منشقون يشكلون «المجلس العسكري في دمشق وريفها»

اشتباكات عنيفة في أنحاء سورية.. والمعـارضة تنتقد بيان مجلس الأمـن

تظاهرة احتجاجية ضد الأسد في القامشلي. رويترز

اندلعت اشتباكات اسفرت عن سقوط قتلى في أنحاء عدة من سورية، امس، غداة دعوة مجلس الأمن كل الأطراف إلى وقف القتال والسعي إلى تسوية عبر التفاوض، قالت المعارضة انها تعطي نظام الرئيس بشار الاسد فرصة اضافية للقتل وقمع الاحتجاجات. وفيما اتهمت منظمة «هيومان رايتس وتش»، قوات الأمن السورية بارتكاب انتهاكات خطيرة في حملتها العسكرية بمدينة القصير، اعلن منشقون تأسيس مجلس عسكري في دمشق وريفها.

وتفصيلاً، قتل 26 شخصاً في اعمال عنف في سورية، امس، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ففي محافظة ادلب (شمال غرب) قتل 10 مدنيين امس برصاص اطلق على حافلة كانت تقلهم قرب مدينة سرمين، من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام البلدة.

وفي درعا (جنوب) قتل جندي من الجيش النظامي السوري واصيب اربعة اخرون بجروح اثر اطلاق مجموعة مسلحة منشقة النار على سيارة كانت تقلهم قرب قرية صيدا. وخرجت تظاهرات في علما وخربة غزالة للمطالبة بتسليح الجيش السوري الحر.

وقالت مصادر في المعارضة إن دبابات سورية قصفت حيا كبيرا في مدينة حماة امس، بعد معارك بين الجيش السوري الحر والقوات الموالية للأسد، ودمر القصف منازل في حي الأربعين.

وقالت مصادر في المعارضة إن 20 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في هجمات للجيش بالمنطقة على مدى اليومين الماضيين.

وقال المرصد السوري إن قتالاً شرساً دار في بلدة القصير التي تقع بالقرب من الحدود مع لبنان، ولقي ثلاثة من السكان حتفهم في القتال، كما قتل أربعة جنود عندما هاجم مسلحون نقطة تفتيش يحرسونها .وقال سكان ان قذائف سورية عدة سقطت في قرية القاع اللبنانية الحدودية وفي حقول قريبة، مساء الاربعاء، ما اسفر عن اصابة شخص بعد سماع قصف مدفعي عنيف على الجانب السوري من الحدود.

وفي محافظة دير الزور (شرق) نفذت القوات النظامية السورية حملة مداهمات واعتقالات في مدينة القورية بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية، واسفرت الحملة عن اعتقال 10 مواطنين بينهم اربعة من عائلة واحدة، بحسب المرصد.

وفي محافظة اللاذقية (غرب)، قتل خمسة جنود نظاميون في جبل الاكراد حيث دارت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية ومنشقين عنها، واقتحمت قوات عسكرية امنية كبيرة قرية كباني بجبل الاكراد بحثا عن مطلوبين للسلطات، مطلقة قذائف الهاون في الاحراش المجاورة للقرية.

في الأثناء اعتبر عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، سمير نشار، امس، ان البيان الرئاسي لمجلس الامن حول سورية يعطي الاسد فرصة اضافية للقتل. وقال سمير نشار لوكالة «فرانس برس» ان البيان الرئاسي الذي صدر عن مجلس الأمن «في ظل استمرار عمليات القتل التي تقوم بها قوات بشار الأسد، يعطيه فرصة اضافية للاستمرار في سياسة القمع في محاولة لإنهاء ثورة الشعب السوري». ورأى نشار ان المطلوب من مجلس الامن «قرارات رادعة وحاسمة للنظام يكون جوهرها وقف عمليات القتل المستمر التي ترتكبها قوات الاسد، والمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري». وقال نشار «نعتقد انه على بشار ان يتنحى ليفتح الباب امام حلول سياسية تجنب سورية كارثة الحرب الأهلية التي بدأت تلوح في الأفق».

من جهتها، قالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» إن قوات الأمن السورية ترتكب انتهاكات خطيرة في القصير الواقعة في محافظة حمص قرب الحدود اللبنانية. وقالت مديرة الشرق الأوسط في «هيومان رايتس»، سارة لي ويتسون «بعد الحصار الدموي لحمص تلجأ قوات الأسد الطرق الوحشية نفسها في القصير».

وأضافت «بعد رؤية الدمار الذي لحق بحمص على الحكومة الروسية أن توقف مبيعات السلاح للحكومة السورية وإلا فإنها تخاطر بالزج باسمها اكثر في انتهاكات لحقوق الإنسان». واعلن عسكريون سوريون منشقون امس، تأسيس مجلس عسكري في دمشق وريفها لتنظيم تحركات المنشقين عن القوات النظامية في هذه المنطقة. وتلا العقيد المنشق، خالد محمد الحمود، بيانا اعلن فيه «تشكيل المجلس العسكري في دمشق وريفها ليكون هذا المجلس الراعي لشؤون واعمال كتائب الجيش السوري الحر في هذه المنطقة»، بحسب ما اظهر تسجيل بث على الانترنت الخميس. ودعا الحمود «الشرفاء من ضباط وصف ضباط وافراد الذين مازالوا في جيش (الرئيس السوري) بشار (الاسد) ان يلتحقوا بصفوف الجيش الحر». وقال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، احمد الخطيب، في اتصال مع «فرانس برس» ان المجلس العسكري سيأخذ على عاتقه تنظيم المقاتلين وتشكيل المجموعات العسكرية بناء على الخبرة العسكرية التي يتمتع بها الضباط المنشقون. واضاف ان وجود قيادة واحدة للمنشقين عن جيش الاسد يعطي ارتياحا للجهات التي ترغب في دعم الجيش السوري الحر.

تويتر