الخرطوم تتهم جوبا بزعزعة استقرار الشمال

سلفا كير: السودان«أعلن الحرب» على الجنوب

رئيس الصين (يسار) دعا سلفا كير الزائر والبشير على الهدوء وضبط النفس. إي.بي.إيه

اتهم رئيس جنوب السودان، سلفا كير، امس، حكومة الخرطوم بـ«اعلان الحرب» على بلاده، وذلك خلال لقاء في بكين مع الرئيس الصيني هو جينتاو، وفيما قال سكان ومسؤولون محليون إن طائرات حربية سودانية قصفت سوقاً في عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط بالجنوب، اعلنت وزارة الخارجية في الخرطوم ان استمرار الجنوب بدعم المتمردين في السودان يزعزع الاستقرار في الشمال.

وتفصيلاً، قال كير في وقت تدور معارك بين الشمال والجنوب، ان زيارته الى الصين «تأتي في وقت حرج بالنسبة لجمهورية جنوب السودان لأن جارنا في الخرطوم «اعلن الحرب» على الجنوب. من جانبه، قال الرئيس الصيني لرئيس جنوب السودان إنه يتمنى أن يسود الهدوء وضبط النفس الأجواء بين البلدين. وقال كير لنظيره الصيني «قمت بهذه الزيارة بسبب العلاقة الرائعة التي أثمنها مع الصين. الصين واحد من شركائنا الاقتصاديين والاستراتيجيين».

من جهته، اعلن حاكم ولاية الوحدة الجنوبية المحاذية للسودان، تعبان دينق، ان الطيران السوداني قصف، ليل الاثنين الثلاثاء، عدداً من المواقع النفطية الحدودية في جنوب السودان. واستهدفت الطائرات السودانية بلدتي باناكواش ولالوب الواقعتين داخل اراضي جنوب السودان، اضافة الى مركز تشوين الحدودي، وهو منطقة متنازع عليها شهدت معارك شديدة بين قوات البلدين في الأيام الأخيرة، كما أوضح الحاكم دينق. واضاف ان عمليات القصف تواصلت حتى الساعات الأولى من صباح امس، موضحاً ان الضربات الجوية الأكثر عمقاً داخل الأراضي سُجلت على بُعد نحو 25 كلم من خط الجبهة. وقال دينق للصحافيين هناك جرحى تم اجلاؤهم الى مستشفى بانتيو، بعضهم من المزارعين وآخرون من الجنود. واكد دينق «لا يمكن ان نبقى تحت رحمة الطيران السوداني»، وخاطب المجموعة الدولية بقوله «اذا لم تبذل مساعٍ، سنعمد بالتأكيد الى الرد، نحن جادون كثيراً في هذا الشأن ولا نمزح».

واضاف دينق «طُلب منا اخلاء هجليج، فقمنا بذلك، وطُلب من السودان وقف عمليات القصف الجوي والتوغل في جنوب السودان فلم يمتثل». وحذر دينق بالقول «نحن قادرون على الدفاع عن انفسنا، والعودة خصوصا الى هجليج، واعتقد ان على الجميع التفكير في هذا الأمر جدياً».

وقال المتحدث باسم جيش الجنوب، فيليب اجوير، لـ«رويترز» بعد قصف بانتيو «البشير يعلن الحرب على جنوب السودان، انه شيء واضح». وقال اجوير وبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، ان شخصين قتلا في الغارة الجوية.

وقال سكان ومسؤولون محليون إن طائرات حربية سودانية قصفت سوقاً في بانتيو، ونفى السودان شن أي هجمات في المنطقة.

وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، الصوارمي خالد، ان بلاده ليست لها علاقة بما حدث في ولاية الوحدة، وانهم لم يقصفوا أي مكان في جنوب السودان، لكن الرئيس عمر البشير زاد من التوتر السياسي باستبعاده العودة الى المفاوضات مع الجنوب قائلاً ان حكومة جوبا لا تفهم سوى لغة البنادق.

وقال مراسل لـ«رويترز» في الموقع خارج بلدة بانتيو المنتجة للنفط، إنه رأى طائرة مقاتلة تسقط قنبلتين قرب جسر يربط بين منطقتين في عاصمة الوحدة.

واصدر مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بياناً يقول انه يدين القصف الجوي لجنوب السودان بوساطة القوات المسلحة السودانية، ويدعو الحكومة السودانية الى وقف الأعمال العسكرية على الفور.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، في بيان، من دون ان تحدد من الذي شن الهجوم «تشير التقارير الأولى الى ان القصف استهدف سوق روبكونا».

وفي الخرطوم، اعلنت وزارة الخارجية السودانية في بيان، ان استمرار الجنوب بدعم المتمردين في السودان يزعزع الاستقرار في الشمال. وجاء في البيان الذي نشرته وكالة السودان للأنباء الرسمية ان مناشدات حكومة السودان ومحاولات المجتمع الدولي المتكررة لإثناء دولة جنوب السودان عن وقف سلوكها العدواني، باءت جميعها بالفشل، بسبب الإصرار الأعمى على زعزعة استقرار وأمن السودان. وذكرت وزارة الخارجية تحديداً مدينة تلودي في جنوب كردفان التي اعلن متمردو فرع الشمال من الحركة الشعبية لتحرير السودان مساء الأحد السيطرة على قسم منها.

من جانبه، بدأ الاتحاد الإفريقي، امس، في اديس ابابا، اجتماعاً مخصصاً لثني السودان وجنوب السودان عن خوص نزاع جديد مفتوح. واعلن مفوض الاتحاد الإفريقي، رمضان العمامرة، ان الاتحاد يريد الإسهام في حمل السودان وجنوب السودان، ليس فقط على وقف فوري للأعمال العدوانية وانما ايضا على تطبيق كل الاتفاقات الموقعة بحسن نية وتبني اتفاقات جديدة.

تويتر