أوباما يدعو إلى وقف القتل على الحدود

السودان يحتفل باستعادة هجليج ويقصف «الجنوب» مجدداً

جندي من الجيش الشعبي في سوق بانتيو بدولة الجنوب التي تعرضت للقصف السوداني. رويترز

احتفل الجيش السوداني، أمس، بحضور الرئيس عمر البشير، باستعادته منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها، وشن في الوقت ذاته غارة جوية دامية على مدينة بنتيو في جنوب السودان، فيما أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما، في خطاب ألقاه في واشنطن، ان «قتل الأبرياء يجب ان يتوقف»، في المناطق الحدودية بين السودان ودولة الجنوب، داعيا الخرطوم وجوبا الى التفاوض لإنهاء اعمال العنف، واضاف «في دارفور وابيي وجنوب كردفان وفي ولاية النيل الازرق، ينبغي ان يتوقف قتل الابرياء».

وتفصيلاً، تعهد الرئيس البشير بأن «لا تفاوض مع هؤلاء»، بعدما وصفهم الاسبوع الماضي بـ«الحشرات»، في اشارة الى قادة حكومة جنوب السودان، وقال «لا تفاوض معهم، نتفاوض بالبنادق والرصاص»، وذلك رغم نداءات المجتمع الدولي.

وافاد مراسل «فرانس برس»، الذي تمكن من زيارة الموقع، ان جثث جنود جنوب السودان كانت منتشرة في كل مكان، وان منشآت هجليج النفطية الثمينة التي تمثل نصف انتاج الشمال تكبدت خسائر.

وأعلن قائد القوات السودانية في هجليج، كمال معروف، امام نحو 2000 جندي ان «عدد القتلى بلغ 1200 جندي في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان»، قوات التمرد السابقة التي اصبحت تحكم جنوب السودان بعد استقلاله في يوليو ،2011 لكنه لم يعلن حصيلة الخسائر في صفوفه.

وفي الوقت نفسه شنت طائرات سودانية غارة جديدة على بنتيو عاصمة ولاية الوحدة في جنوب السودان على مسافة 60 كلم جنوب هجليج، وأطلقت قنابل عدة على جسر استراتيجي وسوق، فيما أعلن مسؤول في الخارجية السودانية ان الجيش «ينفي أي شكل من أشكال القصف، على حدود جنوب السودان».

وسقط ما لا يقل عن قتيلين احدهما طفل اصبحت جثته متفحمة، كما شاهدها مراسل «فرانس برس»، عندما كان في سيارة في المنطقة التي تعرضت للقصف فارتفعت سحب الدخان من السوق، حيث اصيب المدنيون بالذعر وركضوا هاربين بين رفوف المحال الملتهبة.

واعتبر مساعد مدير اجهزة الاستخبارات في جنوب السودان، ماك بول، «أنه تصعيد خطير وانتهاك لأراضي جنوب السودان، انه استفزاز واضح».

وقال وزير الاعلام في جنوب السودان برنبا مريال بنجامين «إننا استجبنا لنداءات الانسحاب (الدولية) من هجليج، لكنهم يواصلون القصف»، معتبرا ان الخرطوم بصدد تنفيذ وعودها باجتياح جنوب السودان.

وأغار الطيران السوداني على بنتيو التي سبق ان قصفها مرتين في ابريل، بينما كانت قوات جنوب السودان قد غادرت منطقة هجليج الحدودية المتنازع عليها بين السودانين، علما بأن المجتمع الدولي يعترف بأنها تابعة للسودان.

ودمرت الحرائق خزاناً وثمانية مولدات كهرباء، بينما انتشر النفط على ارض الحقل الذي تديره شركة «غريتر نايل بتروليوم كومباني» (جي.ان.بي.او.سي).

من جهتها، دعت الولايات المتحدة السودان الى «وقف عمليات القصف الجوي فورا» على جنوب السودان.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند، في بيان «على السودان ان يوقف فوراً عمليات القصف الجوية، ونيران المدفعية على جنوب السودان». واضافت ان على الخرطوم وجوبا «التوصل لاتفاق لوضع حد على الفور ودون شروط للاعمال العسكرية، والدخول مجددا في مفاوضات تحت رعاية الاتحاد الافريقي». بدوره، نبه الوزير الفرنسي المكلف التعاون هنري دون رانكور في لوكسمبورغ، الى ان الاتحاد الاوروبي قد يفرض عقوبات اذا استمرت حكومتا السودان وجنوب السودان المتنازعتان بعدم الوفاء بالتزاماتهما. ودانت وزارة الخارجية الفرنسية قصف القوات المسلحة السودانية مدينة بنتيو في الجنوب ودعت الى حماية السكان المدنيين.

تويتر