية من العاصمة مناطق منكوبة. وقال في بيان ان «ما يجري في حي الحجر الأسود يتكرر في احياء دمشق الجنوبية: القدم والعسالي والحجر الأسود والتضامن ومخيم اليرموك»، مطالباً العالم بالعمل على وقف القصف فوراً والسماح بدخول «الصليب الأحمر» واسعاف الجرحى.

كما حذر البيان من مجازر، وناشد الجيش الحر التدخل واستهداف كتائب الأسد المتوزعة في الثكنات العسكرية القريبة للتخفيف عن المدنيين المتبقين، وفتح ثغرة تمكنهم من النزوح الى الأحياء المجاورة.

وفي حلب، تتعرض احياء عدة لقصف عنيف لاسيما في جنوب المدينة، بحسب المرصد الذي اشار الى ان حي بستان القصر يتعرض لقصف هو الأعنف منذ بداية الثورة.

ونقل مراسل «فرانس برس» عن مصدر عسكري ان القوات النظامية استهدفت تجمعاً لمسلحي المعارضة في منطقة بستان القصر ومنطقة بستان الزهراء المجاورة لها.

كما افاد المصدر عن قيام سلاح المدفعية في الجيش السوري باستهداف تجمع كبير لمسلحي المعارضة في محيط جامع جمال في حي الكلاسة (جنوب).

وتعرضت احياء المرجة والصالحين والفردوس في جنوب المدينة للقصف، بحسب المرصد.

ونقل سكان في شرق حلب ان القوات النظامية استخدمت سلاح الجو في استهداف تجمع للمقاتلين المسلحين في حي طريق الباب (شمال شرق). كما قصفت القوات السورية منطقة دير الزور.

وفي محافظة حمص ، افاد المرصد عن تعرض حي بعلبة في المدينة للقصف، تزامناً مع وقوع اشتباكات في تلبيسة والأطراف الشمالية لمدينة الرستن في ريف حمص.

واعلنت «جبهة النصرة» الإسلامية في شريط فيديو على الانترنت استخدام سيارة مفخخة من دون سائق تقاد بالتحكم عن بُعد، في استهداف تجمع لـ«شبيحة» مؤيدين للنظام في حماة ، بحسب الشريط.

على الصعيد السياسي، تخوف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من تصميم طرفي النزاع على القتال حتى النهاية، وجدد دعوته الى وقف المعارك والى حوار سياسي. وقال كي مون في مؤتمر صحافي «للأسف ان الجانبين، الحكومة وقوات المعارضة، يبدو انهما مصممان على الذهاب حتى النهاية بوسائل عسكرية». واضاف ان هذا النزاع يجب ان يجد حلاً له بحوار سياسي يعكس التطلعات الحقيقية وارادة الشعب السوري.

من جهته، اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، علي لاريجاني، أن إنشاء حكومة انتقالية في سورية يقره شعبها، واتهم أطرافاً خارجية بإهدار دم السوريين وتعميق مشكلات بلدهم بدلاً من العمل على حلها. وقال لاريجاني في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز نشرتها امس «اعتقد أن المشكلة في سورية هي أن هناك عملية يراها الكل وعملية أخرى تجري وراء الستار، فالحكومات الغربية تصرّ ظاهرياً على أنها تريد السلام ووقف القتل».

تويتر