حملات دهم في دمشق وقصف على درعا وحمص وإدلب.. وأنقرة ترسل تعزيزات ضخمة إلى الحدود

«الجيش الحر» يسيطر على نقطة استراتيجيــة تربط حلب بتركيا

عناصر من «الجيش الحر» على ظهر دبابة استولوا عليها من القوات النظامية في عندان. أ.ف.ب

استولى الجيش السوري الحر صباح، أمس، بعد 10 ساعات من القتال، على حاجز عندان الذي يعد نقطة استراتيجية شمال غرب مدينة حلب تسمح لهم بربط المدينة بالحدود التركية، في حين أكد الجيش السوري أنه تمكن من السيطرة على جزء من حي صلاح الدين في حلب، أحد معاقل المعارضة المسلحة التي نفت هذا النبأ في اليوم الثالث من معركة حاسمة للسيطرة على هذه المدينة التي تعد الرئة الاقتصادية للبلاد. بينما نفذت القوات النظامية حملات دهم في عدد من مناطق دمشق التي استعادت السيطرة عليها الاسبوع الماضي، في وقت أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية ضخمة إلى الحدود السورية تضمنت بطاريات صواريخ ودبابات وآليات قتالية للمشاة.

وأعلن الجيش السوري الحر الاستيلاء على حاجز عندان، النقطة الاستراتيجية قرب حلب تربط الحدود التركية بالمدينة التي تستمر الاشتباكات فيها بعد هجوم للقوات النظامية بدأ منذ السبت الماضي، ويهدف الى إخراج المقاتلين المعارضين من عدد من الاحياء التي سيطروا عليها في حلب.

وأفاد صحافي في «فرانس برس» في عندان قرب حلب أن الجيش الحر استولى صباح أمس، بعد 10 ساعات من القتال، على نقطة استراتيجية شمال غرب مدينة حلب تسمح له بربط المدينة بالحدود التركية.

وقال العميد فرزات عبدالناصر، الضابط في الجيش السوري الحر، لـ«فرانس برس» في النقطة المذكورة «تمكنا من الاستيلاء على حاجز عندان على بعد خمسة كيلومترات شمال غرب حلب، بعد 10 ساعات من المعارك».

وأضاف ان ستة جنود قتلوا في المعركة، وتم اسر 25 آخرين، كما قتل اربعة مقاتلين معارضين. في الوقت نفسه، ذكر مصدر امني سوري أن القوات النظامية سيطرت على جزء من حي صلاح الدين في جنوب غرب حلب، الامر الذي نفاه الجيش الحر على لسان رئيس المجلس العسكري في حلب العقيد عبدالجبار العكيدي، مؤكداً لـ«فرانس برس» أن القوات النظامية لم تتقدم «مترا واحدا».

وقال «تصدينا لمحاولة ثالثة للتقدم في اتجاه صلاح الدين الليلة (قبل) الماضية، ودمرنا لهم اربع دبابات»، مشيراً ايضاً إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجنود. وأضاف «إنهم يقصفون الحي بالحوامات وطائرات الميغ»، مؤكداً أن حلب «ستكون بالنسبة إليهم أم الهزائم، لا أم المعارك».

وقال العكيدي ان الجيش الحر يسيطر على «نحو 35 الى 40٪ من مدينة حلب».

وكانت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ذكرت أن القوات المسلحة «طهرت حي صلاح الدين في حلب من فلول المجموعات الارهابية المسلحة التي روعت المواطنين». وأكد ناشطون على الارض والمرصد السوري لحقوق الانسان أن القوات السورية تقصف بالمدفعية الثقيلة والمروحيات معاقل للمعارضة المسحلة، بينها احياء صلاح الدين والصاخور والزهراء.

وقال المرصد إن «حي صلاح الدين يتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في احياء صلاح الدين والاذاعة والاعظمية». وكان المرصد ذكر أن «الجنود طوقوا مواقع عدة يسيطر عليها الثوار»، لعزلهم ومنعهم من الحصول على تعزيزات.

في هذا الوقت، ذكرت وكالة أنباء الاناضول التركية، أمس، أن الجيش التركي يواصل تعزيز وحداته على الحدود السورية.

وقالت إن قافلة تضم منصات صواريخ لم تحدد نوعها، ودبابات وآليات مدرعة قتالية للمشاة وذخائر وجنوداً غادرت مقر القيادة العسكرية في غازي عنتاب (جنوب) متجهة الى المناطق الحدودية في محافظة كيليس.

وأضافت أن قافلة قطارات تنقل بطاريات صواريخ وآليات لنقل الجنود ارسلت الى اصلاحية في محافظة غازي عنتاب قادمة من مدينة اسكندرونة في محافظة هاتاي (جنوب).

وكانت تركيا أعلنت اقفال معابرها الحدودية مع سورية الاسبوع الماضي، بعد سيطرة المقاتلين المعارضين على عدد من هذه المعابر من الجانب السوري.

من جهة ثانية، ذكر المرصد السوري أن مسلحين مجهولين اغتالوا فجر أمس، طيارا مدنيا يدعى فراس ابراهيم الصافي «باطلاق الرصاص عليه على طريق مطار دمشق الدولي»، مشيراً إلى أن الصافي هو نجل الطيار العماد ابراهيم الصافي الذي «شغل مناصب رفيعة في القيادة العسكرية السورية في عهد الرئيس السوري السابق حافظ الأسد». كما ذكرت وكالة «سانا»، أمس، أن السلطات احبطت محاولتي تسلل لـ«مجموعات ارهابية مسلحة» قادمة من الاردن ولبنان الى سورية، وتمكنت من ايقاع خسائر كبيرة في صفوفها.

وتنفذ القوات النظامية السورية حملات دهم في عدد من مناطق دمشق التي استعادت السيطرة عليها بمجملها تقريبا الاسبوع الماضي.

وأفادت لجان التنسيق المحلية عن «حملة مداهمات لعدد من المنازل في ساحة شمدين في حي ركن الدين»، وحملة دهم و«اعتقالات عشوائية» في حي كفرسوسة في غرب المدينة.

وذكر المرصد السوري في بيان أن «منطقة المزارع في ريف دمشق بين مسرابا وحرستا تتعرض للقصف من القوات النظامية التي تنفذ حملة مداهمات في المنطقة». كما شملت المداهمات بلدة مديرا في الريف الدمشقي.

وذكر المرصد ان فتى في الـ16 قتل في بلدة معضمية الشام في الريف برصاص قناص، مشيراً الى «انتشار حواجز للقوات النظامية» في المنطقة.

من جهته، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام السوري بشن «حرب إبادة» على بلدة معضمية الشام قرب دمشق عبر قصفها وحصارها، معلناً اياها «مدينة منكوبة». وذكر ان البلدة الواقعة قرب دمشق «محاصرة» و«تقصف بوحشية».

وطلب المجلس «من جميع مؤسساته وجميع القوى والتنظيمات السورية ومن كل المواطنين السوريين تقديم المساعدة العاجلة لأهل المعضمية» التي تقع قرب مطار مزة العسكري.

وفي محافظة حمص (وسط)، قتل مواطنان في سقوط قذيفة على منزلهما في قصف تعرضت له مدينة الرستن.

وفي مدينة درعا (جنوب)، قتل مقاتلان معارضان في اشتباكات، ومدني برصاص قناص. كما قتل مقاتل في بلدة الشيخ مسكين في المحافظة.

وفي محافظة حماة (وسط)، اقتحمت القوات النظامية السورية بلدة بريديج ونفذت حملة مداهمات واعتقالات اسفرت عن اعتقال نحو 20 شاباً. كما اقتحمت بلدة كفرنبودة ومزارع مجاورة لها وسط اطلاق رصاص كثيف. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، تتعرض بلدة الهبيط لليوم الرابع على التوالي لقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد. وفي محافظة دير الزور (شرق)، قتل مواطن اثر اصابته باطلاق رصاص بعد منتصف الليلة قبل الماضية في مدينة البوكمال.

تويتر