الجيش يقتحم تل رفعت.. و50 قتيلاً بينهم 35 في قصف بلدة اللطامنة

مهلة أنان تنتهي اليوم.. وتوتر علـى الحدود السورية التركية

أحد المصابين السوريين لدى وصوله إلى مستشفى في مدينة كيليس التركية. رويترز

اقتحمت القوات السورية، أمس، مدينة تل رفعت في ريف حلب، بينما تواصلت، العمليات العسكرية والأمنية للقوات النظامية والاشتباكات مع المنشقين، في عدد من المناطق السورية، ما أسفر عن مقتل 50 شخصاً بينهم 35 في قصف القوات السورية على بلدة اللطامنة في ريف حماة (وسط)، عشية انتهاء المهلة التي حددها مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، لوقف العنف، في ظل شكوك حول نجاح خطته بعد اشتراط دمشق «ضمانات مكتوبة»، من المعارضة ودول عربية إسلامية لوقف العنف. فيما ساد توتر شديد على الحدود السورية التركية، إثر مقتل سوريين وإصابة آخرين برصاص مصدره الجانب السوري، ما أثار غضب انقرة عشية زيارة أنان لمخيمات اللاجئين السوريين في تركيا.

وساد توتر شديد على الحدود السورية التركية، حيث أسفر رصاص قادم من الأراضي السورية عن سقوط جرحى على الأراضي التركية.

وقال دبلوماسي تركي لـ«فرانس برس»، طالبا عدم كشف هويته، إن سوريين اثنين ومترجما تركيا جرحوا، أمس، على الأراضي التركية «برصاص مصدره الأراضي السورية»، بينما كانوا يحاولون مساعدة جرحى على دخول تركيا.

وهي المرة الأولى، التي يسفر فيها رصاص أطلقته القوات السورية عن سقوط جرحى في تركيا، منذ بداية الحركة الاحتجاجية بسورية، في مارس .2011

ووقع الحادث على الحدود في منطقة كيليس (جنوب شرق)، حيث أقامت تركيا مخيما للاجئين السوريين، الهاربين من أعمال العنف في بلادهم.

وأضاف الدبلوماسي أنه ـ في وقت مبكر من صباح أمس ـ «رأى الناس في المخيم مجموعة وصلت من سورية، جرى إطلاق النار على المجموعة أولا، ما اسفر عن سقوط سبعة جرحى، ثم على المخيم».

وأضاف أن مسؤولا رفيع المستوى في وزارة الخارجية التركية، اتصل هاتفيا بعد هذا الحادث بالقائم بالأعمال السوري، «ليطلب وقف إطلاق النار فورا». من جهة أخرى، ذكرت وكالة «أنباء الأناضول» التركية، نقلا عن مصدر رسمي أن سوريين قتلا وأصيب ما لا يقل عن 15 آخرين، في إطلاق نار قرب الحدود التركية السورية.

وقال مدير جهاز الصحة في مدينة كيليس التركية، إن «عدد الجرحى الذين نقلوا من سورية، كان ،17 توفي منهم اثنان».

ونقل الجرحى من سورية، بعد قصف بالأسلحة الثقيلة نفذته، الليلة قبل الماضية، قوات الأمن السورية على قرية سوكو في محافظة حلب، كما ذكر للوكالة عبدالقادر عبدالله الذي كان يرافق الجرحى.

وقال المصدر إن «هناك عددا كبيرا من الجرحى، ونقلنا أكبر عدد منهم».

وتأتي هذه الحوادث عشية زيارة خاطفة لأنان، الذي يفترض ان يتفقد اليوم مخيمين للاجئين في هاتاي (جنوب).

وقال مصدر دبلوماسي تركي، أمس، إن «الزيارة ستستمر بضع ساعات، قبل ان يتوجه انان إلى ايران» في 11 أبريل الجاري.

كما سيتوجه عضوا مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين وجو ليبرمان، اليوم، الى جنوب تركيا في محافظة هاتاي لزيارة مخيمات اللاجئين، عقب لقائهما في انقرة الرئيس التركي عبدالله غول، بحسب المصدر الدبلوماسي نفسه.

وهددت تركيا ـ على لسان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ـ باتخاذ «تدابير»، في حال لم يوقف نظام دمشق أعمال العنف، في المهلة المحددة اليوم.

ولم يوضح أردوغان التدابير التي قد تتخذها تركيا، والتي قطعت علاقاتها مع النظام السوري، وطرحت الصحف التركية سيناريوهات عدة، خصوصا إقامة مناطق عازلة على الحدود.

وأعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل «الالتزام» التام بمبادرة أنان، «وانسجاما مع البيان الرئاسي لمجلس الأمن».

وقالت في بيان «نحن كطرف مدافع عن هذا الشعب الأعزل، نعلن وقف إطلاق نار ضد جيش النظام، ابتداء من صباح 10 أبريل الجاري (اليوم)»، مضيفة «سنحافظ على هذا الوعد، إذا واظب النظام على الالتزام ببنود المبادرة».

في سياق متصل، دعت بكين ـ التي تعد حليفا اساسيا لدمشق ـ «الحكومة السورية والأطراف المعنيين في سورية، إلى احترام التعهدات بوقف إطلاق النار وسحب القوات» من المدن. ودعت ـ من جهة أخرى ـ الأسرة الدولية إلى «الصبر»، وطالبتها بـ«إعطاء انان المزيد من الوقت».

يأتي ذلك غداة إعلان دمشق أنها لن تسحب قواتها من المدن، ما لم تحصل على «ضمانات مكتوبة» من قبل المعارضة.

على الصعيد الميداني، أسفرت العمليات العسكرية والأمنية والاشتباكات مع المنشقين، في مختلف انحاء البلاد، عن مقتل 50 شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم سوريان، قرب الحدود مع تركيا.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس» إن 35 شخصا قتلوا في قصف القوات السورية على بلدة اللطامنة، من بينهم 15 طفلاً وفتى دون الـ،18 وثماني نساء، مشيراً إلى وجود عدد من الاشخاص تحت انقاض المنازل التي قصفها الجيش السوري.

وأضاف عبدالرحمن ان «اشتباكات وقعت في مدينة كفر زيتا المجاورة بعدما حاصرت القوات النظامية المستشفى لاعتقال الجرحى الذين نقلوا اليه من اللطامنة». وذكر عبدالرحمن أن قوات الامن هاجمت ايضاً «المنازل التي اقيمت فيها مجالس عزاء لضحايا المجزرة السابقة».

وقتل السبت الماضي في بلدة اللطامنة 72 شخصاً بنيران القوات السورية.

وفي مدينة حلب (شمال)، وقعت اشتباكات ـ الليلة قبل الماضية ـ بين عناصر من الجيش الحر وقوات الأمن، في حي السكري، على خلفية قيام عناصر الأمن بإطلاق الرصاص على تظاهرة ليلية، بحسب ما أفاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي، وسقط في الاشتباك ضابط شرطة برتبة ملازم أول وشرطي، وفقا للمرصد.

وفي ريف حلب، واصلت قوات النظام ـ لليوم للثاني ـ قصف مدينة تل رفعت، التي تحيط بها حشود عسكرية كبيرة «في ما يبدو أنه تمهيد لاقتحامها»، بحسب الحلبي الذي أشار الى «حالة دمار لا يمكن وصفها في المدينة». وأشار المرصد الى بدء عملية اقتحام تل رفعت، التي «سقط فيها العشرات بين شهيد وجريح»، وإلى تعرض بلدة مارع لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة.

وعلى مقربة من الحدود التركية، دارت اشتباكات في قرية السلامة التابعة لمدينة اعزاز، أسفرت عن مقتل ستة عناصر من نظاميين، وجرح ثمانية منشقين، جرى نقلهم عبر الحدود التركية.

وفي حمص (وسط)، تعرضت أحياء مدينة الرستن الخارجة عن سيطرة القوات النظامية منذ أشهر، لقصف من قبل القوات النظامية التي تحاصرها، بحسب ما نقلت «شبكة شام الإخبارية». وفي العاصمة دمشق، دخلت تعزيزات أمنية وعناصر من الشبيحة، فجر أمس، إلى حي كفرسوسة حيث نفذت عمليات دهم للبيوت، اعتقلت عشرات الأشخاص، بحسب ما افاد عضو قيادة مجلس الثورة بدمشق ديب الدمشقي.

وفي ريف دمشق، قتل اربعة جنود نظاميين بانفجار عبوة ناسفة في حافلة كانت تقلهم قرب قرية كوكب، بحسب المرصد السوري.

وأشار المرصد الى انتشار ناقلات جند مدرعة على حواجز، بين مدينة داريا بريف دمشق وحي كفرسوسة بدمشق.

وفي مدينة حماة (وسط)، نفذت قوات الأمن حملة دهم واعتقالات، في أحياء باب القبلي والبياض والشير، إضافة إلى تكسير المحال التجارية، والاعتداء على منازل الناشطين على وجه الخصوص، بحسب ما أفاد عضو المكتب الإعلامي لمجلس الثورة في حماة أبوغازي الحموي.

وأضاف الحموي ـ في اتصال مع «فرانس برس» ـ أن تعزيزات عسكرية وصلت الى محيط مدينة كفرزيتا في ريف حماة «ما يؤشر الى امكانية أن تكون عرضة لاقتحام القوات النظامية في الساعات القليلة المقبلة». وفي محافظة دير الزور (شرق)، اقتحمت القوات النظامية قرية موحسن، صباح أمس، وسط سماع إطلاق رصاص كثيف وأصوات انفجارت. وتدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة بقرية البوعمر قرب موحسن، فيما سمعت في دير الزور أصوات إطلاق رصاص وانفجارات صباح أمس، بحسب المرصد. وفي محافظة درعا (جنوب)، قتل مواطن في بلدة صيدا، إثر اصابته برصاص. ونفذت قوات الأمن حملة دهم واعتقالات في خربة غزالة، صباح أمس، أسفرت عن اعتقال 16 شخصا، بحسب المرصد.

تويتر