34 قتيلاً.. والمراقبون يزورون حمص وريف دمشق وحلب

غليون: إيران تعتبر مواجهات دمشـق معركتها

صورة بثتها وكالة «سانا»الرسمية تظهر زيارة وفد المراقبين إلى أحد الأحياء في حمص. رويترز

أكد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون، أن الدعم الإيراني والغطاء الروسي هما اللذان مكنا النظام السوري من الاستمرار في العنف، مؤكداً أن «الايرانيين يعتبرون المعركة في دمشق معركتهم». فيما زار أعضاء في فريق المراقبين الدوليين المكلفين التحقق من وقف إطلاق النار في سورية، أمس، مدينتي الزبداني، وحمص، وريف حلب، في حين قتل 34 شخصاً بينهم 28 مدنياً في مدينة حماة بإطلاق نار من رشاشات خفيفة وثقيلة من جانب القوات النظامية. في وقت قرر الاتحاد الاوروبي، أمس، فرض عقوبات جديدة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، شملت حظر صادرات المواد الفاخرة إلى سورية، والحد من صادرات المواد التي يمكن ان تستخدم لقمع المتظاهرين.

وقال غليون للصحافيين، عقب اجتماع مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في القاهرة، إنه «لولا الدعم الإيراني والغطاء السياسي الروسي لما تجرأ نظام الرئيس السوري بشار الأسد على التمادي في هذا العنف الذي لم يحدث في التاريخ»، مضيفاً أن «الإيرانيين يعتقدون أن المعركة في دمشق هي معركتهم قبل ان تكون معركة الأسد».

وأوضح أن طهران «تدافع عن مشروع إيران لكي تكون قوة إقليمية كبيرة وسورية هي التي تقدم لها هذه المنصة لتكون قوة اقليمية كبيرة».

وأعرب عن أمله في أن يراجع الايرانيون مواقفهم «حتى يضمنوا مصالحهم في سورية المستقبل».

وأكد غليون أنه ناقش مع وزير الخارجية المصري «العلاقات بين مصر الشقيقة والمجلس الوطني والثورة السورية، ومبادرة (موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية) كوفي أنان».

وأوضح أن «الآراء كانت متفقة على دعم مبادرة أنان، وإعطائها الفرص حتى تنجح ونستطيع أن نصل إلى طريق آمن لاخراج سورية من الأزمة الراهنة، وتحقيق مطالب الشعب السوري والثورة السورية».

وقال: «نريد أن يشعر الشعب السوري الذي يعيش الآن محنة حقيقة بأن العالم العربي، ومصر في مقدمته، يحتضن ثورته وإذا فشلت أي خطة فإن العالم العربي ومصر بخاصة ستكون الى جانبه، ولن تتركه وحيداً أمام طغيان النظام»، معتبراً أن «هذا أمر مهم للغاية على المستوى السياسي وعلى المستوى المعنوي بالنسبة للمجلس الوطني وللشعب السوري».

وأضاف غليون انه ناقش مع عمرو «توحيد المعارضة في الداخل والخارج، وتم الاتفاق على مشروع المجلس الوطني من أجل الاعداد للقاء تشاوري يجمع جميع ممثلي المعارضة السورية والمجتمع المدني من أجل نقاش حول إعادة هيكلة المجلس وتوسيعه، بحيث يعكس كل أطياف المعارضة والثورة في سورية». من جانبه، أكد الوزير المصري أن «ما يسعى الجميع لتحقيقه الآن لا يخرج في مضمونه عن المحاور التي طرحتها مصر لحل الأزمة منذ أغسطس الماضي، والمتمثلة في رفض التدخل الأجنبي، واستبعاد الحل الأمني أو العسكري للأزمة، ووقف العنف، وحقن الدماء، وبدء حوار جدي بين الحكومة والمعارضة السورية حول مستقبل البلاد وآلية الإصلاحات».

وشدد على «ضرورة تقييم المواقف والمقترحات بحسب قابليتها للتطبيق على أرض الواقع، وليس بعلو النبرات أو نارية التعبيرات المستخدمة».

من ناحية أخرى، زار أعضاء في فريق المراقبين الدوليين مناطق سورية عدة.

وقال المتحدث الرسمي باسم فريق المراقبين في سورية نيراج سينغ سينغ، لـ«فرانس برس» إن فريقاً من المراقبين زار، أمس، مدينة الزبداني في ريف دمشق من دون اعطاء المزيد من التفاصيل.

وتبعد الزبداني 45 كلم شمال غرب دمشق، ويتمركز فيها عدد كبير من عناصر الجيش السوري الحر، وقد تعرضت خلال الاسابيع الماضية لقصف عنيف من القوات السورية، ما ادى الى سقوط ضحايا، وتهدم جزئي لبعض منازلها، ونزوح عدد من سكانها الى المناطق المجاورة.

واوردت وكالة الانباء الرسمية (سانا) في خبر مقتضب أن «وفد المراقبين الدوليين زار حي الوعر بمدينة حمص (وسط) والتقى الاهالي». وأوضح سينغ رداً على سؤال حول حمص، أن «مراقبين اثنين موجودان بكل الاحوال في حمص»، من دون تفاصيل اضافية. ويمكث مراقبان من فريق الثمانية في حمص منذ السبت الماضي، بناء على طلب السكان.

من جهته، أعلن مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة ادواردو دل بوي أن انتشار المراقبين الدوليين الـ300 في سورية سيبدأ الاسبوع المقبل.

وقال إن «القرار اتخذ، وانتشار بعثة المراقبة سيتم على مراحل» اعتبارا من الاسبوع المقبل.

من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن مراقبين وصلوا الى مدينة الباب في ريف حلب، مشيراً الى ان الزيارة تزامنت مع حملة دهم واعتقالات نفذتها القوات السورية في المدينة.

على الصعيد الميداني، أعلن المرصد مقتل 34 شخصاً، أمس، بينهم 28 مدنيا على الاقل في مدينة حماة في اطلاق نار من رشاشات خفيفة وثقيلة من جانب القوات النظامية، وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن 28 مدنياً على الاقل قتلوا واصيب العشرات بجروح في إطلاق نار كثيف من رشاشات خفيفة وثقيلة من جانب قوات النظام على حي الاربعين ومشاع حي الاربعين في مدينة حماة.

وكان مواطن قتل في بلدة معضمية الشام في ريف دمشق، واتهم الاهالي، بحسب المرصد، السلطات السورية بقتله.

كما أفاد المرصد عن مقتل خمسة عناصر من القوات النظامية السورية، بينهم ضابط برتبة عقيد في استهداف سيارته في مدينة حماة، وضابط برتبة مقدم سقط بعد منتصف الليلة قبل الماضية قرب بلدة الصنمين في درعا (جنوب). ولم يعط المرصد أي تفصيل يتعلق بظروف او مكان مقتل العناصر الثلاثة الآخرين. وأوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها أن «مجموعة إرهابية مسلحة» اغتالت، أمس، ضابطاً برتبة عقيد وصف ضابط برتبة مساعد في مدينة حماة، وطبيباً في مدينة درعا وضابطاً برتبة مقدم في بلدة المسمية التابعة لمدينة الصنمين في المحافظة.

وفي شرق البلاد، أفاد المرصد بـ«عمليات دهم واعتقال قامت بها قوات الامن والجيش في مدينة القورية، ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف. كما تمت محاصرة حي الجورة في مدينة دير الزور بسيارات وعناصر من الشبيحة».

وفي ريف ادلب (شمال غرب) اقتحمت قوات الجيش بلدة الرامي، وترافق ذلك مع إطلاق رصاص كثيف بحسب المصدر نفسه.

ورأى عضو المكتب الإعلامي في حمص ابويزن الحمصي، أن دور المراقبين «لن يكون مؤثراً في وقف الانتهاكات»، مضيفا أن القصف على حي الخالدية في حمص استمر حتى صباح أمس، «على مسمع من المراقبين وتحت عيونهم».

كما أشار في اتصال مع «فرانس برس» عبر سكايب، الى سماع اصوات طلقات رصاص، أمس، في حيي بابا عمرو والانشاءات اللذين تسيطر عليهما قوات النظام. وعلى الرغم من استمرار العمليات، سارت تظاهرات عدة الليلة قبل الماضية تطالب بإسقاط النظام، لاسيما في مدينة ومحافظة حلب (شمال) ومدينة ومحافظة حماة التي زارها المراقبون. وفي لوكسمبورغ، قرر الاتحاد الاوروبي، أمس، فرض عقوبات جديدة على النظام السوري، من خلال حظر صادرات المواد الفاخرة الى سورية، والحد من صادرات المواد التي يمكن ان تستخدم لقمع المتظاهرين.

وقال مصدر دبلوماسي في بروكسل إن هذه الحزمة الجديدة من العقوبات، وهي الـ14 منذ نحو السنة، تستهدف «بشكل رمزي للغاية» نمط حياة الاسد وزوجته اسماء، إلا أنه أقر في الوقت نفسه بسهولة الالتفاف على هذا النوع من العقوبات. وسيتعين على الاتحاد الاوروبي تحديد نطاق تطبيق الاجراء المتعلق بالمواد الفاخرة، الذي يندرج ضمن المجموعة الـ14 للعقوبات الاوروبية على النظام السوري.

واعتبرت موسكو مسبقاً هذه العقوبات «غير مقبولة»، وأنه «لن يمكن توقع تطورات الوضع الذي سيشهد تدهورا متزاديا» نتيجة لذلك. الا ان الاتحاد الاوروبي يرى على العكس انه وبسبب عدم تحسن الوضع على الارض «لابد من مواصلة تصعيد الضغوط على النظام»، بحسب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ. واعتبر هيغ ان «من الصعب التفاؤل بعد ما حصل في سورية في الاشهر الـ13 الاخيرة».

تويتر