اختيار الأخضر الإبراهيمي لخلافة أنان.. و«الجيش الحر» يسيطر على أكبر موقع عسكري في كفرنبل

اشتباكات «كر وفر» في حي صلاح الـدين وقصف على أحياء حلب

مقاتل من «الجيش الحر» يطلق الرصاص في الهواء خلال تشييع أحد القادة الميدانيين الذي قتل في حـي صلاح الدين بحلب. أ.ف.ب

دارت اشتباكات «كر وفر»، أمس، في بعض أجزاء من حي صلاح الدين في حلب شمال سورية بين القوات السورية النظامية والجيش السوري الحر الذي «انسحب تكتيكياً»، أول من أمس، من الحي بسبب القصف العنيف للجيش النظامي الذي قصف، أمس، أحياء معارضة في حلب بطائرات «ميغ-21»، فيما سيطر الجيش الحر على أكبر موقع عسكري في بلدة كفرنبل بريف إدلب «يضم تجمعاً للدبابات والعربات المدرعة». في حين اختير الأخضر الإبراهيمي لخلافة كوفي أنان كمبعوث للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سورية، لكن الاعلان الرسمي عن ذلك مرتبط بالموافقة النهائية للدبلوماسي الجزائري المخضرم.

وقال قائد كتيبة «درع الشهباء» في الجيش السوري الحر النقيب حسام ابومحمد لـ «فرانس برس»، أمس، «تقريباً نصف اجزاء حي صلاح الدين وتحديداً شارع الشرعية تشهد عمليات كر وفر بيننا والجيش النظامي». وأشار إلى أن الجيش الحر والجيش النظامي «يعتمدان على تثبيت المواقع التي يسيطرون عليها وإرسال مجموعات اختراق»، وأكد أن الجيش الحر يواصل القتال في قطاعات في صلاح الدين «لأنه لن يتخلى عن هذا الحي».

وأكد أن «الجيش الحر ينتشر ويعزز قواته على طول محور جديد حول صلاح الدين يمتد من دوار الكرة الارضية - المشهد - العامرية - الراموسة بطول بين 3 و3.5 كيلومترات».

وأوضح النقيب المنشق الموجود في سيف الدولة ان الجيش النظامي «يسيطر وينتشر في 25٪ من الحي لجهة الملعب البلدي شمال حلب وفي الغرب لجهة استاد الحمدانية وينشر قناصة»، بينما «يسيطر الجيش الحر وينتشر على 25٪ من صلاح الدين من جهة جامع بلال وحتى دوار صلاح الدين». وقال إن الجيش الحر استعاد دوار صلاح الدين بعد وقت الافطار أول من أمس، حيث «دمرنا ثلاث دبابات».

وأضاف ان الجيش النظامي لم يقم أمس، بمحاولات تقدم «لكنّ هناك قصفاً بالطيران والمدفعية وطائرة استطلاع تجوب سماء المنطقة».

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري يقصف أحياء معارضة عدة في حلب من بينها حي الصاخور.

كما تحدث عن قصف لحي الشيخ فارس من قبل القوات النظامية.

وفي حي هنانو، سقطت اربع قنابل القتها طائرات «ميغ-21» في باحة احد مقار قيادة الجيش السوري الحر وأخرى على مبنى سكني، ما تسبب في جرح عدد كبير من الأشخاص، كما ذكر صحافيون في المكان. وأطلق سكان المبنى الذين تملكهم غضب شديد هتافات معادية للولايات المتحدة وفرنسا.

لكن رجلاً يقيم في واحدة من شقق المبنى، قال «نحن مع الجيش السوري الحر لكن كل ذلك حدث بسببه».

وفي ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد بأن مقاتلين معارضين سيطروا على «حاجز البلدية في بلدة كفرنبل بعد اشتباكات عنيفة استمرت لخمسة ايام»، مشيراً الى ان المقاتلين المعارضين «أسروا عدداً من جنود الحاجز بينهم ضابط».

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن هذا الحاجز «هو الموقع العسكري الاكبر في كفرنبل ويضم تجمعاً للدبابات والعربات المدرعة». ويظهر شريط فيديو وزعه ناشطون على الانترنت عدداً من المقاتلين وهم يهاجمون بالأسلحة الرشاشة الموقع ويدخلونه حيث تسمع اصوات اطلاق رصاص كثيف، كما تشاهد دبابة متوقفة وقد تسلقها احد عناصر الجيش الحر وهو يطلق النار باتجاه الموقع.

وفي دمشق، انفجرت عبوة ناسفة قرب مسجد سعيد باشا بحي ركن الدين وشوهدت سيارة اسعاف في المنطقة، بينما انتشر عناصر الامن في محيط المساجد في الحي.

وفي ريف دمشق، تعرضت مدينة التل للقصف من قبل القوات النظامية، كما دارت اشتباكات في بعض مداخل المدينة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين بحسب المرصد الذي اشار الى حملة مداهمات واعتقالات في منطقة شبعا على طريق مطار دمشق الدولي من قبل القوات النظامية.

أما في درعا جنوباً، فتنفذ القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة ازرع أسفرت عن اعتقال العشرات.

وحصدت اعمال العنف في سورية، أمس، 16 قتيلاً، بينهم 11 مدنياً وستة من المقاتلين المعارضين. وقتل أول من أمس، 191 شخصاً بينهم 107 مدنيين و45 معارضاً مسلحاً و39 جندياً.

من ناحية أخرى، اختير الاخضر الإبراهيمي لخلافة كوفي أنان كمبعوث للأمم المتحدة والجامعة العربية الى سورية.

وأعرب دبلوماسيون طلبوا عدم ذكر اسمائهم عن ثقتهم بأن المبعوث الجديد «سيكون الابراهيمي»، مؤكدين انه «خيار الامين العام للأمم المتحدة» بان كي مون. وأضافوا أنه «سيعلن اسمه الاسبوع المقبل اذا لم يقرر التخلي» عن المهمة.

وينتهي تفويض بعثة مراقبي الامم المتحدة الى سورية في 20 أغسطس الجاري. وتدور المفاوضات حالياً عن دور المبعوث الأممي والعربي وكيف ستعمل المنظمة الدولية في سورية وسط الحرب الاهلية المتزايدة الحدة.

وكان أنان أعلن استقالته بسبب نقص الدعم الدولي لجهوده في انهاء النزاع المستمر في سورية منذ 17 شهراً. وسيستمر في منصبه رسمياً حتى 31 من الشهر الجاري. وكان الإبراهيمي (78 عاماً) مبعوثاً للامم المتحدة الى افغانستان بعد اعتداءات 11 سبتمبر ،2001 وفي العراق بعد اجتياح عام 2003 بقيادة الولايات المتحدة. وشغل الابراهيمي منصب وزير الخارجية الجزائري بين 1991 و،1993 كما أسهم في وضع حد للحرب الاهلية اللبنانية في نهاية الثمانينات من القرن الماضي كمبعوث للجنة ثلاثية منبثقة عن جامعة الدول العربية.

ومع فشل أنان في مهمته التي استمرت ستة اشهر، في دفع الرئيس السوري بشار الاسد الى تنفيذ خطة من ست نقاط لتحقيق السلام في سورية، يدور جدل حالياً حول دور المبعوث المقبل.

وأكد دبلوماسي في الأمم المتحدة الى ان على مجلس الامن ان يقرر ما اذا كان سيلتزم بخطة أنان.

وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه «في الوقت الحالي هي (الخطة) كل ما نملك، لكن هذا لا يعني انه لا يمكننا اعادة النظر بها. بعض اجزائها باتت زائدة عن الحاجة. يمكن ان تكون ثمة نسخة جديدة مع اسم جديد». وأضاف أن «كل هذه العناصر تخضع للنقاش حالياً».

بدوره دعا الأخضر الإبراهيمي، أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ موقف موحد حول النزاع في سورية.

وقال في بيان أصدرته مجموعة «الحكماء» التي تضم عدداً من الشخصيات العالمية إن «على مجلس الأمن الدولي والدول الإقليمية تبني موقف موحد من اجل ضمان امكانية اجراء عملية انتقال سياسي بالسرعة الممكنة». وأضاف أن «ملايين السوريين يريدون السلام ولا يمكن لقادة العالم ان يظلوا منقسمين لفترة أطول متجاهلين دعواتهم». وأكد أن «على السوريين ان يجتمعوا معاً كأمة واحدة من اجل التوصل الى صيغة جديدة. هذا هو السبيل الوحيد ليتمكن جميع السوريين من العيش معاً في سلام في مجتمع لا يقوم على الخوف من الانتقام، بل على التسامح».

ولم يتطرق البيان الى احتمال أن يخلف الإبراهيمي أنان مبعوثاً لسورية.

وفي واشنطن، اتهمت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، أمس، حزب الله اللبناني بأداء «دور مركزي» في اعمال القمع التي يرتكبها النظام السوري.

وقالت إن «حزب الله» يقدم التدريب والمشورة والدعم اللوجستي لمساعدة الحكومة السورية في قمعها للمعارضة الذي يزداد ضراوة يوماً بعد يوم.

كما اتهم البيان «حزب الله» بـ«تسهيل» تدريب القوات الحكومة السورية على أيدي الحرس الثوري الإيراني، وبأداء «دور اساسي» في طرد معارضين سوريين من لبنان.

تويتر