11 قتيلاً في جمعة «ثورة لكل السوريين».. ومناوشات بين الجيش ومنشقين

تظاهرات عارمة ضدّ الأسد.. وأنـان يطالب بـ «ممرات إنسانية»

تظاهرات حاشدة ضدّ الأسد بعد صلاة الجمعة في حي الوعر بحمص. رويترز

خرج عشرات آلاف السوريين، أمس، في تظاهرات حاشدة طالبت بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، في عدد كبير من المناطق، في جمعة «ثورة لكل السوريين»، على الرغم من الانتشار الأمني الواسع الذي حاصر معظم المناطق، لمنع خروج المتظاهرين، وأطلق الرصاص عليهم، ما أسفر عن مقتل 11 شخصاً غداة دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، الذي شهد مناوشات بين الجيش النظامي ومنشقين. في وقت طالب فيه موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي أنان، بإقامة «ممرات انسانية» في سورية، مؤكداً وجود حاجة ماسة إلى «مساعدة إنسانية مكثفة».

وعمت التظاهرات التي تطالب بإسقاط نظام الأسد معظم المدن والقرى والبلدات السورية، في ظل وجود أمني كثيف.

وقال نشطاء المعارضة السورية إن 11 شخصاً على الأقل قتلوا على يد القوات السورية، أمس.

وأوضح الناشط عمر الحمصي في حمص، أن حالات القتل وقعت خلال تظاهرات حاشدة في محافظتي حماة وحمص وسط البلاد، وضواحي العاصمة دمشق، ومحافظة إدلب شمال البلاد.

من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن «التظاهرات كانت حاشدة أكثر بكثير من الاسابيع الماضية، وان عشرات الآلاف خرجوا في مناطق عدة من درعا الى دمشق وريفها، ومن بعض احياء مدينة حمص (وسط) وقرى وبلدات في ريفها الى حماة وريفها، ومن حلب (شمال) ودير الزور (شرق) الى مناطق كردية عدة (شمال شرق)».

واشار الى ان «العدد يعتبر ضخماً في ظل الانتشار الامني الكثيف، ووجود الاف المعتقلين في السجون، وتحييد بعض المناطق التي نزح سكانها خلال الاسابيع الماضية بسبب العمليات العسكرية التي نفذتها قوات النظام».

وأفاد المرصد وناشطون بحصول اطلاق نار من قوات الامن على متظاهرين خرجوا في مناطق اخرى بعد صلاة الجمعة، وعن انتشار امني كثيف في اماكن مختلفة «في محاولة لمنع التظاهرات».

وجاءت التظاهرات تلبية لدعوات وجهها ناشطون للتظاهر بكثافة تحت شعار «ثورة لكل السوريين»، غداة وقف إطلاق النار.

وذكر المرصد السوري ان تظاهرات عدة خرجت في احياء في مدينة دمشق طالبت بإسقاط النظام ورحيل الاسد.

وقال الناشط معاذ، في اتصال مع «فرانس برس» عبر «سكايب»، ان تظاهرتين حاشدتين خرجتا من جامع بلال الحبشي وجامع كفرسوسة الكبير في دمشق، واستهدفت الاخيرة بإطلاق نار، ما تسبب بوقوع جرحى.

وأضاف ان القوى الامنية فرضت حصاراً مطبقاً على عدد من مساجد العاصمة، في ظل «انتشار امني كثيف بالسلاح والعتاد منعاً لخروج تظاهرات»، وان «حي الحجر الاسود تحول الى ما يشبه ثكنة عسكرية»، إلا ان ذلك لم يوقف المتظاهرين.

وأكد ان تظاهرة حاشدة في الزبداني طالبت المجتمع الدولي بتفعيل خطة أنان ومطالبة النظام بسحب آلياته وإطلاق المعتقلين. وأشار المرصد الى إطلاق قوات الامن الرصاص على متظاهرين خرجوا من مسجد الزيتونة في بلدة معضمية الشام في ريف دمشق.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، خرجت تظاهرات حاشدة في مدن وبلدات وقرى عدة في الريف، بينها تظاهرة في كفرنبل شارك فيها اكثر من 7000 شخص، بحسب المرصد.

وقال المرصد ان «تظاهرات حاشدة خرجت في مدن وبلدات الحولة (نحو 7000)، وتلبيسة (نحو 4000) وعزالدين (نحو 3000)، ومهين في ريف حمص (وسط)، طالبت بإسقاط النظام ورحيل الاسد». كما سجلت تظاهرة في مدينة الرستن في محافظة حمص.

كما اشار الى خروج تظاهرات في مناطق عدة في محافظة درعا (جنوب) بعد صلاة الجمعة. وحصل تراشق بالحجارة في حي طريق السد في مدينة درعا بين المتظاهرين والقوى الامنية.

وأشار محمود السيد من مجلس الثورة في درعا الى اطلاق نار أيضا على تظاهرة في جاسم وفي كفرشمس في المحافظة.

وسارت «تظاهرة حاشدة في حي الصليبة في اللاذقية» (غرب)، واخرى في مدينة دير الزور (شرق)، بحسب المرصد.

وذكر المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب (شمال)، محمد الحلبي، أن تظاهرات عدة خرجت في احياء مدينة حلب، اكبرها في حي صلاح الدين (اكثر من 5000)، مشيراً إلى ان قوات الامن تعاملت مع معظمها بالرصاص، واعتقلت العشرات.

كما خرجت تظاهرات، بحسب الحلبي، في معظم مدن الريف ابرزها في مدينة الاتارب، كونها «التظاهرة الاولى فيها منذ اقتحامها من قوات النظام قبل شهر ونصف الشهر، رغم استمرار الاحتلال».

وقال الحلبي ان ابرز الهتافات كان «واحد واحد واحد الشعب السوري واحد».

وفي محافظة حماة، قال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في حماة، أبوغازي، إن تظاهرات خرجت في احياء الحميدية والقصور والصابونية في المدينة، وفي طيبة الامام في ريف حماة، مشيرا الى «هجوم الامن على المتظاهرين بالعصي الكهربائية واعتقال الكثيرين».

على الصعيد الدبلوماسي طالب أنان بإقامة «ممرات انسانية» في سورية.

وقال أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان، إن «أنان مدرك ان الوضع ليس مثاليا في هذا البلد في الوقت الحالي، هناك معتقلون يجب الإفراج عنهم، وممرات انسانية يجب فتحها»، مذكرا بأن اكثر من مليون شخص في حاجة الى مساعدات غذائية في سورية بحسب الامم المتحدة.

إلى ذلك وقعت اشتباكات بين الجيش النظامي ومنشقين بالقرب من قرية خربة الجوز في ريف جسر الشغور بالقرب من الحدود مع تركيا، وهي الاولى منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ قبل اكثر من 24 ساعة.

وقال مدير المرصد السوري، «إنها الاشتباكات الاولى المباشرة بين القوات النظامية ومنشقين منذ بدء وقف اطلاق النار، واستخدمت فيها الاسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة».

وفي هذا الصدد قال فوزي، إن وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الخميس «تم الالتزام به نسبيا» حتى الآن، معتبراً انه من الضروري ارسال مراقبين دوليين الى سورية في اسرع وقت ممكن للإشراف على تطبيقه. وناقش مجلس الامن، أمس، مشروع قرار يدعو إلى إرسال فريق طليعي «في اسرع وقت ممكن» يتألف من «10 الى 12 شخصاً».

وأوضح فوزي ان «البعثة الكاملة ستضم 250 مراقباً»، مشيرا الى انهم يمكن ان يكونوا من القوات الموجودة بالفعل في المنطقة، ومن ثم يمكن نشرهم «سريعا»، لانهم مستعدون فعلياً للتدخل. وأكد ايضا ان هذه القوات ستكون من جنسيات ترضى عنها السلطات السورية، اي سواء من آسيا او أميركا اللاتينية أو افريقيا.

بدوره قال الجنرال النرويجي روبرت مود، مستشار أنان، في مؤتمر صحافي، إن سورية التي تعاني أعمال العنف منذ اكثر من سنة، في حاجة ماسة الى «مساعدة انسانية مكثفة».

وأضاف أنه «إذا استمرت الأطراف في احترام وقف اطلاق النار، فمن المهم جدا فتح المجال امام مساعدة انسانية مكثفة في اسرع وقت ممكن»، مؤكدا أن سورية «في حاجة أيضا الى اعادة اعمار، وان الدمار هائل الى حد انه في بعض المدن دمرت المدارس والمستوصفات والمؤسسات العامة على آخرها، ويجب اعادة بناؤها».

وأوضح أن «وقف إطلاق النار يبدو محترماً مع شيء من التحفظ، ومن المقلق ان نرى معلومات غير مؤكدة حول اعمال عنف في حمص والمنطقة الحدودية، لكن الانطباع العام هو تطبيق وقف اطلاق النار».

من جهتها، قالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي، اليزابيث بيرز، ان المنظمة توزع حاليا المساعدة الانسانية عبر الهلال الاحمر السوري منذ بدء عمليتها العاجلة في ديسمبر الماضي. وأضافت ان «عدد الذين تم الوصول إليهم في مارس الماضي بلغ 106 آلاف».

تويتر