توسّع الاشتباكات في حلب.. والمعارضة تنفي موافقتها على حكومة بقيادة شخصــــــية من النظام

«الجيش الحر» يتّهم دمشق بنقـــــل أسلحة كيماوية إلى الحدود

عنصران من الجيش الحر يرفعان شارة النصر على حطام دبابة قرب حلب. إيه.بي.إيه

اتهم الجيش السوري الحر نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بنقل أسلحة كيماوية إلى مطارات على الحدود، غداة تهديد دمشق باستخدام هذه الأسلحة، حال تعرضها لـ«عدوان خارجي».

في حين توسعت رقعة الاشتباكات في حلب بين مقاتلين معارضين، والجيش النظامي الذي يستخدم المروحيات، بعد انحسارها في دمشق، التي استعادت قوات النظام السيطرة على مجمل أحيائها، مع اندلاع اشتباكات محدودة في بعض أحياء العاصمة، بينما أدت أعمال العنف ـ في مناطق مختلفة من البلاد ـ إلى مقتل 80 شخصا.

وأعلن الجيش السوري الحر أن النظام ينقل أسلحة كيماوية، إلى مطارات على الحدود.

وقال، في بيان، «نحن في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر بالداخل، نعلم تماما مواقع ومراكز تموضع هذه الأسلحة ومنشآتها، ونكشف أيضا أن الأسد قام بنقل بعض هذه الأسلحة، وأجهزة الخلط للمكونات الكيماوية، إلى بعض المطارات الحدودية».

واعتبر الجيش الحر أن نظام الأسد يستغل التهديدات الإسرائيلية، ويلوح بأسلحة الدمار الشامل «عن إرادة وقصد، وبشكل مبكر لإدارة الأزمة الداخلية، من خلال التازيم الإقليمي والردع الاستراتيجي».

وأضاف أن «معلوماتنا تؤكد أن النظام منذ أشهر بعيدة، قد بدأ إعادة تحريك لهذه المخزونات من أسلحة الدمار الشامل، للعمل على هذين التكتيكين، بغرض إدارة الضغط الإقليمي والدولي والتخفيف منه»، لافتا إلى أن الجيش الحر يتفهم «المخاوف الغربية أمام نظام مستهتر».

وقال «إننا على علم بأن هناك حراكاً قوياً ضمن المؤسسة العسكرية للثورة، بإعادة دراسة الاستراتيجية الدفاعية، ووضع أسلحة الدمار الشامل، وبما يتفق مع القانون والأعراف الدولية».

وكانت وزارة الخارجية السورية أعلنت، أول من أمس، في بيان تلاه المتحدث باسمها جهاد مقدسي، أمام الصحافيين، وأقر فيه للمرة الأولى بامتلاك سورية أسلحة كيماوية، وأنه «لن يتم استخدام أي سلاح كيماوي، أو جرثومي أبدا، خلال الأزمة في سورية مهما كانت التطورات الداخلية، وأن هذه الأسلحة لن تستخدم إلا حال تعرضت سورية لعدوان خارجي». وجاء الرد من واشنطن حيث حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما نظام الأسد من أن استخدامه الأسلحة الكيماوية سيكون «خطأ مأساويا»، سيحاسب عليه.

وفي تل أبيب، قال رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الإسرائيلية المسؤول عاموس جلعاد، أمس، أن نظام الأسد يسيطر «بالكامل» على ترسانة الأسلحة الكيماوية.

وأكد للاذاعة العامة أن «الجيش السوري يملك كميات كبيرة من الأسلحة الكيماوية، النظام السوري يكافح من أجل بقائه، إلا ان مجموع الأسلحة الكيماوية وأسلحة الدمار الشامل خاضعة لسيطرته الكاملة». لكن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أكد أن تل أبيب على استعداد للتدخل عسكريا، حال ظهور ما يشير إلى أن «حزب الله» يحصل على أسلحة كيماوية من سورية.

وقال ليبرمان في بروكسل «في اللحظة التي نرى فيها أن السوريين يحولون أسلحة كيماوية وبيولوجية لـ(حزب الله)، سيكون ذلك خطا أحمر لنا، ومن وجهة نظرنا تعتبر هذه حالة حرب واضحة». وأضاف «سنتصرف بشكل حازم دون تردد أو تحفظ، ستكون مباراة مختلفة تماما، ونأمل بتفهم المجتمع الدولي ذلك».

إلى ذلك، نفى المجلس الوطني السوري المعارض أن يكون مستعدا للموافقة على تولي شخصية من النظام السوري رئاسة حكومة انتقالية يجري البحث فيها حاليا، جاء ذلك بعد وقت قصير من إعلان المتحدث باسم المجلس جورج صبرا، أن كل الخيارات لقيادة المرحلة الانتقالية في سورية «قيد الدرس»، من ضمنها تنحي الأسد، ونقل صلاحياته الى إحدى شخصيات النظام.

وقال لـ«فرانس برس»، أمس، «نحن موافقون على خروج الأسد، وتسليم صلاحياته إلى إحدى شخصيات النظام، لقيادة مرحلة انتقالية على غرار اليمن»، معتبرا أن «سورية مملوءة بالشخصيات الوطنية، وحتى من قبل الموجودين في النظام، وبعض الضباط في الجيش السوري التي يمكن أن تلعب دورا» في هذا المجال.

وأعلن صبرا موافقة المجلس، أحد أكبر تشكيلات المعارضة في الخارج، على المبادرة العربية الأخيرة، التي عرضت على الأسد تأمين مخرج آمن له ولعائلته، مقابل تنحيه عن الحكم.

على الصعيد الميداني، شهدت أحياء في مدينة حلب شمال سورية، أمس، اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والجيش النظامي، الذي يستخدم المروحيات، فيما تواصلت الاشتباكات بشكل متفاوت في عدد من أحياء العاصمة، وتسببت أعمال العنف في مناطق مختلفة في مقتل 80 شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبين القتلى، سبعة مدنيين بينهم ستة أطفال، قتلوا في قصف على مدينة الحراك بمحافظة درعا (جنوب).

وتظهر جثث الأطفال في شريط فيديو، بثه ناشطون على شبكة الإنترنت، فيما يصرخ أحدهم «فلينظر العالم العربي والإسلامي إلى هذه المجزرة في رمضان، أين النخوة؟ أين الاسلام في هذا الشهر المبارك؟».

ويضيف «اتقوا الله يا عرب، أطفال في عمر الورود، حسبنا الله عليك يا بشار الأسد».

وأفاد المرصد بأن الاشتباكات في حلب تتركز في حي السكري، وأطراف حي صلاح الدين، مشيرا إلى تعرض أحياء قاضي عسكر، وباب الحديد، والقاطرجي، وكرم الجبل، وقارلق لـ«إطلاق نار من رشاشات المروحيات، التي تحوم في سماء الأحياء التي انتشر فيها الثوار».

وكانت اشتباكات عنيفة وقعت، بعد منتصف الليلة قبل الماضية، في أحياء الكلاسة والعرقوب والزيدية والصالحين، رافقها قصف على أحياء عدة في المدينة، ما أدى الى مقتل مقاتل معارض وأربعة مدنيين، وعلى الرغم من التوتر الأمني، خرجت، صباح أمس، تظاهرات طالبت بإسقاط النظام في بعض أحياء حلب.

وكان مسؤول في المجلس العسكري لمحافظة حلب، التابع للجيش الحر، أفاد لـ«فرانس برس» الاثنين الماضي، بأن الجيش الحر «حرر» أحياء عدة بالمدينة، وأن قوات النظام لاتزال تقصف هذه الأحياء من الخارج.

وفي دمشق، أفاد المرصد باقتحام حي برزة البلد من القوات النظامية، بالتزامن مع سماع أصوات انفجارات وإطلاق رصاص كثيف، لافتا إلى سقوط قذائف على منطقة الحجر الأسود مصدرها «القوات النظامية، التي اشتبكت مع مقاتلين معارضين، وتحاول السيطرة على الحي منذ ايام».

ولايزال حيا القدم والحجر الأسود جنوب العاصمة يشهدان اشتباكات لاسيما «الحارات التي لجأ إليها المقاتلون»، بحسب المرصد السوري.

تويتر