قتيلان في باكستان.. وواشنطن ترى ضرورة الحفاظ على وجود قوي بالمنطقة

الاحتجاجات على الفيلم المسـيء تتسع آسيوياً

تصاعد وتيرة الاحتجاجات في باكستان ومقتل شخصين في إحدى التظاهرات. أ.ف.ب

تستمر التظاهرات ضد الفيلم المسيء للإسلام الذي أنتج في الولايات المتحدة، خصوصاً في افغانستان وباكستان، حيث سقط قتيلان في صدامات بين الشرطة ومحتجين، بينما دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله الى اسبوع من الاحتجاجات. وتوقّع وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، تواصل الاحتجاجات المناهضة للفيلم خلال الفترة المقبلة في الشرق الأوسط، مشدداً على أن الأحداث الأخيرة المرتبطة بالهجمات على السفارات الأميركية في عدد من البلدان العربية تذكّر بضرورة الحفاظ على وجود قوي في المنطقة.

وتفصيلاً، قال قائد الشرطة الافغانية محمد ايوب سالانجي، ان اكثر من 10000 افغاني تظاهروا، أمس، في كابول واشعلوا سيارات الشرطة وحاويات على الطريق المؤدي الى جلال آباد. وتابع أن ما بين 40 و50 شرطيا اصيبوا بجروح طفيفة بالحجارة او بضربات عصي، مضيفاً انه اصيب أيضاً بحجر.

وتصاعد الدخان الاسود الكثيف من الاطارات المشتعلة وتناثرت الحجارة في الطريق، بينما سارع اصحاب المتاجر الى اغلاق محالهم ومغادرة المكان.

وقال مسؤول في الشرطة يدعى حفيظ، ان المتظاهرين رشقوا حجارة على كامب فينيكس، القاعدة العسكرية الاميركية في العاصمة، وتم إبعادهم في ما بعد.

وفي باكستان، أعلنت مصادر في الشرطة مقتل متظاهرين، بعد ان كانت أعلنت سقوط قتيل، فيما نزل الآلاف الى الشوارع حيث احرقوا أعلاما اميركية ودمية تمثل الرئيس باراك اوباما.

وتظاهر نحو 800 شخص في بلدة وراي في منطقة دير العليا في إقليم خيبر باختونخوا شمال غرب باكستان، كما قال مسؤولان محليان، موضحين ان المتظاهرين اضرموا النار في مركز للشرطة وفي منزل لأحد القضاة ونادي الصحافة المحلي، قبل ان يقتل أحد المتظاهرين في تبادل لاطلاق النار مع الشرطة.

وتوفي متظاهر ثان متأثراً بجروحه غداة اصابته في الرأس خلال اشتباكات مع الشرطة قرب القنصلية الاميركية في كراتشي. وفي بيشاور المدينة الرئيسة في شمال غرب باكستان، نزل بين 2500 و3000 طالب الى الشوارع للاحتجاج على الفيلم، واطلقوا هتفات منددة بالولايات المتحدة وأحرقوا العلم الاميركي.

وقال صحافي ان تظاهرة اخرى دعا اليه فرع محلي لطلاب حزب الجماعة الاسلامية جمعت نحو 350 شخصاً. وأحرق المتظاهرون اطارات وعلما اميركيا واغلقوا احد الشوارع الرئيسة أمام جامعة بيشاور.

وفي تايلاند، أعلنت السفارة الاميركية على موقعها الإلكتروني أنها ستغلق، الجمعة المقبلة، سفارتها في بانكوك قبل تظاهرة بمشاركة مئات الاشخاص.

وشهدت جاكرتا صدامات أولى بين الشرطة ومتظاهرين قرب السفارة الاميركية في العاصمة الاندونيسية. ورشق المتظاهرون عبوات حارقة وهتفوا «أميركا اميركا الى الجحيم» في اول احتجاجات عنيفة في أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان.

وقامت الشرطة بركل وجر بعض المتظاهرين، فيما تم نقل شرطي في سيارة اسعاف وكان وجهه ينزف.

وقال المتحدث باسم شرطة جاكرتا ريكوانتو، ان رجال الشرطة استخدموا الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والطلقات التحذيرية دون تحديد ما إذا كانت استخدمت الذخيرة الحية.

وقال مراسل «فرانس برس»، إن العديد من المتظاهرين من أنصار مجموعات اسلامية متشددة، وكانوا يرتدون الجلابيب البيضاء.

وتظاهر نحو 3000 فلبيني من المسلمين وأحرقوا أعلاما اميركية واسرائيلية احتجاجاً على الفيلم، واحتشد المتظاهرون في ساحة عامة في مدينة مراوي الجنوبية للتعبير عن غضبهم على الفيلم وداسوا اعلاما اميركية واسرائيلية ثم احرقوها.

وبعد تزايد الشكاوى حجب محرك البحث «غوغل» الفيلم في مصر والهند واندونيسيا وليبيا وماليزيا، فيما حجبت الحكومة الافغانية موقع «يوتيوب» المملوك من «غوغل».

وفي برلين، قام حزب «برو دويتشلاند» اليميني المتطرف، أمس، بعرض الفيلم على موقعه الالكتروني. وقال الحزب إن الفيلم متاح للمشاهدة على موقع الحزب الالكتروني على الانترنت، ومدته الإجمالية تبلغ ساعة و14 دقيقة. وأكد الحزب اعتزامه عرض الفيلم في إحدى دور العرض بالعاصمة الألمانية برلين.

يأتي ذلك بالتزامن مع ما تشهده الساحة السياسية في ألمانيا حالياً من جدل حول حظر عرض الفيلم. فمن جانبه، أكد وزير الداخلية الألماني، هانز-بيتر فريدريش، رفضه الشديد لخطط يمينيين متطرفين لعرض الفيلم في إحدى دور العرض السينمائي ببرلين، داعياً إلى ضرورة إظهار المزيد من الاحترام تجاه الأديان. وفي المقابل، عارض ساسة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر المعارضين حظر عرض الفيلم، حيث قال خبير الشؤون الداخلية لدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ديتر فيفلشبوتس، «المراعاة البحتة للسياسة الخارجية لا ينبغي أن تمتد إلى الإضرار بالحقوق الأساسية»، مضيفا أنه ينبغي اللجوء للحظر كأدة أخيرة.

وفي الوقت نفسه، رأى المدير التنفيذي لحزب الخضر، فولكر بيك، أن حظر عرض الفيلم لا يستند إلى أي أساس، وقال «بعد ما رأيته فإن هذا الفيلم حماقة تفتقر إلى الذوق، لكن من دون مضمون يعاقب عليه القانون».

وتظاهر مئات الطلاب اليمنيين في جامعة صنعاء مطالبين بطرد السفير الاميركي ومقاطعة منتجات بلاده، فيما قال المستشار الاعلامي للرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، راجح بادي، إن ارسال مجموعة من مشاة البحرية الاميركية الى اليمن هو نشر مؤقت، وان دورها الوحيد هو حماية السفارة بعد أن اقتحمها محتجون غاضبون من الفيلم.

وفي رام الله، تظاهر مئات الفلسطينيين ضد الفيلم، وردد المتظاهرون خلال اعتصام، تلبية لدعوة وزارة الاوقاف «لا تمسوا نبينا». ودعا وزير الاوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش، خلال التظاهرة الولايات المتحدة الى الاعتذار.

ورجح مسؤول عسكري في السلاح الجوي الليبي أن نحو 20 طائرة من دون طيار أميركية جابت الأجواء الليبية طوال 24 ساعة متواصلة منذ أيام عدة، موضحاً أن المسؤولين الأميركيين قد بدؤوا تقليص طائراتهم واعتمدوا على أربع طائرات.

وفي لبنان، دعا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، الى سلسلة تظاهرات في لبنان بدءاً من أمس، رفضا للفيلم الذي اعتبره «أخطر الاساءات» التي تعرض لها المسلمون خلال السنوات الاخيرة.

وتوجه نصرالله الى أنصاره في كلمة بثتها قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لحزبه بالقول «يجب ان يراكم العالم كله غداً وفي الايام المقبلة، يجب أن يرى العالم كله الغضب في وجوهكم وقبضاتكم والصرخات».

وقال ان الفيلم بلغ «مستوى من الاساءة كبيرا جدا وخطرا جدا ولم يسبق له مثيل»، واضعاً اياه في مرتبة اخطر من حريق المسجد الاقصى عام ،1969 وكتاب «آيات شيطانية» للكاتب البريطاني سلمان رشدي او الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول التي نشرت في 2005-2006 في صحف اوروبية.

وقتل 18 شخصاً في العالم في اعمال العنف المرتبطة بالفيلم، بينهم السفير الاميركي وثلاثة من أعضاء البعثة الدبلوماسية في ليبيا.

يأتي ذلك في وقت قدم المسؤولون الاميركيون والليبيون روايتين مختلفتين تماماً حول تفاصيل الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي، والذي أدى الى مقتل السفير الاميركي وثلاثة أميركيين آخرين.

وأكدت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس، أن الهجوم بدأ بتظاهرة «عفوية» احتجاجاً على الفيلم المسيء للاسلام، بعد احتجاجات مماثلة في مصر، إلا أن تصريحات رايس تتعارض على ما يبدو مع تصريحات طرابلس التي اعلنت، أول من أمس، اعتقال نحو 50 شخصاً في إطار التحقيق في اعتداء بنغازي.

تويتر