جوبا تشنّ هجوماً قرب أبيي.. والخرطوم تطلب اجتماعاً عاجلاً لمجلس الجامعة

البشير يدعو إلى «تحرير» جنوب السودان

قوات جنوبية في طريقها إلى هجليج. أ.ف.ب

دعا الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، أمس، الى «تحرير» جنوب السودان من الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي تحكم دولة جنوب السودان، فيما تبادل السودان وجنوب السودان الاتهامات بشأن شن هجمات في جبهة جديدة قرب الحدود المتنازع عليها بين البلدين، ما يزيد المخاوف من عودة إلى حرب شاملة في المنطقة المنتجة للنفط، وشن السودان عمليات عسكرية وحملة دبلوماسية تهدف الى انهاء احتلال الجنوب لمنطقة هجليج النفطية بكل الوسائل المتاحة، وطلبت الخرطوم رسمياً من جامعة الدول العربية، أمس، عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة لبحث مشكلة دخول قوات الجنوب إلى هجليج، بينما يدرس مجلس الأمن الدولي امكانية فرض عقوبات لوقف النزاع.

وتفصيلاً، قال البشير، متحدثاً امام اعضاء في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، إن القصة بدأت في هجليج التي استولت عليها قوات جنوب السودان خلال الاشتباكات الاخيرة «لكنها ستنتهي في الخرطوم أو جوبا»، مضيفاً ان «انباء طيبة من المنطقة الحدودية ستعلن خلال ساعات». وتابع «شعارنا منذ اليوم تحرير السودان الجنوبي من الحركة الشعبية»، مضيفاً «هذه مسؤوليتنا امام اخواننا في جنوب السودان».

وأعلن رئيس خلية الأزمة في وزارة الخارجية السودانية، عمر دهب، في مؤتمر صحافي في الخرطوم «سنضع حداً لهذا الاحتلال بكل الوسائل الممكنة»، وأضاف أن «عمليات عسكرية تجري» وأن السلطات تأخذ «في الاعتبار في الوقت نفسه الجهود الدبلوماسية والمساعي الحميدة المتعلقة بإنهاء الاحتلال». وكان الاتحاد الإفريقي ابدى «قلقه العميق» حيال «تصعيد» المعارك بين السودان والجنوب، ودعا الجنوب الى الانسحاب «فوراً» من هجليج.

وشنت قوات جنوب السودان هجوماً قرب منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها بهدف صرف انظار الجيش السوداني، وتعقيد مهمته لاستعادة السيطرة على منطقة هجليج، كما ذكر المركز السوداني للإعلام المقرب من الجهاز الأمني للسلطات السودانية. وأوضح المركز ان الهجوم استهدف، أول من أمس، القوات السودانية في منطقة بحر العرب. وقال المصدر نفسه ان قوات الخرطوم صدت المهاجمين.

لكن القوات الجنوبية نفت ان تكون تقدمت من مواقعها الى هذه المنطقة. وقال المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في جوبا، ملك ايوان «لا نتقدم نحو هذه المناطق»، مشيراً الى معارك دارت في كير ادم في منطقة ابيي. واضاف ان 15 جنديا سودانيا وسبعة جنود من الجنوب قضوا في هذه المعارك، ويتعذر تأكيد هذه الحصيلة. وتقع منطقة كير ادم تحت سيطرة جنوب السودان، لكن السودان يطالب بالسيادة عليها ايضا، وكان قصفها العام الماضي.

في السياق نفسه، صرح مصدر مسؤول بالجامعة العربية بأن الأمانة العامة تلقت طلباً من مندوبية السودان لدى الجامعة تطلب عقد اجتماع لمجلس الجامعة لبحث هذه المشكلة. وسيبدأ الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، مشاوراته لتحديد الموعد المقترح ومستوى الاجتماع.

وصرح دبلوماسيون بأن مجلس الأمن الدولي بحث، أول من أمس، امكانية فرض عقوبات على السودان ودولة الجنوب الفتية، بهدف ابعاد شبح حرب مفتوحة بين البلدين.

لكن مبعوثي السلام الى البلدين قالا امام المجلس ان السودان ودولة الجنوب عالقان في «منطق الحرب».

وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، سوزان رايس، ان الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن طلبت مجدداً انسحاب قوات جنوب السودان من هجليج، وان يكف السودان عن قصفه الجوي لأراضي الجنوب.

ودعا المجلس البلدين الى «وقف تام وفوري وغير مشروط» للمعارك.

واكدت السفيرة الاميركية التي تترأس المجلس، في ابريل، للصحافيين ان المجلس «ناقش وسائل تعزيز تأثير المجلس للضغط من اجل القيام بهذه الخطوات بما في ذلك امكانية فرض عقوبات».

وتحدث وسيط الاتحاد الإفريقي، ثابو مبيكي، وموفد الأمم المتحدة، هيلا مينكاريوس، امام المجلس عن النزاع على الحدود بين البلدين.

وقال مبيكي ان السودان وجنوب السودان «عالقان في منطق الحرب»، كما ذكر دبلوماسيون حضروا الاجتماع. واضاف هؤلاء الدبلوماسيون ان الوسيطين الدوليين اكدا ان «المتشددين يجدون مناخاً ملائماً حالياً في جوبا والخرطوم»، ودعوا مجلس الأمن الدولي الى «بدء محادثات مع الحكومتين مباشرة لتتراجع كل منهما عن مواقفها».

تويتر