«هيومن رايتس» تتّهم قوات الأسد بسياسة «الأرض المحروقة» عشية إفادة أنــــان في مجلس الأمن

اشتباكات في دمشق.. وحصار مـدن في الذكــرى الأولى للثورة

مؤيدو الأسد في عرض قوة للنظام وسط دمشق مع دخول الانتفاضة عامها الثاني. رويترز

تمدّدت الاشتباكات المسلحة في الذكرى السنوية الأولى للثورة السورية، امس، إلى العاصمة دمشق. وفيما واصل الجيش عملياته في مناطق مختلفة، وفرض حصاراً مشدداً على مدن رئيسة، بينها حماة، تحسباً لموجة كبيرة من الاحتجاجات، افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه تم العثور على 23 جثة بالقرب من ادلب، عليها آثار تعذيب شديد. واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الأمن السورية باستخدام «وسائل الأرض المحروقة» في محاولة لسحق المعارضة.

تأتي التطورات الميدانية عشية افادة حاسمة لمبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي أنان، في مجلس الأمن اليوم، وسط انتقادات روسية غير مسبوقة للنظام السوري بسبب تأخر الإصلاحات.

وتفصيلاً، قال ناشطون إن اشتباكات مسلحة جرت، قبيل فجر امس، في أحياء جوبر والقابون وبرزة في دمشق، وسمعت أصوات انفجارات. وأضافوا أن الاشتباكات والانفجارات في جوبر وقعت عقب انشقاق عناصر من أحد الحواجز، وتحدثوا عن اشتباكات متزامنة في حيي برزة والقابون.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان حدوث اشتباكات مسلحة، وانفجار سيارة مفخخة في حي برزة، من دون أن يشير إلى خسائر إصابات. وبشكل متزامن تقريباً، قطع متظاهرون بعد منتصف الليلة قبل الماضية الطريق الرئيس في حيّي جوبر وركن الدين، ما استدعى عملية اقتحام.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي «قتل 9113 شخصاً، بينهم 6645 مدنياً و2468 عسكرياً بينهم 471 منشقاً». وقال عبدالرحمن «على الرغم من القتل والقمع، الشعب السوري مستمر في ثورته».

وتأتي الاشتباكات في بعض أحياء دمشق في ذكرى مرور عام على اندلاع الثورة. وفي المقابل خرج مؤيدون للأسد إلى ساحات وشوارع المدن السورية ملوحين بالأعلام في استعراض منظم للولاء للرئيس ودعماً لبرنامج الإصلاح.

وقال ناشطون إن اشتباكات أخرى وقعت بين الجيش السوري و«الجيش الحر» في كفر بطنا في ريف دمشق. وفي المحافظة ذاتها، تحدث ناشطون عن اشتباكات بين الجيش ومنشقين في دوما، في حين أعلن «الجيش الحر» أنه اعتقل العميد في الجيش السوري، نعيم خليل عودة، وأمهل «الجيش الحر» السلطات ثلاثة أيام لإطلاق معتقلي دوما وإلا أعدم الضابط. وتحدث «الجيش الحر» أيضاً عن استهداف عقيد في الجيش كان ضمن قافلة عسكرية على الطريق بين دمشق والقنيطرة. وفي إدلب التي سيطر عليها الجيش السوري قبل يومين، تحدث ناشطون عن انشقاق عسكريين مع ثلاث مدرعات، وقالوا إن اشتباكاً مع الجيش أعقب الانشقاق.

وفي الذكرى الأولى للثورة، فرض الجيش والأمن السوريان حصاراً مشدداً على مدن بينها حماة. وقال عضو الهيئة العامة للثورة، جهاد الحموي، إن نحو 90 آلية عسكرية تفرض حصاراً خانقاً على أحياء بالمدينة التي تشهد مظاهرات ضد النظام. وأشار الحموي إلى انتشار كثيف في أحياء الحاضر والقبلي والصابونية. من جهته، قال الناطق باسم تنسيقيات الثورة في حوران، محمد أبوزيد، إن الجيش يواصل فرض حصار مشدد على بلدات في درعا منها نوى. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، امس، انه تم العثور على 23 جثة بالقرب من مدينة ادلب، عليها اثار تعذيب شديد. وقال المرصد في بيان «عثر صباحاً على 23 جثة قرب مزرعة وادي خالد غربي مدينة ادلب، تم التعرف على 19 منها، وظهرت عليها اثار التعذيب الشديد». واشار الى ان الجثث كانت معصوبة الأعين ومقيدة اليدين، وقد تم قتلهم جميعاً بعيارات نارية.

وسقط خمسة قتلى، امس، في اعمال عنف في محافظة ادلب، فقد قتل ثلاثة مواطنين في معرة حرمة وخان شيخون اثر اطلاق رصاص من القوات السورية، بحسب المرصد الذي كان اشار الى مقتل مواطنين اثر اصابتهما بإطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية في بساتين مجاورة لبلدة كفرنبل الواقعة في ريف ادلب.

في ريف دير الزور (شرق) قال المرصد ان اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي السوري ومجموعات مسلحة منشقة في مدينة «مو حسن» تستخدم خلالها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف.

من جهتها، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، امس، ان قوات الأمن السورية تستخدم «وسائل الأرض المحروقة» في جميع انحاء البلاد في محاولة لسحق الاحتجاج المستمر منذ عام. وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان في بيان «مدينة بعد مدينة وبلدة بعد بلدة، تستخدم قوات الأمن السورية وسائلها للأرض المحروقة بينما تلجم الصين وروسيا مجلس الأمن الدولي».

وأضافت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها «بعد عام، على مجلس الأمن الدولي الاتحاد وإبلاغ الرئيس السوري بشار الاسد بأن هذه الهجمات يجب ان تتوقف».

وحول الوضع في ادلب، نقلت «هيومن رايتس ووتش» «شهادات تتحدث عن دمار كبير وعدد كبير من القتلى والجرحى من المدنيين في عمليات القصف».

وأوضحت ان ناشطين سوريين اعدوا لائحة أولى تتضمن اسماء 114 مدنياً قتلوا خلال الهجوم على ادلب.

واضافت نقلاً عن سكان أن القوات الحكومية اطلقت النار من دون تمييز على المنازل والناس في الشوارع، ثم قامت باعتقالات بعدما فتشت البيوت بيتاً بيتاً ونهبت مباني واحرقت مساكن. ودعت «هيومن رايتس ووتش» الى عرض القضية على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وتأتي التطورات في وقت يتوقع أن يعرض أنان، اليوم، أمام مجلس الأمن تطورات مهمته في سورية. ويقول دبلوماسيون إن إفادة أنان ستكون حاسمة لمسعى واشنطن وحلفائها الأوروبيين لاعتماد مشروع قرار هدفه إنهاء العنف وضمان وصول موظفي المعونة. وقال الدبلوماسيون إن المحادثات بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والمغرب ـ العضو العربي فيه ـ بشأن مشروع قرار، قد تعثرت، لكن من المتوقع أن تتسارع ثانية بعد إفادة أنان.

وفي انتقاد غير مسبوق لنظام الأسد، اشتكى لافروف، اول من أمس، التأخر الكبير في تطبيق الإصلاحات في سورية. وقال «كل نصائحنا للأسف لم تترجم إلى أفعال، ولم تطبق في الوقت المطلوب»، وإنْ تحدث عن إصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية. وحذر لافروف ـ متحدثاً في مجلس الدوما ـ نظام الأسد من تفاقم الأزمة ما لم يصغ للنصائح. كما نافح عن موقف روسيا قائلاً إنها لا تدافع عن النظام أو شخصيات معينة، بل عن القانون الدولي الذي ينص على أن النزاعات الدولية يجب أن تُحل من دون تدخل خارجي.

تويتر