دمشق تقلل من أهمية انشقاق الدبلوماسيين.. وسيدا يؤكد: حان الوقت لحكومة انتقالية

اشتباكات في حلب وتوقعات بهجوم مضــاد وشيك للقوات السورية

أحد المقاتلين يحيي حشداً من معارضي الأسد بالقرب من حلب حيث تشتد الاشتباكات. أ.ف.ب

تواصلت الاشتباكات، أمس، في بعض أحياء حلب شمال سورية بين مجموعات مقاتلة معارضة والقوات النظامية، وسط توقعات بأن تقوم الأخيرة بشن هجوم مضاد وشيك على المدينة لاستعادة الاحياء التي يسيطر عليها المعارضون، كما اندلعت اشتباكات في مخيم اليرموك في دمشق. وفيما أكدت وزارة الخارجية السورية انشقاق ثلاثة دبلوماسيين خلال الساعات الماضية، مقللة من أهمية خطوتهم، قال رئيس المجلس الوطني المعارض عبدالباسط سيدا، إن الوقت قد حان لحكومة انتقالية سورية.

وتفصيلاً، قال مصدر أمني سوري «انتشرت تعزيزات من القوات الخاصة من الجهة الشرقية لمدينة حلب، بالاضافة الى وصول قوات أخرى ستشارك في هجوم مضاد شامل اليوم أو غداً على المدينة. وتوقع رئيس المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع للجيش السوري الحر العقيد عبدالجبار العكيدي «هجوما كبيرا في أي لحظة، لاسيما في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية الواقعة على الاطراف»، بعد وصول تعزيزات لقوات النظام الى حلب.

وأفاد ناشطون والمرصد باشتباكات في حيي صلاح الدين والحمدانية وغيرهما من الاحياء الواقعة في جنوب ثاني أكبر المدن السورية، تترافق مع قصف عنيف مصدره قوات النظام. وقتلت طفلة صباحاً في القصف، بحسب المرصد. وقال مصور في وكالة «فرانس برس» في حلب ان آثار الفجوات الناتجة عن القذائف تظهر بوضوح في مركز الشرطة في حي الشعار شرق المدينة الذي استولى عليه عناصر الجيش السوري الحر. كما يحمل المركز آثار الحريق. وأشار الى ان جثتي عنصرين من الشرطة قتلا على الارجح في الهجوم لا تزالان على الأرض. وافاد المرصد باشتباكات في محيط مدينة الباب في محافظة حلب أسفرت عن مقتل مقاتلين معارضين اثنين.

في دمشق التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها بشكل شبه كامل، تسجل اشتباكات متقطعة في جيوب وحارات لجأ اليها المقاتلون المعارضون. ووقعت اشتباكات استمرت لبعض الوقت في شارع 30 في مخيم اليرموك جنوب العاصمة، ما تسبب بمقتل شخصين وإصابة أكثر من 10 آخرين بجروح.

وقال ناشط يقدم نفسه باسم أبوقيس الشامي في اتصال عبر «سكايب» مع وكالة «فرانس برس» من حي التضامن، ان هناك قصفا على احياء التضامن والحجر الاسود ومخيم فلسطين التي تشكل المنطقة الجنوبية من العاصمة، مشيراً الى سقوط قتلى، وان الجرحى بالعشرات.

وذكر ان اشتباكات عنيفة مستمرة منذ يومين في حي الحجر الاسود حيث أفاد المرصد بمحاصرة للحي من القوات النظامية من محاور عدة ومشاركة للمروحيات في القصف. وأشار ابوقيس الى ان حي العسالي (جنوب) الذي شهد اشتباكات عنيفة، تعرض لاقتحام. وقال أبوقيس، إن حي التضامن «خلا من سكانه تماماً، وان الجيش الحر موجود فيه للرد على اي اعتداء او هجوم» من قوات النظام.

وشهدت أمس مدينة داريا في ضاحية دمشق الجنوبية اشتباكات اسفرت عن مقتل اربعة اشخاص، بحسب المرصد الذي اشار الى محاولة لقوات النظام للسيطرة على المدينة التي يوجد فيها عدد كبير من المقاتلين المعارضين. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، ان قوات النظام اقتحمت حي السيدة زينب المتاخم لداريا بالدبابات والمدرعات وسط إطلاق رصاص من رشاشات ثقيلة. وشهد هذا الحي خلال الأيام الماضية حملات قصف مركزة.

من جهة ثانية، أفاد المرصد بالعثور على 14 جثة مجهولة الهوية في حي القابون الذي دخلت اليه القوات السورية اخيراً «قتلوا قبل أيام خلال العمليات العسكرية في الحي». وفي محافظة دير الزور (شرق)، قتل مواطنان، احدهما برصاص قناص عند دوار التموين في مدينة دير الزور، وآخر في مدينة الميادين برصاص حاجز أمني.

وفي مدينة حماة (وسط)، قتل مواطنان اثر إطلاق رصاص على سيارتهما في حي القصور، وقتل شاب اثر إصابته برصاص قناص امس في حي طريق حلب.

وفي ادلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة مقاتلين معارضين في اشتباكات وقعت في بلدة كورين. وفي مدينة حمص (وسط)، تدور، بحسب المرصد، اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في محيط أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص تترافق مع قصف متقطع لهذه الاحياء. كما تتعرض بلدة تلبيسة ومدينة الرستن في محافظة حمص لقصف تستخدم فيه الطائرات الحوامة.

على الصعيد الدبلوماسي، أعلن السفير السعودي لدى الامم المتحدة ان المملكة تعد مشروع قرار دولي جديد لعرضه على الجمعية العامة للامم المتحدة يتناول تهديدات الحكومة السورية باستخدام أسلحتها الكيميائية. وقال السفير السعودي عبدالله المعلمي للصحافيين، ان مشروع القرار سيرسل خلال الايام المقبلة، معرباً عن امله في التصويت عليه مطلع الاسبوع المقبل على الارجح.

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية السورية أمس، انشقاق ثلاثة دبلوماسيين سوريين خلال الساعات الماضية، مقللة من اهمية دورهم و«متهمة» عاصمة عربية لم تسمها بـ«تمويل وتشجيع» هذا النوع من «الانشقاق على الوطن».

وقالت وزارة الخارجية في بيان، إن هؤلاء العاملين في الوزارة اختاروا ترك أماكن عملهم ببعثات دبلوماسية والتوجه الى «عاصمة عربية معينة بالذات تتولى مهمة تمويل وتشجيع هذا النوع من الموظفين على الانشقاق عن أوطانهم، مقابل عروض لم تعد تخفى على أحد».

ومن ساراييفو، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي للتحرك من أجل وقف المجزرة في سورية.

من جهته، أعلن السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين ان بلاده مستعدة لتنظيم اتصالات في موسكو بين النظام السوري والمعارضة بهدف تسهيل إجراء حوار بين الأطراف السوريين.

وقالت الولايات المتحدة إنها تدين العنف من أي نوع داخل سورية، بعد أن صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن واشنطن تدعم الإرهاب.

وكانت وكالة أنباء انترفاكس الروسية نقلت عن لافروف في موسكو اتهامه للولايات المتحدة بـالتبرير المباشر للإرهاب، نظرا لأنها لم تدن الهجوم الذي وقع يوم 18 يوليو الجاري وأسفر عن مقتل ثلاثة على الأقل من كبار المسؤولين في نظام الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق.

من جهتها، عقدت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري أمس، أحد أهم اجتماعاتها بالدوحة برئاسة عبدالباسط سيدا رئيس المجلس، لبحث جملة من القضايا والتطورات المتعلقة بالأوضاع في سورية.

وقال سيدا، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية بالدوحة، إن الاجتماع سيبحث هيكلة المجلس الوطني في سبيل تفعيل المجلس ووضع القواعد والآليات التي من شأنها فتح الباب أمام مشاركة أوسع من قبل مختلف فصائل المعارضة السورية، إلى جانب منظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية السورية.

وأضاف أن التطورات السياسية والميدانية المتلاحقة تلزمنا بوضع نقاط أخرى مهمة على جدول الأعمال وهي ستبحث مجتمعة.

وقال سيدا إن الاجتماع تطرق للأوضاع المستجدة مثل ما بعد الفيتو المزدوج في مجلس الأمن والنتائج التي تمخض عنها الاجتماع الوزاري في الدوحة، وجملة قرارات سيتم تناولها ووضع تصور حولها، إلى جانب التطورات على الأرض في حلب ودمشق.

وحول الحكومة الانتقالية قال سيدا، إن الوقت قد حان لمثل هذا الموضوع «لكن سيتم بحثه بعمق من قبل المجلس الوطني السوري، كما لا بد أن يناقش مع مختلف فصائل المعارضة السورية والقوى الميدانية خصوصاً على الأرض، وأن نتمكن من تشكيل حكومة مؤقتة قوية قادرة على القيام بالمهام المطلوبة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سورية».

وأضاف سيدا: «هناك تواصل وهناك مشروع لاتصالات أوسع سيتم بحثها على ضوء قرارات اجتماع الدوحة».

وحول القرار العربي بالخروج الآمن لبشار الأسد، قال إن هذه الفكرة مطروحة، نحن نناقشها ولا بد من معايير وضوابط ، لأنه ليس من السهل عرض الفكرة على الشعب السوري بعد عام ونصف وأنهار من الدماء التي سببها هذا النظام القاتل.

تويتر